خالد معالي
هزت كلمات الأسير الصحفي محمد القيق وهو يحتضر على فراش الشهادة والإضراب عن الطعام؛ كل حر وشريف في هذا العالم؛ كون المشاعر الإنسانية النبيلة هي نفسها في كل مكان في العالم، لا تختلف باختلاف الأجناس والألوان والدول.
لو كان القيق في أي دولة أخرى في العالم يدافع عن قيم الحية والعدالة ويضرب لأجلها؛ لقامت الدنيا ولم تقعد ولكن هنا ما يحدث أمر غريب وعجيب؛ حيث أن القيق من الآن فصاعدا سيشكل مدرسة عالمية في فنون مواجهة الظلم والتجبر والاحتلال.
الأسير القيق موضوعه لي مجرد أسير مضرب عن الطعام يرنو لحريته ويطالب بها فقط؛ بل هو اكبر وأعمق؛ فقد شكل نموذجا لمقاومة الظلم بأسلحة بدائية بسيط يملكها أي إنسان وهي الأمعاء الخاوية أو سلاح الجوع.
جميع قوى المقاومة التفت واصطفت خلف القيق؛ ولكنها ما زالت لا ترقى للمستوى المطلوب من مناصرة القيق؛ لان الحراك ما زال غير مرضيا، وحتى الحراك على مستوى العالم وعواصم الدول العربية ما زال غير مرضي.
سينتصر لقيق؛ وهو أصلا انتصر حتى ألان بعد 84 يوما من الإضراب؛ مهما كانت النتيجة والتي هي لا تقل عن حريته وزرع معاني الأمل والقوة والتحدي في عقول وقلوب المظلومين في العالم أينما وجدوا.
الإنسان هو الإنسان أينما حل وارتحل، ومعاني الإنسانية ومفاهيمها الرحيمة والرافضة للظلم هي نفسها عند جميع البشر؛ ومن هنا نقدر نفسر أن صمود القيق واقتراب إضرابه للشهر الثالث ودخوله الشهر الرابع سيشكل لعنة على كل الظلمة ومن شاركهم الظلم بسكوتهم على قضية بحجم قضية القيق؛ التي هي قضية كل حر وشريف في العالم وليست قضية الأسير الصحفي محمد القيق وحده.
سيخرج القيق قريبا منتصرا؛ وسيلعن كل من كتم وسكت على الظلم؛ وهل هناك أعظم ظلما من احتلال شعب؛ وحبس أطفاله ونسائه ورجاله!
يجب سرعة التحرك لنصرة القيق في إضرابه؛ فلم يعد هناك وقت للتراخي أو الانتظار المقيت حتى يرحل عنا، والقول : رحل شهيدا ، وكفى الله المؤمنين شر القتال، بل يجب أن تم نصرته فهو مظلوم بفعل احتلال ظالم.
أهم فصل في مدرسة القيق هو الصمود والصبر والحدي، فالجوع للوطن أهم من جوع البطن وأهم من كل ملذات الدنيا الزائلة؛ لأنه حتما سينتصر كل من يفكر بالطريقة الصحيحة عبر التضحية للوطن، التي هي أعظم قيمة عند أحرار العالم.
الزمن يجري سريعا ويخطف منا الأيام والسنين؛ ومن لم يسجل اسمه في قائمة نصرة الحق واضرب القيق ليسارع لذلك ؛ فلا وقت ولا زمن يلعب لصالح المتقاعسين المترددين، وغدا سيندم كل من لم يقف مع الحق ورفع الظلم عن شعبه.