سامية ابنة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الفلسطينية عين سامية ماضٍ عريق ما زال متألقا حتى اليوم
تقرير :وفاء ابعيرات
في الزاوية الشرقية من مدينة رام الله حيث الآثار والحجارة التاريخية رسمت تفاصيل الماضي بألوانها العتيقة، تتربع عين سامية لتضفي على عراقة الماضي رونقا من سحر الطبيعة وبهائها في منطقة ترددت عليها مختلف الحضارات التي تعاقبت على فلسطين.
تعتبر عين سامية الوجه الحضاري لقرية كفر مالك (شرق مدينة رام الله) وكانت عامل استقطاب وجذب للحضارات المختلفة التي مرت على فلسطين، فلم تغادر حضارة من الحضارات إلا وتركت أثرا في تلك القرية ومنها: الحضارة الكنعانية، والرومانية، والفينيقية، والبيزنطية، والآرامية، والإسلامية بفتراتها المختلفة.
منطقة خضراء يوجد بها ممرات للماء , هي منطقة تكاد أشبه بالجنة، فما أن يحل فصل الربيع إلا و تجد الناس يخرجون من بيوتهم للتنزه إلى تلك المكان، فصل الربيع الذي تتجدد فيه الحياة والأمل، وكذلك الإنسان يبدأ بتجديد مشاعره ونفسيته تماماً كالأرض الخضراء المتشوقة إلى تجديد عشبها، و كذلك الأشجار تجدد أغصانها وأوراقها، فما أجمل أن تلمس وريقة خضراء فتشعر بالطاقة القوية تنبث من بين أصابعك لتقويك وتدفعك للتمسك بالحياة.
سبب تسمية عين سامية
سميت عين سامية بهذا الاسم نسبة إلى سامية ابنة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وتقع العين على بعد أربعة كيلومترات أراضي القرية.
تعتبر منطقة عين سامية من أقدم المناطق التي استقر بها الإنسان، كما إنها من أقدم الخرب الموجودة في العالم حيث أن عمرها يقدر بعمر مدينة أريحا.
و يشار إلى أن عين سامية كانت مركزاً للقوافل التجارية التي كانت تنتقل بين الشام والحجاز.
عين سامية منطقة ما تزال آثارها قائمة حتى اليوم، كما يوجد فيها العديد من الشواهد التاريخية التي تدل على عظمة المكان:كالطاحونة التي بنيت في العهد العثماني، والقصر، وبيت القاضي، وتل المرزبانة، وقبور تاريخية رومانية، وبقايا كنيسة رومانية تتزين بالأقواس الجميلة.
ما تزال عين سامية أثراً سياحياً يقصده اهالي رام الله كل نهاية أسبوع للاستجمام، ويكثر ذلك في فصل الربيع يجذب هؤلاء حب للإستكشاف، وحب لجني اللوف والعكوب،فإن ذهبت يوم جمعة ستصدم لكثرة الناس، فهناك تختلط ملامح الزمان بالمكان فترى الإسرائيليين، والعرب، و السياح.
للزراعة قصة أخرى
ساهم وجود العين في ازدهار الزراعة في سهول عين سامية الذي لا تزال غنيةً بمحاصيل مميزة مثل الزعتر والبابونج وأنواع كثيرة من الأعشاب، ففكرة الزراعة في سهول عين سامية كانت تجربة فريدة من نوعها.
فما أن تتجول على قدميك من هنا إلى هنا إلا و تجد رائحة الزعتر الأخضر و رائحة العشب المبلل المنبعثة من السهول تعطر المكان، روائحٌ تبقى معلقة في الذاكرة.
أساطير عين سامية
لم تأبى عين سامية أن تخلو من الأساطير و الخرافات، فهناك الكثير من الأقاويل المتعلقة بوجود جن و التي يتداولها الناس عن عين سامية. هذه هي عين سامية فإذا كنت تجهلها فالأيام ستبدي لك ما كنت تجهل .