memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipediaليس أسوأ من أن تستمع في آخر الليل لشكوى من أحد أقارب أسير يطلب من قلمٍ أن يخرج قليلاً من غُلٍ ومهانةٍ وذلٍ يعيشه كل يوم في سبيل أن يفهم وضع قريبٍ لا أكثر ولا أقل، وليس أسوأ من أن يكون الذل من مؤسسة حقوقيةٍ وشخوصٍ من المفترض أن تعنى بشؤون الأسرى، ليست بشكوى فريدةٍ من نوعها، فهي تتكرر في كل قصص الأسرى التي نسمع، لكنها تصبح ذات أهميةٍ إن أزعجت قريباً لأسيرٍ حد الغضب وأشعرته باحتقار الكرامة، وكل هذا من أجل أن تنصف مؤسسةٌ ما اسم أسير، ويتفضل محامٍ بإخبار عائلةٍ تتصل به بصعوبة بالغة عن وضع ابنٍ لها لم تره بصورةٍ محترمةٍ منذ شهر نيسان لعام 2014 أي منذ حوالي السنتين.
">إعداد: حياة أنور دوابشة
ليس أسوأ من أن تستمع في آخر الليل لشكوى من أحد أقارب أسير يطلب من قلمٍ أن يخرج قليلاً من غُلٍ ومهانةٍ وذلٍ يعيشه كل يوم في سبيل أن يفهم وضع قريبٍ لا أكثر ولا أقل، وليس أسوأ من أن يكون الذل من مؤسسة حقوقيةٍ وشخوصٍ من المفترض أن تعنى بشؤون الأسرى، ليست بشكوى فريدةٍ من نوعها، فهي تتكرر في كل قصص الأسرى التي نسمع، لكنها تصبح ذات أهميةٍ إن أزعجت قريباً لأسيرٍ حد الغضب وأشعرته باحتقار الكرامة، وكل هذا من أجل أن تنصف مؤسسةٌ ما اسم أسير، ويتفضل محامٍ بإخبار عائلةٍ تتصل به بصعوبة بالغة عن وضع ابنٍ لها لم تره بصورةٍ محترمةٍ منذ شهر نيسان لعام 2014 أي منذ حوالي السنتين.
وبعد محادثاتٍ طويلةٍ، وانتظارٍ أطول، ارتأت الأسيرة المحررة سماهر زين الدين أن تروي قصة معاناتها مع محامي شقيقها عبد الرحمن، ومعاناتها مع المؤسسات الحقوقية التي ترعى شؤون الأسرى.
لقد وُجهت لسماهر من أحد هذه المؤسسات إهانةٌ غير مقصودة عندما استمرت بإسقاط اسم شقيقها سهواً من قائمة الأسرى المعزولين وهو من يعاني منذ سنتين، فقد نشرت أحد المؤسسات حرفياً هذا النص" يواصل الاحتلال عزل 9 أسرى في معتقل مجدو وهم" محمد أبو ربيعة، وسامر البرق، حسام عمر، فارس السعدي، ماجد جعبري، حسن خيزران، اليكس ماتس، وائل نعيرات، غالب غنايم، في ظروف نفسية ومعيشية قاسية بأوامر من جهاز"الشاباك".
تعجبت سماهر رغماً عنها من هذا النص الذي أسقط اسم أخيها وتساءلت عن السبب وراء ذلك، فكتابة اسم أخيها على حد قولها لن تكلف المؤسسة شيئاً يذكر، وتوجهت بهذا التساؤل للمؤسسة الحقوقية دون أن تلقى رداً، تقول سماهر" ربما لم يكتب أحدٌ شيئاً عن أخي من قبل فلا يعرفونه، وإلا فما السبب؟، فليس هذا بالمطلب الكبير من ذوي الأسير، وهكذا أمور قد تظن المؤسسة أن لا اهتمام اتجاهها لكننا ننتظر وبشوق أن يتحدث أي شخص عن أوضاع أحبتنا في القيد ومعاناتهم، وأن يخبر الجميع بأن هناك أسيراً ترك وراءه أحباباً يودون لو تصل أخباره إليهم بأي طريقة ممكنة.
تواصل سماهر طرح تساؤلها وتعجبها صوب المسؤوليين" لماذا لا تصل أخبار شقيقي لنا إلا بعد انقضاء محكمة أخي بفترة طويلة من انقضاء المحكمة؟ ولماذا تصل هذه الأخبار على هيئة طلباتٍ فقط؟ إنها تتلخص دوماً في حالتنا بذكر حاجة أخي دون إيصال رسائله الأخرى، وغالباً ما يكون الخبر مؤكداً بأن الغرض الذي أرسلناه له لم يصل".
