mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
لا شك أن انتفاضة القدس الأخيرة التي اندلعت شرارتها مطلع أكتوبر من العام 2015م كانت الأشد وطأةً وتأثيراً على الاحتلال والأكثر كلفة في مختلف الجوانب من سابقاتها الأولى والثانية وخصوصا قدرتها على إرباك العدو وكافة أجهزته الأمنية ومؤسسات كيانه وإلحاقها كبير الخسائر في صفوفه وإمكاناته إلى درجة إحداث الانهيار التام والشامل في منظومته الأمنية والعسكرية وقف معها عاجزاً ومستجديا السلطة الوطنية الفلسطينية للمساعدة في لجم هبة الأطفال والشباب الذين تراوحت أعمارهم بين الثالثة عشر والعشرين عاما هم باختصار جموع الصبية الأبطال الذين يخوضون غمار الانتفاضة الثالثة.
لقد أضحى أطفال وشباب فلسطين اليوم يضربون أروع الأمثلة في الصمود والتحدي والفداء وغدوا بفعلهم المميز والخارق يفرضون منعاً للتجوال في معظم المدن الإسرائيلية وكذلك جل المستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام
من هنا يتضح حجم الخسائر الفادحة وفي جميع المجالات التي أوقعتها انتفاضة القدس الأخيرة في صفوف العدو اقتصاديا ومعنويا ليس أدل على ذلك عملية الديزنكوف في العاصمة تل أبيب التي نفذها البطل نشأت ملحم ابن قرية عاره في الداخل المحتل عام
أمام هذه العمليات البطولية والفريدة من نوعها يقف العدو عاجزا ومرتبكا إذ أنه لم يعتد على التصدي لمثلها من قبل حيث كان في السابق يتعامل مع عمليات فدائية تديرها وتخطط لها الفصائل الفلسطينية اعتاد في السابق على التعامل معها وإحباط العديد منها وحصرها في الإطار ألفصائلي الضيق .وهذه المرة يضطر العدو للتعامل مع كل بيت فلسطيني في الضفة وغزة والداخل المحتل عام
وفي السياق ذاته ونحن نتحدث عن أخطر انتفاضة يواجهها العدو الصهيوني نستهجن ونستغرب حالة الصمت المريب لفصائل منظمة التحرير والحركات الإسلامية المقاومة التي تقف جلها موقف المتفرج إزاء ما يحدث على الأرض ويكتفي بعضها الاّخر بالتأييد الإعلامي دون المشاركة الفاعلة في أتون الانتفاضة المشتعلة وتحجم حتى الاّن عن الشروع بتشكيل القيادة الموحدة لقيادة وتوجيه الانتفاضة وتوفير متطلباتها ومستلزماتها المادية والمعنوية وكذلك رعاية أسر الشهداء والمهدمة بيوتهم وتوفير العلاج اللازم للجرحى والتعويض عن خسائر المزارعين والفلاحين والتجار وغيرهم.
من هنا وجب الإشارة لضرورة ترصين الحالة الفلسطينية والارتقاء بالفعل النضالي بالتزامن مع انتفاضة القدس المباركة وهذا يأتي من خلال:
أولاً:-الإعلان رسميا عن إلغاء كافة التفاهمات والاتفاقات المعقودة مع الاحتلال ووقف كافة أشكال التنسيق والتفاوض معه والدعوة لعقد مؤتمر دولي خاص بالقضية الفلسطينية يرجى من خلاله إنهاء الاحتلال وفرض الإرادة الدولية عليه ولجم سياساته الإجرامية والعنصرية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ثانياً :- الذهاب مباشرة نحو الوحدة الوطنية الحقيقية ومغادرة حالة الانقسام التي تشهدها الساحة الفلسطينية والعمل سريعا على تشكيل القيادة الوطنية الموحدة بهدف إدارة الصراع مع المحتل الغاصب.
ثالثاً:- العمل الجاد على توفير كافة مستلزمات الصمود لمقاومة الشعب الفلسطيني المنتفض.
رابعاً :- الاتفاق ولو بالحد الأدنى على سقف مطالب الانتفاضة والخوض في غمارها حتى كنس الاحتلال وجلائه عن كافة الأراضي المحتلة عام 67م كخطوة مرحلية في اتجاه استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني في كافة أراضيه العربية المحتلة.
خامسأ:- تعزيز أواصر العمل القومي المشترك والبحث عن الشريك العربي المساند لنضال الشعب الفلسطيني بالرغم مما تكابده الحالة العربية الراهنة من انقسامات وحروب وفتن والسعي لتشكيل جبهة عربية واسعة ومشاركة لنضال الشعب الفلسطيني وكفاحه ضد الاحتلال الذي يستهدف الأمة العربية بمجملها.
سادساً:- تكثيف الجهد الدبلوماسي على الساحة الدولية بهدف عزل دولة الكيان ووسمها بالعنصرية والابرتهايد والسعي لمحاسبتها عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني منذ سبعين عاماً خلت.
بقلم : ثائر حنني
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
كانون ثاني - 2016