نابلس:
بدت حقول المزارعين في المنطقة الغربية من بلدة قريوت جنوب نابلس وكأن مجزرة تعرضت لها خلال الايام السابقة، خسرتها عشرات اشجاز الزيتون الرومية التي قتلت حرقا بفعل اعتداءات المستوطنين.
حالة من الذهول اصابت النشطاء الفلسطينيين الذين تفقدوا اليوم اراضي قريوت المحاذية لمستوطنة عيليه المقامة على اراضي البلدة عندما شاهدوا الدخان ما زال يتصاعد من بعض الاشجار التي يزيد عمرها عن 500 عام رغم مرور اكثر من 24 ساعة على حرقها لتبدأ مشاعر الغضب تناب الجميع وتحول المشهد الى دراما اختلط فيه الغضب من المحتل الى الاصرار نحو زراعة مزيد من اشجار الزيتون.
وقال مدير مكتب الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس ضرار أبو عمر، أن عشرات المتطوعين شاركوا في فعالية في المنطقة الغربية من قريوت، حيث تعد من أكثر المناطق إستهدافا من قبل مستوطني عيليه، وشمل النشاط حراثة مساحات من الأراضي و زراعة أشتال جديدة وريّها
وعاين القياديان في لجنة التنسيق الفصائلي نصر ابو جيش ويحيى الجمال اثار الاعتداء الاخير على اشجار الزيتون الرومية في البلدة كما شارك في العمل التطوعي الدكتور غسان حمدان وسامي دغلس من الاغاثة الطبي وشاهدا حجم التخريب والدمار,
المواطنة صديقة حسن خريوش 80 عاما اضحت تشير الى عدة اشجار احترقت وتقول انظروا عمرها اكبر من عمري وراحت بلمح البصر منوهة الى ان 20 دونما تعود لها قد تضررت حرقا ونشرا في الفترة الاخيرة من اصل 40 دونما تعود لاسرتها مزروعة كلها بالزيتون.
وتضيف ان ارضها المسمى بطشة وتقع غربي البلدة اضحى الوصول اليها فيه مخاطرة بسبب اعتداءات المستوطنين اليومية والتي حولت اشجار يانعة الى فحم ودخان.
كان بشار القريوتي عضو المجلس القروي منشغلا بالتحضير لفعاليات مناهضة للاستيطان خاصة عندما يكشف ان 14 الف دونم من اراضي البلدة اضحت مصادرة من اصل 20 الف دونم وما يزال الاستهداف مسلط على بقية الاراضي لوضع اليد عليها.
واكد رائد محسن من نشطاء البلدة ان الحريق بحق الاشجار تم امس حيث شاهده اهالي تلفيت المجاورة كون سفح الجبل الغربي يقع مقابلهم وعندما هبو لاطفاء الحريق شاهدوا المستوطنين يفرون باتجاه المستوطنة.
تقف المواطنة ام عبد الله ديب امام اشجار الزيتون ترفع الاغصان المحترقة واليابسة وعندما سؤالها عن الخسائر جراء اعتداءات المستوطنين "كنا نجني 20 تنكة زيت من هنا واليوم لا يتعدى تنكتين"
الفتى فايز اسماعيل 15 عاما كان مشاركا بفعالية في تفقد الاشجار ويكشف بصراحة ان المستوطن الذي يقوم بكل اعتداء معروف وهو " قورن" من مستوطنة عليه.
ويقف المزارع خير محمد القريوتي 50 عاما قبالة سفح جبلي تقع فيها ارضه قائلا: نحن بحاجة لاتمام الطريق الزراعي وتعبيده لتسهيل الوصول للارض واشتال اللوزيات والزيتون .
وأكد أبو عمر أن لهذه الفعالية اليوم رسالتين، "الاولى استمرار المؤسسة في دعم المزارعين وحماية الارض الفلسطينية أمام كافة الإعتداءات التي وصلت خلال الأسبوع الأخير لحرق مئات الاشجار المعمرة، والرسالة الأخرى هي لجيش الاحتلال ومستوطنينه فلن نترك المزارعين يتعرضون للاعتداءات لوحدهم، نحن أصحاب الأرض ولن نرحل عنها وهم من سيرحلون عنها.
وذكر أبو عمر "أن هذا النشاط يتوائم مع هدف المؤسسة العام بالوقوف إلى جانب المزارعين وتقديم كل المساعدة لهم، خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة، والتي تتعرض للتخريب سواء بنشر الأشجار أو حرقها أو التعرض للمزارعين، لافتا لانه سيتم استهداف منطقة قريوت والقرى المجاورة خلال مشروع التأهيل والإستصلاح الذي سيتنفذ بالأسابيع القادمة".
من جانبه، قال عضو المجلس القروي بشار القريوتي أن نحو 14 ألف دونما أصل 20 ألف دونم أضحت مصادرة، فيما تستمر الأطماع لبسط السيطرة على مزيد من الأراضي وتهديد المزارعين، والإقدام على حرق ونشر عشرات الأشجار التي كان آخرها خلال اليومين الفائتين.
وفي ذات السياق دعا منسق مكاتب مناطق الإغاثة الزراعية خالد منصور، القيادة الفلسطينية إلى بذل مزيد من الجهود لحماية الأرض الفلسطينية عن طريق تقليص الضرائب الباهظة على الأرض ورسوم التسجيل.
وفي والوقت نفسه، شكر أهالي قريوت الإغاثة الزراعية على جهودهم بالوقوف إلى جانبهم في كل الأوقات، واستمرارهم في دعهم للمزارعين في البلدة عبر المشاريع المختلفة
فلسطينيو 48