الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قرية النبي صموئيل في شمال غرب القدس قلعة فلسطينية تتهاوى، فهل من مُغيث؟
تاريخ النشر: الجمعة 04/04/2014 06:57
قرية النبي صموئيل في شمال غرب القدس قلعة فلسطينية تتهاوى، فهل من مُغيث؟
قرية النبي صموئيل في شمال غرب القدس قلعة فلسطينية تتهاوى، فهل من مُغيث؟

كتب الدكاور سائد الكوني وزير الحكم المحلي انطباعاته عن زيارة له في منطقة شمال غرب القدس: 

أمس الخميس الموافق 3/4/2014 قمت بزيارة لقرية النبي صموئيل وتقع خلف الجدار في منطقة شمال غرب القدس. دخلت لها والوفد المرافق لي بتنسيق مسبق مع الجانب الآخر من خلال الارتباط المدني الفلسطيني، ومع ذلك إضطررنا للإنتظار على نقطة العبور قرابة النصف الساعة لخلل في التنسيق، فرصة لنعيش جزء من المعانات اليومية لمواطني هذه القرية، الذين يبلغ تعدادهم 250 نسمة.

 

واصلت زيارتي لقرى أخرى في شمال غرب القدس، وصورة ومعاناة القرية وأهلها وطلبة ومدرسي مدرستها عالقة في ذهني طوال زيارتي وحتى اللحظة، ووجدت أنه من واجبي أن أوثق هذه المعاناة ليعرفها كل البشر ببيضهم وسودهم، عربهم وعجمهم، حيث يظهر الإحتلال بصورته اليومية البشعة، وتبيان حالة القهر والمعاناة والظلم اليومية المستمرة التي يعيشها سكان هذه القرية.

 

تعيش القرية في حصار مُحكم، فمن غير المسموح لمواطنيها ومجلسها القريوي القيام بأية إصلاحات على الإطلاق في بناها التحتية، مدخل قرية وطرق داخلية مدمرة لم تجري لها أية عملية صيانة منذ عام 67، طبعاً مفروغ منه لم يتم شق طرق جديدة، لم يتم إنشاء أو توسعة أي بيت فيها، الأسمنت سلعة نادر وغير مسموح بها. هنالك بعض البركسات التركيب أو الجاهزة وأقول البعض، يعني لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، الُدخلت بتبرع من منحة فرنسية، والمضحك المُبكي أن فيها أوامر هدم أو إزالة إسرائيلية بحجة أن المنطقة حديقة وطنية عامة، يعني حكومة الإحتلال لا تعترف أصلاً بأن هذه القرية موجودة على وجهة الأرض، رغم أن وجود القرية يسبق تاريخ نشوء دولتها. الغريب والنقيض في الموضوع أن بعض المستوطنين ممن نجحوا في شراء بيوت فلسطينية في القرية ُيُعمرون ويبنون ويتوسعون ويفعلون ما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب، مش مشكلة ما هي حديقة أبوهم.

كثيرين من شباب القرية ممن رغبوا في الزواج والسكن بمنزل مستقل بهم رحلوا عن القرية، ومن الواضح أن الاسرائيليون يراهنون على عامل الوقت، الشباب يُهجّرون والكبار يموتون، وتبقى الأرض خالصةً لهم!

لا توجد فرص عمل داخل القرية أي كانت، ورجالها يعملون في المدن والقرى االفلسطينية المجاورة، أو عمال في الداخل، والجزء الأكبر عاطل عن العمل وعرضة للضياع بكل أشكاله، والذي تزداد خطورته مع الاغراءات الإسرائيلية المختلفة.

دخول الطعام، والشراب، والملبس، والدواء، والأثاث، وما قد يخطر ببالك من إحتياجات معيشية يجب أن يمر من خلال نقطة العبور وبعد عملية التفتيش، يعني تصور أنك تدخل فلسطين من جسر المللك حسين قادماً من الاردن، بس أهل القرية يعيشون هذه الحالة على مدار الساعة، كمّ رهيب من المعاناة والذل والحرمان من أبسط حقوق العيش الكريم.

زيارة أهل القرية من فبل ذويهم أو أصدقائهم في الفرح أو الطرح يتطلب تنسيق مسبق مع الطرف الآخر، يعني بإختصار هم في سجن داخل القرية



إستوقفتني أيضاً مدرسة القرية بغرفتيها الصفيتين وطلبتها العشرة، أما الغرفتين، فإحداهما غرفة قديمة متهالكة لا تتجاوز مساحتها 12 متر مربع، وهي للصف الأول والثاني إبتدائي مع بعض، وكذلك فيها غرفة المدير، وسألت طيب كيف الطلاب بدرسوا في هيك أجواء، أجابني المدير أنهم يتبعون إسلوب التعليم المُدمج، وإستوضحت عنه وأنا الأكاديمي المخضرم، فقال لي أثناء شرح المدرس لحصة ما لأحد الصفين، يقوم مدرس الصف الآخر بإعطاء واجبات لطلبته، يعني سلطة تعليمية، والله يا عمي إحنا شعب الاستثناءات!، والغرفة الصفية الثانية والمخصصة للصفين الثالث والرابع، هي عبارة عن كرفان جاهز وفيه أمر إزالة إسرائيلي، وممنوع مطلقاً إضافة أو صيانة أي شيء بالمدرسة، والتي يُحاذيها للمفارقة بيت مستوطن، تمت فيه عمليات توسعة وصيانة وبنية تحتية حدث ولا حرج.

المعاناة كبيرة ولا يمكن أن تُوصف بكلمات، ولكن قبل ما أنهي، لا بد أن أذكر أن طلبة المدرسة كانوا 12 والآن 10، لأنو في إثنين لم يحتملوا هم وأهاليهم ظروف عمل المدرسة، وطفلة صغيرة في الصف الثاني إستوقفتني وسألتني: عمو إنت الوزير؟ قلت لها نعم شو بدك عمو؟ قالت "عمو الله يخليك زبطلنا المدرسة حتى يظلوا (يبقوا) صحابي معي فيها"!

 

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017