في ظل التكهنات حول قدوم منخفض قطبي عميق قادم من غرب ووسط أوربا إلى الشرق المتوسط ، يجتاح منطقة بلاد الشام وفلسطين تحديداً ،،، مما يؤدي إلى تدني حرارة الجو وبرودته ، واحتمال سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج كما تعرضنا له في الأعوام الماضية ،،، يلوح سؤال في الأفق ،،، هل نحن معرضون للإصابة باكتئاب الشتاء ،،، و ما هي أعراضه وملامحه ،،، وكيف لنا أن نقي أنفسنا من هذا المرض .
من الأهمية بمكان القول أن اكتئاب الشتاء " هو اضطراب نفسي شتوي يجتاح أوروبا والدول الاسكندينافية " ،،، حيث تشير الدراسات والأبحاث العلمية أن نسبة ( 1إلى 50) شخص معرضون للإصابة باكتئاب الشتاء ، ويحل ضيفاً على ) 20%) من شمال الكرة الأرضية ، وتقل نسبته في جنوب القارة ، وهو أقل شيوعاً فيها ،،، فمعظم هؤلاء الذين يتعرضون للاكتئاب الشتوي من المناطق الباردة جداً .
مما يقودنا للتعرف على الأسباب الدافعة لهذا الاكتئاب ،،، حيث أن من أهم الدوافع لظهور أعراضه وإصابة الشخص به غياب أشعة الشمس وقلة تعرض الناس لضوئها ،،، حيث إن فسيولوجيا الإنسان تتأثر بالضوء ، على عكس غياب أشعة الشمس ، فإن الغدة الصنوبرية تفرز هرمون الميلاتونين ،،، وهذا بدوره يبعث على الكسل والخمول ، أما ضوء الشمس يسهم في إفراز هرمون السيروتونين ، و كما يسمى ( هرمون السعادة ) ، الذي يساعد في تحسين المزاج ويذهب الشعور بالاكتئاب .
فتنتشر أعراض المرض المتمثلة في الكسل ، الخمول ، النعاس ، الوحدة ، الشعور بالحزن ، العجز ، فقدان السعادة ، نقص الطاقة ، الضيق ، عدم الراحة ، نقص الرغبة الجنسية ، الرغبة في تناول السكريات والنشويات ، زيادة الوزن ، نقص التركيز ، الهروب من الأصدقاء وظهور أفكار سوداوية انتحارية .
من أجل الوقاية من اكتئاب الشتاء وأعراضه المزعجة ،،، الإكثار من التعرض لأشعة الشمس لزيادة النشاط والحيوية ،،، ممارسة الألعاب الرياضية من جري وتمارين سويدية ، ركوب الدرجات ، السباحة وغيرها مما تسهم من تأثير إيجابي في الحالة المزاجية والنفسية ومقاومة الضغط العصبي الذي يتعرض له الشخص من تقلبات الموسم الشتوي وبرودته .
المحافظة على الغذاء الصحي المتوازن مثل السكر المعقد ، الفواكه ، الخضار والألياف ،،، والتركيز على فيتامين D , B3, B6,B12، فإنه يعزز قوة العظام والعضلات من زيت كبد الحوت ، الأسماك ، الألبان ومشتقاتها ، بذور القمح و الحبوب الكاملة ، السبانخ ، بذور دوار الشمس، الشمندر ، البيض ، البقوليات ، الموز ، الشكولا ، الفول السوداني ، الدجاج واللحوم .
الامتناع عن الإكثار من شرب القهوة وتناول الكافيين ، مما يتسبب في العصبية والتعب والتوتر ،،، الحرص على التنزه والمشي على القدمين عند تحسن الجو وتلطفه ،،،التدليك للجسم والاستحمام ،الاهتمام في التواصل وزيارة الأهل والأصحاب والأحباب ، وتجنب الانعزال بنفسك عن الناس ، والإنشغال في أوقات الفراغ ، التدفئة الجيدة ، توفير مصباح كهربائي للإحساس بضوء الشمس إذا دعت الحاجة لذلك .
أخيراً إذا ظهرت أعراض المرض من الأهمية بمكان مراجعة الطبيب النفسي لتلقي العلاج الدوائي مع الاهتمام بالإرشادات التي ذكرت أنفاً ،،، دمتم سالمين
مستشار ومدرب دولي في التنمية البشرية