"انت معلم واحنا منك نتعلم نسكت وانت موجود ما نرضى نتكلم .. وللي خلاك ميفهم يجي لو يوم ويندم
و ما تسمع للي يخدعك انت معلم.. انت معلم و احنا منك نتعلم.. نسكت و انت موجود ما نرضى نتكلم" صباح أول يوم دراسي بعد الإضراب على طلابنا الأعزاء في جميع المدارس بعد النشيد الوطني الفلسطيني أن تغني أغنية الفنان المغربى سعد المجرد " أنت معلم" كلمات وألحان وتوزيع جلال الحمداوى، حققت هذه الأغنية 110 ملايين مشاهدة في 3 أشهر وعدة أيام.
المعلم، هو من يعلمنا أيضاً خارج سور المدرسة.. خارج النص.. المعلم الفلسطيني قال كلمته ليس في إطار حقوقه الشخصية فقط، ومن يعتبر/اعتبر بأن المعلم قاد معركة خاصة بمصلحته الشخصية فقط فهو لا يرى أبعد من أنفه، كل ما في الأمر بأن المعلم يريد أن يعلم طلابه " المجتمع" العديد من الدروس والعبر العملية لمنظومة المجتمع من كافة النواحي ليس فقط المادية" المالية" حتى ولو كان هذا من أهم مطالب المعلمين لأنه حق وليس هبة أو تبرع من أي من كان.
التعامل بمختلف القضايا المجتمعية "بالمفرق"وليس "بالجملة" هو مقتل أي عملية اصلاحية بنائية تنموية، بمعنى علاج احتياجات المجتمع بناءً على قضاياه القطاعية التي تبرز على السطح، يجعل المجتمع يعاني بشكل دائم ومرهق من إضرابات تؤثر على بنيان المجتمع، هذا الشهر المعلمين.. بعده الأطباء ثم الممرضين.. وبعد ذلك وسائل النقل ثم الموظفين العموميين لننتقل الى الجامعات بشقيه الطلابي أو/و العاملين والمعلمين ثم الأسرى المحررين ثم أصحاب محطات الوقود.. ثم المحامين... ثم.... الخ. وكل تلك القطاعات وغيرها لديها من الحقوق التي يجب أن تنفذ ويتم الاستماع لها ليس ضمن شعار " ذان طين و ذان عجين". لهذا على صانع القرار الأول في تلك القضايا الخروج من عنق الزجاجة والنظر الى الأمور بشموليتها وليس تجزئتها حتى لا يتم ارهاق الحكومة والمواطن في قضايا تحتاج الى علاج جسد وليس عضو.
الكثير من القضايا والاحتياجات ليس بحاجة الى علاج مالي رغم أن الموضوع مالي، هناك العديد من الإجراءات التي يجب أن تؤخذ بحزم اذا ما تم علاج الامور بشكل شمولي، وهناك قضايا تعالج من فوق الى الأسفل وليس العكس، لأن المواطن سيرفض أن تقتطع من رغيف خبز وحليب ابنه وفي ذات الوقت يتم اعطاء امتيازات للمسؤول ومواكب اضافية أو مصروفات ليس لها لازمة في ظل المعاناة المالية، المجتمع يمتلك حواسا فهو ليس أعمى أو أخرس!! قبل أن تطبق سياسات ما على صانع القرار تطبيق ذلك على ذاته ثم النزول من السلم بدرجات بالتالي سيكون المواطن معكم مؤيد وليس معارض.
وهنا وبخصوص المعارض/ة، علينا تصحيح واستئصال بعض المفاهيم الخاطئة التي بدأت تزرع بشكل يسيء لنا كمجتمع، لا يجب اعتبار أي فعل هو خارج عن الصف الوطني ولا أي رد فعل هو متجنح!! المجتمع الفلسطيني يعاني ليس فقط من بطش الاحتلال، أصبح المواطن الفلسطيني مثقلا بالهموم والقضايا المجتمعية التي تؤثر على نسق حياته فهو لم ولن يبقى جالسا على "الخازوق" مطالبين منه الصبر والابتسامة لأن في هذا أجر من عند الله أو صمود بوجه الاحتلال. سيثور المواطن اذا لم يطعم طفله.. سيثور المواطن ان لم تعالج طفلته بالوقت المناسب وعند موتها _الطفلة مرح في قطاع غزة_ نريد من عائلتها أن تؤمن بالقضاء والقدر، بالتأكيد ستحارب العائلة كل من كان السبب وراء موت طفلتهما.
برأيي المتواضع، ما قام به المعلم الفلسطيني الأسبوع الماضي هو درس وامتحان في ذات الوقت للمجتمع الفلسطيني، ساذج من يعتبر بأن الموضوع 20 شيكل فقط!! وفاقد النظر من يقرأ درس المعلم الفلسطيني كونه فقط في قطاع التعليم، المعلم الفلسطيني وضع المجتمع كله تحت امتحان إما النجاح أو الفشل.