الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
"التعليم البيئي": 15 كانون الثاني محطة هامة لتخضير فلسطين وحماية تنوعها الحيوي
تاريخ النشر: الأحد 17/01/2016 10:13
"التعليم البيئي":  15 كانون الثاني محطة هامة لتخضير فلسطين  وحماية تنوعها الحيوي
"التعليم البيئي": 15 كانون الثاني محطة هامة لتخضير فلسطين وحماية تنوعها الحيوي

 اعتبر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة يوم الشجرة الذي يصادف سنويًا في الخامس عشر من كانون الثاني، محطة هامة لتخضير فلسطين وحماية تنوعها الحيوي، ومضاعفة عدد الأشجار الأصيلة منها، والعودة إلى الأرض باعتبارها المصدر الرئيس لتحقيق  الأمن الغذائي.

ودعا المركز خلال ورقة حقائق أصدرها للمناسبة، إلى رد الاعتبار للأشجار الأصيلة في فلسطين، عبر تكثيف غرس البلوط والخروب البطم والسريس والزعرور وغيرها من الأصناف المرتبطة ببيئتنا وبتراثنا، والمنتجة لأمننا الغذائي كالزيتون والتين، والابتعاد قدر الإمكان عن الأصناف الدخيلة، التي تهدد التوازن البيئي وتشوه تنوعنا الحيوي.
قوانين وتربية
وحثت الورقة جهات الاختصاص على تفعيل حملات الرقابة لصون المحميات الطبيعية والأحراش المزرعة، وتطوير قوانين الزراعة والبيئة لتشديد العقوبات بحق المعتدين على الغطاء النباتي. إضافة إلى إعادة إحياء التعليم الزراعي في المناهج التربوية، والتركيز على تعليم الأطفال والطلبة للممارسات التطبيقية في الفلاحة العضوية.
كما دعت إلى اعادة تفعيل مبادرة المدير التنفيذي للمركز، والتي حملت شعار "شجرة لكل طالب" عام 2005-2006، واعتمدتها وزارتا الزراعة والتربية والتعليم وكافة المؤسسات وشُكلت لها لجنة متابعة في حينه. ما يساهم في انخراط أعداد كبيرة من الطلبة في زراعة الأشجار، ويساعد على زيادة الرقعة المزروعة والمحافظة عليها، وبخاصة في فصول الجفاف، وحمايتها من الرعي الجائر والاعتداء بالقطع.
ووجهت الورقة الدعوة إلى تنفيذ مسح شامل لعناصر التنوع الحيوي في فلسطين، يتضمن النباتات والأشجار والحياة البرية، ويوضح عددها وأنواعها ودرجة تهديدها ومدى تعرضها لخطر الانقراض، وإيجاد رقم وطني موحد وجديد، مشيرة إلى إصدار المركز قائمة الطيور في فلسطين، وهي الأولى من نوعها التي استطاعت من خلال البحث العلمي توثيق وحصر(373) نوعًا من الطيور تشمل (22) رتبة و(64) عائلة أساسية و (30) عائلة فرعية و (186) جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها في الضفة الغربية وغزة، وهو الإصدار الذي نشر باللغة الإنجليزية ووزع على اتحادات دولية بيئية مختصة ووفود أجنبية وناشطون.
وتوقفت الورقة عند الأرقام الرسمية للجهاز المركزي للإحصاء العام الماضي، حول نسبة استخدام الطاقة المعتمدة على الحطب للتدفئة  واعتبارها ثاني أعلى نسبة بعد الكهرباء (39% للكهرباء و29% للحطب و25% للوقود) ما يعد مؤشراً على تنامي الإقبال على الحطب كمصدر للتدفئة المنزلية، الأمر الذي يطرح أسئلة حول مصدر الحطب وحجم العدوان على الأشجار.
استصلاح وعدوان
ووجه المركز نداءً للمواطنين والمؤسسات والهيئات ذات الصلة بالزراعة إلى تنفيذ حملات العودة إلى الأرض واستصلاحها، والاحتفال بيوم الشجرة في تخضير المزيد من المساحات، وبخاصة في المناطق المهددة بالاستيطان وجدار الفصل العنصري، بجانب العودة لممارسات زراعية عضوية، وتجنب استخدام الأسمدة الكيماوية ومبيدات الأعشاب، وتشبيب الأشجار، وإعادة بناء السلاسل التي تحمي التربة من الانجراف.
وتتبعت الورقة مواصلة الاحتلال العدوان على الإنسان والبيئة الفلسطينية وعناصرها خلال عام 2015، والتي أوقعت  منذ تشرين أول الماضي (وحتى نهاية العام) 142 شهيًدا، و 16000 جريحًا، في وقت اقتلع الاحتلال 16105 أشجار معظمها أشجار زيتون، وهدّد باقتلاع 18000 شجرة زيتون أخرى، وصادر 6368 دونما وجرًف 9564 دونماً أخرى،  بينما هدمت 645 منزلاً ومنشأة كانت تأوي 2180 مواطنًا، عدا عن تهديد 780 مسكنًا بالهدم، فيما أقام الاحتلال 1300 وحدة استيطانية خلال العام وأعلن عطاءات لنحو 55 ألف وحدة استيطانية أخرى، ما يعني تهديد عناصر تنوعنا الحيوي وتخريب موائل الطيور وممرات الحيوانات البرية.
