ربّما يكون البرازيلي دانيلو لويز دا سيلفا السيئة الوحيدة التي ارتكبها الايطالي كارلو انشيلوتي قبل اقالته من تدريب ريال مدريد، وذلك بعدما اوعز في السابق إلى ادارة النادي الملكي بضرورة ضمه كونه يعد من اللاعبين الواعدين في الكرة العالمية، لكن الحقيقة جاءت مخالفة تماما.
وظن الجميع أن الظهير الايمن دانيلو صاحب الـ (24 عاما) سيكون منافسا حقيقيا وتهديدا كبيرا لمركز الاسباني كارفاخال في الخط الخلفي لدفاع النادي الملكي من أجل (المداورة) فيما بينهما، بيد أن المدافع البرازيلي عجز عن تشكيل اي اضافة، وكان على العكس نقطة ضعف واضحة وثغرة للمنافسين من أجل الوصول إلى مرمى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.
الفرنسي زين الدين زيدان اللاعب السابق والمدرب الجديد للنادي الملكي بعد اقالة الاسباني رافاييل بينيتيز من تدريب (بطل اوروبا 10 مرات)، عقب مرور 6 اشهر على تعيينه، ارتكب اول هفوة فنية في مشواره التدريبي بالمباراة الاخيرة للميرينغي بالاعتماد على دانيلو امام ريال بيتيس في مباراة انتهت بالتعادل الايجابي 1-1 على ملعب الاخير (بينتو فيامارين)، ومعها اعتبر الكثيرون ان حُلم التتويج بالليغا قد انتهى رغم طول المشوار، بعدما اتسع الفارق إلى 4 نقاط مع برشلونة مع بقاء مباراة مؤجلة للاخير امام خيخون.
لماذا اشرك زيدان المدافع البرازيلي دانيلو على الرواق الايمن رغم جاهزية كارفاخال الذي اعتمد عليه امام ديبورتيفو لاكورونيا وسبورتينغ خيخون في المباراتين الماضيتين؟، وهل تعرض زيزو إلى مضايقات من فلورنتينو بيريز لاختيار بعض العناصر الاساسية في التشكيلة؟، وإلى متى يبقى دانيلو لاعبا مع الميرينغي؟.
ربما تكون الاجابات المنطقية لهذا الكم من الاسئلة معروفة لدى الجميع، إلا أن التقارير الاسبانية الاخيرة التي تحدثت عن الاستخدام الخاطئ وغير المبرر من رئيس ريال مدريد لسلطته ونفوذه بفرض بعض الاسماء على المدرب للاعتماد عليها في التشكيلة الاساسية، دفعت صحيفة (ماركا) للاعتقاد بأن بيريز اجبر زيدان على الزج بالبرازيلي دانيلو اساسيا على حساب كارفاخال لاسباب تسويقية بحته كما فعل مع بينيتيز في السابق.
بينما اعزى البعض خطوة زيدان بالاعتماد على دانيلو إلى اعتبارات فنية، كون كارفاخال لا يزال لم يتعافى تماما من الاصابة التي طاردته في الاشهر الماضية بالاضافة إلى تطبيقه مبدأ المداورة بين اللاعبين، لكن دانيلو لم يستثمر الفرص التي اتيحت له لاثبات موهبته، خاصة وأنه فشل بتحويل اي عرضية داخل منطقة جزاء الخصم في المباراة الاخيرة لريال مدريد ضد بيتيس، وكان صيدا سهلا ومحطة للعبور بالنسبة لمهاجمي المنافس ومن جهته دائما ما تأتي الاهداف.
وانضم دانيلو الى ريال مدريد بشكل رسمي في تموز/ يوليو 2015 قادما من بورتو البرتغالي مقابل 31.5 مليون يورو، بسبب تمتعه بمخزون بدني وفني كبير يؤهله للدفاع عن الوان النادي الملكي، فضلا عن امتلاك مدافع (التنانين) تسديدات قوية وسرعة كبيرة ونزعة هجومية مميزة، ليعزز مكانته كواحد من اكثر اللاعبين الواعدين في الكرة العالمية آنذاك، بيد أن موهبته لم تنفجر بشكل اكبر مع الميرينغي، بل على العكس تماما خفت بريقه واصبح وجوده يشكل عبئا على كتيبة اللوس بلانكوس.
اذا ما اراد زيدان النجاح مع ريال مدريد وملامسة نجاحات غوارديولا مع برشلونة في السابق، كونهما يتشابهان في بداية مسيرتهما التدريبية في الملاعب الاوروبية، فعليه ان يتخلص من "الورم السرطاني" دانيلو قبل ان يستفحل داخل اروقة ريال مدريد ويكلفه المزيد من نزف النقاط، والبدء بخطوات البحث الجاد عن مدافع (ظهير ايمن) في صيدلية الميركاتو للتناوب مع كارفاخال، نظرا لأن البديل الثالث اربيلوا لا يختلف كثيرا عن دانيلو.
الجماهير واقلام الصحافة المدريدية هاجمت زيدان بعد التعادل (الاشبه بالخسارة) امام ريال بيتيتس بسبب اعتماده على دانيلو رغم جاهزية كارفاخال، وهنا لا نقصد بأن الاخير لاعب خارق، لكنه من افضل اللاعبين في مركزه بتشكيلة الميرينغي في الوقت الراهن... فهل يكرر زيدان خطأه ويعتمد على دانيلو اساسيا امام اسبانيول في الجولة 22 من الليغا، ام انه تعلم من درس ريال بيتيتس؟.
المصدر: كوورة