واشنطن ـ الأناضول
أكد تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، الثلاثاء، تنامي قدرة تنظيم "داعش" داخل أفغانستان، طيلة العام الحالي، مشيرا في الوقت نفسه إلى تنافسها مع حركة طالبان حول "الملاذ الآمن".
وقال التقرير الذي يصدره البنتاغون كل ستة أشهر ليطلع الكونغرس الأمريكي على تطورات الوضع الأمني في أفغانستان، إن "الدولة الإسلامية في العراق والشام/ ولاية خراسان، استطاع التقدم من مرحلته الاستكشافية الأولية إلى مرحلة بات يستطيع فيها مقاتلة طالبان بشكل علني؛ من أجل إنشاء ملاذ آمن، وقد أصبح أكثر فاعلية من الناحية العملياتية".
وأشار التقرير إلى أن الجماعة الإرهابية استطاعت "انتزاع" بعض الأراضي من طالبان في شرق البلاد"، مبينا أن التنظيم نفذ أول عملياته المسلحة ضد قوات الأمن الأفغانية في أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما قام بمهاجمة 10 نقاط للتفتيش تابعة للحكومة الأفغانية خلال يوم واحد بقضاء "اجين" من محافظة "ننكرهار".
وأوضح التقرير أن "الجماعة المسلحة التي اتخذت من أراض في العراق وسوريا مقرا لها، قامت كذلك بمهاجمة مركبة تابعة للأمم المتحدة في أفغانستان في أيلول/ سبتمبر الماضي".
بيد أن التقرير لفت إلى أنه وبالرغم من أن داعش لم يقم حتى اللحظة بتنفيذ هجوم ضد عمليات "الدعم الحازم" التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، فإن "تجنيد التنظيم للمقاتلين والقادة أولي الخبرة قد يزيد قدراته على فعل هذا (مهاجمة قوات الناتو) حتى العام القادم على الأقل".
وشدد في الوقت نفسه على أن التنظيم المسلح استطاع زيادة نفوذه داخل البلاد، عبر تجنيد "مقاتلي طالبان السابقين والساخطين وكذلك الذين تحالفوا مع الحركة (سابقا)، وأبرزها الحركة الإسلامية في أوزبكستان، التي أعلنت بيعتها لتنظيم الدولة/ ولاية خراسان في آب/ أغسطس عام 2015".
وأشار إلى أن تواجد داعش في المنطقة الشرقية من البلاد "يظل مصدر قلق لطالبان والحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي".
كما ذكر أن الأمن في البلاد "تدهور، مع زيادة في الهجمات الفاعلة للمسلحين، مقابل وقوع إصابات أكثر في صفوف قوات الأمن الأفغانية وطالبان".
وأفاد بأن "الهجمات المسلحة التي تقودها طالبان بدأت تقوى بعد أن غيرت قوات الناتو طبيعة عملياتها، من الدور القتالي إلى التدريب والمشورة والمساعدة".
وكان الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أعلن في منتصف تشرين أول/ أكتوبر الماضي، محافظة قوات بلاده في أفغانستان على عددها الحالي وهو 9,800 عسكري، خلال الجزء الأكبر من العام الجاري، على أن يتم توزيع العسكريين نهاية عام 2016، بحيث يبقى 5500 عسكري أمريكي في كابول وباغرام، بالإضافة إلى وجود محدود في الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد.