واشنطن- عندما وصل المسبار "دون" التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إلى "سيريس" أكبر جسم في حزام الكويكبات، أصيب العلماء بالذهول بعد اكتشاف بقعتين ضخمتين ناصعتي البياض على سطح هذا الكويكب.
وأثارت هذه البقع المتلألئة على الفور نقاشا حادا بين علماء الفلك الذين لم يحددوا إن كانت هذه البقع مياها متجمدة، أو انعكاسات لرواسب ملحية، أم أنها عيون متفجرة من بخار الماء في الفضاء.
لكن الصور الأخيرة التي أرسلها المسبار "دون" ألقت الضوء على هذه البقع الغامضة وعلى تشكُّل هذا الكويكب الذي يبلغ قطره 950 كلم، والذي يعتبر أقرب كوكب قزم إلى الأرض.
فقد استخدم الباحث الرئيسي في معهد ماكس بلانك لأبحاث الطاقة الشمسية أندرياس ناثيوس أداة على متن المسبار تدعى "كاميرا التأطير"، من أجل القيام بعمليات مراقبة مفصلة لسيريس عبر مرشحات ملونة مختلفة.
ورغم أن سطح الكويكب مظلم كالإسفلت، فإن الصور أظهرت أن سيريس يضم أكثر من 130 بقعة مضيئة تتباين في شدة سطوعها، وتواجدت أغلب هذه البقع في قعر الحفر التي يمتلئ بها سطح الكوكب القزم.
وكشف التحليل الطيفي للبقع أنها أكثر ما تكون شبها بسلفات المغنيزيوم المشبع بالماء، رغم أن العلماء لم يستبعدوا وجود مكونات أخرى، وفقا لتقرير نشر في مجلة "نيتشر".
وأكثر هذه البقع سطوعا تقع في حفرة "أوكاتور" وهي بعرض تسعين كيلومترا وعمق أربعة كيلومترات. وعند مراقبة هذه البقعة لم يجد العلماء دليلا على أعمدة بخار ماء، لكنهم شاهدوا سديما فوق النقطة المضيئة، هو على الأغلب بخار ماء منبثق من الجليد تحت السطح بعدما سخنته حرارة الشمس.
وأشارت النتائج إلى أن لدى سيرس طبقة عازلة مظلمة يقبع تحتها الماء على شكل جليد أو جزيئات ماء مقيدة في أملاح مشبعة، وهي نتائج تتوافق مع تصور العلماء عن باقي الأجرام في حزام الكويكبات، وفقا للدراسة.
المصدر : غارديان