في غرفة واحدة تكاد تكون معلقة في "حارة الحشاشين" شرقي مخيم بلاطة يعيش المواطن محمد نادر حشاش 35 عاما مع زوجته واطفاله الثلاثة على اربعة فرشات هي اغلى ما تملكه تلك الاسرة.

الوصول للمنزل يحتاج الى دليل فمن زقة كبيرة الى اختها الصغيرة حيث تصل الى منزل ملاصق لمنازل اخرى ومنه تقف امام درج ضيق معتم لا يكاد يتسع لنفر واحد، حتى يقودك دليلك الى الطابق الرابع والمكون من غرفة واحدة مساحتها 12 مترا مربعا.

كرسي بلاستيك واحد واربع فرشات وخزانة عتيقة وتلفاز من النوعية القديمة هي محتويات تلك الغرفة فيما تكتسي ارضيتها حصيرة من النوعية الخشنة، أما نوافذها فهي مغطاة ببلاستيك مقوى ولا تستر بسبب نوعية زجاجها الشفاف، فيما الجدران والسقف مزين بالتشققات كأنها خارطة للوطن العربي.

يقول حشاش وهو ضرير فاقد للبصر بنسبة 100% وفقا لتقرير طبي رسمي ان العائلة تعاني وراثيا من مشكلة ضعف البصر وهناك اشقاء له عندهم مشاكل من هذا القبيل.

وللمواطن محمد ثلاثة ابناء عبد الله 7 سنوات وهبة 6 سنوات وياسمين 4 سنوات.

وفي زاوية مجاورة للغرفة هناك مطبخ وحمام غير مسقوف بالباطون وفيه ثلاجة وغاز صغير وخارجه موضوعة غسالة مستعملة. اما سطع الغرفة فان مشاهدته تصيب المعاين بالصدمة فهناك 5 تنكات مياه بعضها تترشح منه المياه مما حول السطح الى قطعة مزروعة بالنباتات البرية الغريبة بسبب الرطوبة والعفن الناتج عنها.

ورغم وضع اسرته فان المواطن محمد مستسلم لقدر الله فمع كل اذان يرتفع من مآذن المساجد يحضر احد اصدقائه لاصطحابه للمسجد،  قائلا: "لا اريد الا ان ان اطعم اسرتي لا اكثر ولا اقل"

اما اكثر من يقلق الزوجة هو خطر انهيار المنزل خاصة ان تشقق واضح الان في اعمدة الطابق الاول وجدرانه.

ويقول الزوجين ان العائلة تعتاش على مخصص وزارة الشؤون الاجتماعية وهو 750 شيكلا  كل 3 اشهر و 420 شيكل شهريا من لجنة مساعدات انسانية مقرها نابلس.

وعند السؤال عن وضع الاطفال تقول الزوجة ان الابنة تعاني من ضعف دراسي ولا يمكن  مساعدتها في البيت كون الابوين غير متعلمين.

ويبقى السؤال هل كتب القدر ان تبقى عائلة المواطن محمد نادر حشاش تعيش ويلات النكبة رغم مرور عقود طويلة على نشأتها.