وقال المركز إن الاحتلال وسياسات الاستيطان التوسعية يعدان أكبر مدمر لعناصر البيئة الفلسطينية والتنوع الحيوي، ويشكلان تهديدًا دائمًا للبيئة وللتنمية، عبر مصادرة الأرض واقتلاع الأشجار، وشق الطرق الالتفافية، والإعلان عن المناطق الزراعية معسكرات وساحات للرماية، ومواصلة زرع حقول الألغام، بجوار  المجاري للمستوطنات وانبعاثات المستوطنات الصناعية، والنفايات الصلبة الخطرة، والتلوث النووي من مفاعل "ديمونا"، واستمرار نهب المياه والسيطرة على معظم مواردها، عدا عن تداعيات جدار الفصل العنصري على التنوع الحيوي.
أرقام خضراء
واستعرضت الورقة  أبرز مؤشرات  المسح الزراعي الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء قبل  خمس سنوات، وبين أن عدد الحيازات الزراعية بلغ 105,238 حيازة، منها 85,885 حيازة في الضفة الغربية وتشكل ما نسبته 81.6%، أما في قطاع غزة فبلغ عدد الحيازات الزراعية 19,353 حيازة، تشكل مـا نسـبته 18,4 % منها. فيما كان  أكبر عدد من الحيـازات فـي المحافظات بالخليل إذ  بلغت 18,827 من مجمـوع الحيـازات، أما أقلها  فكانت محافظة أريحا والأغوار بـ 1,540 فقط من مجموع الحيازات.
وتابعت: بلغت المساحة المزروعة بأشجار البستنة في الأراضي الفلسطينية 659,894 دونماً، منها 612,649 دونماً في الضـفة الغربية و47,245 دونماً في قطاع غزة. وعلى مستوى المحافظة فكانت أكبر مساحة مزروعة بالبستنة الشـجرية في المحافظات جنين بنسبة 17.9%، أما أقلها فكانت  محافظة رفح بنسبة 1.2% فقط خلال العام الزراعي 2011/2010.
وأضافت: مثلت أشجار البستنة المثمرة في الأراضي الفلسطينية ما نسبته 87.7% من المساحة المزروعة بأشـجار البسـتنة، فيما شكلت المساحة غير المثمرة 12.3% من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة. كما بينت النتائج أن 89.9% من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة في الأراضي الفلسطينية هي أراضي بعلية. في وقت شكلت مساحة أشجار الزيتون ما نسبته 84.6% من إجمالي المساحة المزروعـة.
وتظهر النتائج أن عدد الأشجار بلغ 13,304,969 شجرة في الأراضي الفلسطينية منها 11,304,232 شـجرةً مثمـرةً و2,000,737 شجرةً غير مثمرة، أما حسب نمط الري فبينت النتائج أن عدد الأشجار البعلية في الأراضي الفلسطينية بلغ 11,145,620 شجرة، فيما بلغ عدد الأشجار المروية 2,159,349 شجرة.
ووفق الأرقام، تتربع أشجار الزيتون النسبة الأكبر بين الأشجار، إذ كانت تشكل عام 2011  ما مجموعه 8,895,042  شجرة.
وقالت الورقة: إذا ما أضفنا للأرقام السابقة ما زرع خلال السنوات الخمس الماضية، وما سيزرع هذا الموسم عبر وزارة الزراعة والمؤسسات الأهلية والحملات المختلفة، فإن العدد التقريبي للأشجار في فلسطين سيتجاوز 15 مليون شجرة منها حوالي 12 مليون شجرة زيتون.
 وأضافت: إن محافظات الوطن أنتجت عام 2014 108,379,1 طن زيت، فيما  تقع 40 ألف دونم من الشجرة المباركة خلف جدار الفصل العنصري وحول المستوطنات.
وأوضحت: في وقت يزداد عدد أشجار الزيتون من قرابة 6 ملايين شجرة  قبل ثلاثين عامًا، إلى قرابة 12 مليون شجرة اليوم، فإن متوسط الإنتاج تراجع من 123 ألف طن إلى 16 ألف طن في المتوسط فقط.
تاريخ
واستعرضت الورقة تاريخ يوم الشجرة، المحطة التي يُحتفل فيها على مستوى المعمورة بزراعة وحماية الغطاء النباتي، وزيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية ، وزيادة الاهتمام بالأشجار المزروعة، وترميم المساحات المزروعة، غرس مساحات جديدة، وحماية الغابات الطبيعية والمحميات من التعديات.
وقالت: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الشجرة في العادات الدينية القديمة، وبعض الأساطير كإيزيس وأوزوريس، كما تمثلت في الثقافة الإغريقية والبابلية على الساحل السوري والعراق، ثم انتقلت إلى أرض الواقع للكثير من دول العالم، وبتواريخ مختلفة، وقد أطلقها في الولايات المتحدة الأمريكية الصحافي جولياس مورتون في ولاية نبراسكا عام 1872، الذي اقترح يومًا لزراعة الأشجار في اجتماع مجلس زراعة الولاية ، واحتفل باليوم الأول في  نيسان تلك السنة.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017