أكبر ياقوتة بالعالم.. قصة الولادة المتوقعة!
سيريلانكا - جذبت أكبر قطعة ياقوت في العالم اهتماما كبيرا، وهي من نوع من الياقوت يعرف باسم “الياقوت النجمي”، وقد تم الكشف عنها اليوم الخميس بعد اكتشافها في مناجم “راتنابورا” في سريلانكا.
وتزن قطعة الياقوت ما يعادل نحو 280 غراما، حيث يقول خبراء في الأحجار الكريمة إنهم لم يروا قطعة ياقوت أكبر منها على الإطلاق.
وتنتمي هذه الياقوتة الزرقاء إلى نوع من الياقوت يعرف باسم “الياقوت النجمي”، وذلك بسبب النجمة السداسية التي تظهر داخل ذلك الحجر الكريم. ويحدث هذا بسبب الطريقة التي ينعكس بها الضوء من البلورات الموجودة داخل تلك الياقوتة.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) عن مالك الياقوتة، توقعاته أن يبلغ ثمن هذه الياقوتة عند بيعها ما يقرب من 175 مليون دولار.
لكن ماهي الكيفية التي أصبح بها حجم هذه الياقوتة ضخما إلى هذا الحد؟! هذا السؤال طرحه موقع (بي بي سي إيرث) على سيمون ريدفيرن وهو عالم بالمعادن وأستاذ بجامعة كامبريدج البريطانية، ليجيب موضحا، أن الياقوت يستخرج غالبا من صخور من مادة الغيرانيت، ويعود تاريخها لنحو ملياري عام، بعد أن تكون قد تعرضت لعمليات ضغط متتالية.
ويقول ريدفيرن، إن مستويات الضغط والحرارة في أعماق وجذور الجبال التي تحدث فيها التحولات والضغط الذي ينتج الياقوت قد تزيد عن 900 درجة مئوية، بالإضافة لـ 9 آلاف درجة ضغط جوي.
ومن المحتمل أيضا أن يكون ذلك الحجر من الياقوت قد تشكل داخل نفس تلك الصخور الغرانيتية قبل أن يعاد تشكلها، أو في مرحلة لاحقة عندما تعرضت الصخور لمزيد من الحرارة والضغط.
ويبين ريدفيرن، أنه في أي من الحالتين، ربما تكون مستويات الحرارة والضغط قد تغيرت ببطئ شديد عبر ملايين وملايين السنين، “وهذه هي الطريقة التي تمكنت بها تلك البلورة من أن تنمو لتبلغ ذلك الحجم الكبير”، حسب قوله.
ويضيف، “وبعد تشكل هذا الحجر الكريم، استقر داخل الصخور عندما ارتفعت داخل هذه الجبال، ثم تآكلت تلك الصخور فيما بعد، وبالتالي فقد ظهرت (تلك الأحجار) على السطح، واستخرجت من تلك الصخور بقوة الأمطار والعوامل الجوية، ثم انتقلت إلى أسفل النهر حيث الرمال التي تحوي هذه الأحجار الكريمة في راتنابورا.”
ويمكن للمعادن مثل الياقوت أن تتحمل قسوة مثل هذه الرحلة بسبب قوة وصلابة هيكلها. أما غيرها من المعادن في الصخور الأقل صلابة فيكون مصيرها الانحلال إلى طين ورمال، وبالتالي تستقر في قيعان الأنهار في سريلانكا بسبب الأمطار الغزيرة التي تتعرض لها البلاد.
وتتسم أحجار الياقوت بهذه الدرجة الكبيرة من الصلابة لأنها تتكون من مادة الكوراندوم، أو أكسيد الألومنيوم، ويقول ريدفيرن، “مادة الكوراندوم هي المادة الصلبة الرملية التي تستخدم كمادة كاشطة في ورق الصنفرة”.
ويشير ريدفيرن إلى أنه في حال إضافة قدر ضئيل من الحديد والتيتانيوم إلى خليط من الألمنيوم والأكسجين الذي تتكون منه مادة الكوراندوم، فإنه يتشكل بنفس الطريقة التي تتشكل بها أحجار الياقوت.