كتبه : د. أكرم عثمان
مستشار وخبير دولي في التنمية البشرية
تعتبر القيادة من المهمات الأساسية في الحياة بكل قطاعاتها ومناحيها المختلفة عامة ، وهي ضرورية في قيادة وبناء الفريق داخل المؤسسة على وجه الخصوص ، من معاونه الموظف وتوجيهه والتعامل مع المواقف المختلفة في تحقيق الإنجازات والنجاحات ، و كيفية التغلب على الإخفاقات والمشكلات التي تحدث مع أعضاء المؤسسة في التعامل مع الإدارة وتحميل المسؤولية للبعض عند الهزيمة ، أو الاختلاف والأزمات التي تحدث بين الموظفين أو الاعتراض على قرارات القيادة التي تصدر عنهم ، وقد يعتبرها الأعضاء مجحفة وظالمة لهم .
لذا تعرف القيادة :- " هي العملية التي يقوم فيها فرد من أفراد جماعة منظمة بتوجيه سلوك أفرادها لدفعهم برغبة صادقة نحو تحقيق هدف مشترك بينهم" .
من الأهمية بمكان أن نجد القيادة لها دور بارز ومؤثر أثناء العمل ، حيث تسهم في تصويب البوصلة من تنظم جهود الموظفين وعطائهم وتوظيف طاقاتهم الايجابية نحو القيام بالأعمال المطلوبة دون عوائق أو حواجز ، و بشكل منظم وجو يسوده الاطمئنان والثقة والهدوء للوصول للأهداف المرجوة من تحقيق الأهداف والنجاح والتميز في الأداء .
ويعرف القائد :- " الفرد في الجماعة الذي يوجه وينسق الأنشطة المرتبطة بالجماعة لتحقيق أهدافها ، وأنه الفرد في الجماعة الذي يمتلك أكبر قدر من النفوذ والتأثير على أفراد الجماعة بالمقارنة بغيره من الأفراد ".
هنالك مهمات تتطلب من القائد :- أن يكون صديقاً وداعماً للموظفين ، ينمي الثقة فيهم و يدعمهم ويساندهم في كل الحالات سواء عند تحقيق الأهداف أو في حالات تدني المستوى المهني والشعور بالإحباط واليأس، يعطيهم الحرية لتنفيذ المهمات والقيام بالواجبات المطلوبة منهم ، بالإضافة إلى الاستجابة لتعليمات المسئول وتوجيهاته وتوصيلها للموظفين بأسلوب وطريقة تحترم فيه أعضاء فريقه وتقدر إنسانيتهم وجهودهم ودورهم .
ومن صفات القائد داخل المؤسسة أن يكون وثقاً من نفسه وقدراته ، لا يتأثر بالأحداث بالمشكلات في العمل أو ينساق مع بقية الموظفين ، قائد من طراز متميز وفريد ، هادئ يشعر بالاطمئنان ، يتسم بالانضباط والاتزان الانفعالي ، يوجه ويدعم ويساند ، يصحح أخطاء فريقه ، يركز انتباهه للمهمة التي يكلف بها ، لا ينقاد للسلبية والتهور في تصرفاته وسلوكياته ، ولا يستغل منصبه وسلطته بتسلط وفوقيه ، ولا يندفع ويتأثر بأخلاقيات وممارسات بعض أعضاء المؤسسة وينقاد لهم .
في حالة تحقيق النجاح يشارك الموظفين في المؤسسة فرحتهم وانتصارهم ، ويكون بجوارهم ويتعايش معهم في كل شيء ، وكذلك في حالة الإحباط والتراخي وضعف الهمة يشجع وينمي الثقة بقدرات موظفيه ، ويدعو للتماسك والترابط في أعضاء فريقه ، و لا يسمح لانهيار أو ضعف أو تخاذل ،،،، دوره مهم في هذه المرحلة ،،، قائد له مواصفات فذة ،،،، تخيلوا لو كل القائد يتسم بهذه الصفات و السلوكيات والمهام ،،،، لن ينهار أي موظف أو يتهاون في أداء رسالته ،،، سوف تزداد قوته ويتماسك ويعود إلى وضعه الصحيح بعد فترة بسيطة ،،،، مطلوب إحياء الصفات والمعاني السامية والقدرات الدفينة ،،، كل ذلك لن يأتي إلا من قائد له كاريزما خاصة وسمات معينة .
إن دور التأهيل والإعداد في التنمية البشرية للقائد وغيره من أعضاء الفريق لا يقل أهمية عن الإعداد الفني والمهني و الخططي ،،، تأهيل يستحق منا إعطائه حيز ووجود داخل المؤسسات ،،، فالمطلوب إعطاء مساحة لهذا البعد المهم والذي يعود بفائدة وضرورة في المؤسسة والتعامل مع المواقف والضغوط والأزمات ، وتنظيم الجهود السليمة بما يتلاءم مع فهم نفسيات الموظفين والتعامل مع إمكانيات الأعضاء وقدراتهم بطريقه سليمة وفاعلة .
لذا أتساءل :- كيف ننمى هذه الصفات والمهمات ؟ نعم !!!! ،،،، لن يظهر التماسك والعودة للوضع الطبيعي للموظفين في حالة الأزمات والفشل والضعف ،،،، ولن تتوفر هذه الصفات لقائد متميز في قيادة أعضائه نحو تحقيق التميز في العمل ، ولا يكتب لهذه التجارب النجاح والتوفيق ،،،، إلا بالتعليم والتدريب والإعداد وتنمية المهارات المطلوبة ،،،، إن الروح المعنوية جد مهمة وذات تأثير بالغ في قيادة المؤسسة وأعضائها ،،،، حيث أن نتائجها تتجاوز توقعات وتحليلات الخبراء والمتخصصين .،،،،، آن الأوان للاهتمام بجوانب التنمية البشرية وإعطائها مكانة تستحقها ،،، ذلك أن القائد وبقية الموظفين بشر ولهم أحاسيس ومشاعر يفرحون في حالة القوة والنجاح والتماسك ،،،، ويحزنون في الفشل والإحباط والتوتر والقلق ،،،، إنما الذي يسترعي الانتباه صقل وتدريب القيادة والموظفين على كافة المواقف سواء كانت مفرحة أو محزنة على كيفية التعامل مع كل مرحلة بواقعية دون إفراط أو تفريط ،،،، ليبقى الجميع في المسار والطريق الصحيح للوصول للأهداف العليا التي ترسمها سياسات المؤسسة والقائمين عليها .دمتم سالمين