90 يوما؛ من الجوع للوطن وحريته وكرامته وليس الجوع للأكل؛ هذا هو حال الأسير البطل المضرب عن الطعام الصحفي محمد القيق في الإضراب المتواصل عن الطعام وسط قلق في دولة الاحتلال من تصعيد الأوضاع جراء الإضراب.
90 يوما؛ ولم يتراجع القيق؛ وكان وما زال رجلا بألف رجل، لا بل جيش في رجل، يحارب دولة مزعومة فانية بأمعائه الخاوية، وبعزيمة لا تلين وإرادة فولاذية لا يشق لها غبار حبا في الوطن وحريته.
90 يوما؛ وما زال هناك من يعتقد أن الاحتلال لا يقهر وان صورته لا تهتز؛ فإذا برجل واحد مؤمن بربه وبقضيته؛ يهزم دولة الاحتلال معنويا ويفضحها ويكشف بصموده هشاشة وضعف هذه الدولة المصطنعة المزيفة القائمة بقوة السلاح والاهاب؛ في غفلة من الزمن والتراجع العربي والإسلامي الذي لن يدوم طويلا.
90 يوما؛ من الألم والمعانة والأوجاع، ولم تثني القيق عن مواصلة إضرابه الذي أعلن منذ اليوم الأول لإضرابه انه إما الحرية أو الاستشهاد.
90 يوما والنصر بات قوسين أو ادني، والاحتلال إلى مزابل الاحتلال؛ ما دام يوجد رجال في فلسطين المحتلة بصبر وعزيمة وقوة وصلابة الأسير محمد القيق، الفلسطيني العربي المسلم الذي رضع من صغره معاني الحرية والكرامة وحب الوطن.
90 يوما؛ ولو كان الأسير القيق هو جندي غربي أو أمريكي أو حتى من دولة الاحتلال اضرب عن الطعام هذه المدة لأجل حريته وإنسانيته المسلوبة والمقهورة؛ لقامت الدنيا ولم تقعد؛ ولاتهم العرب والمسلمين بأبشع الصفات واقلها الإرهاب؛ وقد تشن حربا لأجله لتخليصه من الإرهابيين المفترضين والذين هم من العرب والمسلمين؛ كعادة الغرب ودولة الاحتلال في قلب الحقائق وتشويه مقاومة ونضال الفلسطينيين المشروع ضد الاحتلال.
90 يوما؛ وراح الاحتلال يتخبط؛ ولاحظ مكابرة الاحتلال وعدم اعترافه بحق الفلسطينيين في المقاومة التي اتهم فيها القيق بالتحريض؛ فوزير مالية الاحتلال "موشه كحلون" يعتقد أن مشكلة الفلسطينيين هي مادية وليست حرية وكرامة شعب؛ حيث يعد خطة اقتصادية للتخفيف على الفلسطينيين ومن أجل منع استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية، فيطرح ضمن خطته؛ السماح لمقاولين من الضفة الغربية تنفيذ مشاريع بناء داخل فلسطين المحتلة 1948، والسماح للمزيد من عمال البناء الدخول لفلسطين المحتلة 1948.
90 يوما؛ وبرغم إنهاك جسد القيق فان المعنويات عالية، والروح القتالية تناطح السحاب, فالجسد قد يبلى ويضعف, ولكن من أجل تحقيق قيم الحرية والعدالة النبيلة والثبات عليها، ترخص الأرواح لأجلها.
90 يوما؛ وما زال نبض قلب القيق يعمل، ومعه يعمل كل الأحرار والشرفاء لأجل حريته، فلا مكان للتقاعص والتكاسل عن نصرة أسمى معاني قيم الحرية والحق والعدالة، واعدل قضية على وجه الأرض، وهي قضية الأسير القيق وكل الأسرى.
النصر يتبعه نصر، وما أنجزه القيق حتى ألان هو النصر بعينه، وما النصر إلا صبر ساعة وفي لحظاته النهائية؛ "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" .