وفي محادثات سماهر مع محامي شقيقها يظهر جلياً تقصيرٌ واضح ربما يكون غير متعمدٍ من قبل المحامي، فهو ربما لا يعلم معاناة ذوي الأسير ولهيب أشواقهم وهم ينتظرون خبراً وإن صغيراً بخصوص ابنهم، تظهر المحادثات تأخر الرد على الرسائل، وإن تم الرد فإن جميع الأسئلة لا إجابة لها باستثناء إيصال معلومة مفادها" لم يصل المال لعبد الرحمن"، وتليها أسئلة سماهر المتكررة وكيف هو وضعه؟ صحته؟ ماذا حدث لحكمه؟ كم يريد أن نضع له بالكنتينة؟ ماذا عن الملابس؟ ولا تتلقى سماهر في نهاية المحادثة أي ردٍ يُذكر.
بالنسبة لسماهر ليس وضع الأسرى بالشيء الذي يُستهان به، فهي أسيرة محررة، وشقيقة لأسيرين، ولها شقيق آخر محرر، وزوجها أسيرٌ كذلك، لذلك يبدو جلياً أن السبب وراء غضبها مفهوم، حوالي السنة في الأسر علمت سماهر أن لا تسكت عن حقوق إخوتها، ومرضها والرعاية المعدومة التي تلقتها علمتها ذلك أيضاً، وكذلك الأنباء المغلوطة التي كانت تصل أهلها عنها كأن يقال لهم بأنها مصابة بالسرطان، لا بد علمت سماهر كيف يكون الأسر.
عبد الرحمن(32عاماً) وهو الشقيق الذي من أجله رفعت سماهر صوتها وعاتبت، كان قد اعتقل بتاريخ 1/5/2006 حيث كان يمارس عمله المعتاد في أحد المخابز في مدينة أريحا، وفي أحد الأيام حاصر جنود الاحتلال الإسرائيلي ذلك المخبز وأطلق الجنود رصاصتين عليه استقر أحدها في يده والأخرى في قدمه.
أمضى عبد الرحمن في سجن بئر السبع آنذاك مدة سنة وسبع شهور دون أن يسمح لذويه بزيارته، ولا تصل أي أخبارٍ منه إلا بواسطة محاميه دون أي تفصيلٍ، كما أسلفت سماهر، ومنذ فترة طويلة وهو يطلب الملابس دون أن تعلم عائلته إن كان ما ترسله إليه يصل أم لا.
اتهم عبد الرحمن بقتل جنديٍ إسرائيلي وكان واضحاً أن حكمه لن يكون هيناً، كما أن الاحتلال وجه له لاحقاً ولأشقائه ولشقيقته سماهر وزوجها تهمة تقضي بنيتهم تنفيذ عملية خطف جنود، ليرتفع حكم عبد الرحمن أضعافاً.
صدر بحق عبد الرحمن حكم بالسجن مؤبد وسبع سنين، وتواصل بعدها إضراب عبد الرحمن وتدهور وضعه الصحي، مطالباً أن تسمح له إدارة السجن أن يرى ذويه، وتسمح لهم بالزيارة، وسمح له بذلك غير أن الإدارة لم تفي بوعودها وواصلت عزله، ليكون عبد الرحمن قد أمضى ما يقارب سنتين في العزل دون أن يلتفت إليه أحد كما كثيرين من الأسرى تسقط كل يومٍ أسماؤهم سهواً.
تعود سماهر لتواصل استغرابها من تصرف المحامي فقد أوكلت إليه أن يسأل شقيقها ثلاث أسئلة لكنه لم يفعل ذلك، وتشك أن المحامي قد زاره، وفي بداية شهر تشرين الثاني كان من المفترض عقد محكمة له وسألت سماهر عن تفاصيل ما حدث في هذه المحكمة فلم يجبها المحامي.
محاكم من هذا النوع ولأسيرٍ معزول يتم إجراؤها داخلياً ولا يمكن معرفة تفاصيلها إلا عن طريق المحامي وهو ما يؤرق كاهل سماهر، وقد تكون قصتها عادية وروتينية، لكن تفاصيلها مؤلمة، فيكفي سماهر ما عاشته في سجون الاحتلال لتعلم أن الأسرى بحاجة إلى أن يشهدوا تضامناً أكبر والتفاتاً أقوى من المسؤوليين وأصحاب القرار.