حققت شركة
سامسونغ الكورية الجنوبية نصرا قانونيا على منافستها الأميركية أبل عندما ألغت محكمة استئناف حكما قضائيا سابقا يفرض عليها دفع 120 مليون دولار لأبل بدل أضرار عن انتهاك ثلاث من براءات اختراعها، الأمر الذي يعد انتصارا كبيرا في معركتها القانونية الماراثونية مع منافستها.
فقد وجدت المحكمة أن اثنتين من براءات الاختراع، وهما ميزتا "السحب لإلغاء القفل" (slide-to-unlock) و"التصحيح التلقائي" (auto-correct)، على هواتف آيفون غير صالحتين، وأن سامسونغ لم تنتهك براءة الاختراع الثالثة المتعلقة بـ"الروابط السريعة" (quick links).
كما قالت محكمة استئناف الولايات المتحدة للدائرة الاتحادية في العاصمة
واشنطن أيضا في قرارها الذي صدر أول أمس الجمعة، إن
شركة أبل مسؤولة عن انتهاك واحدة من براءات الاختراع الخاصة بشركة سامسونغ.
وفي بيان لها قالت متحدثة باسم سامسونغ إن "قرار اليوم فوز لاختيار المستهلك ويعيد المنافسة إلى مكانها في السوق، وليس في قاعات المحاكم"، في حين رفضت المتحدثة من أبل التعليق على قرار المحكمة.
وتدور بين شركتي أبل وسامسونغ منذ سنوات معارك قضائية على براءات اختراع خاصة بتقنيات الأجهزة الذكية، كان المنتصر فيها غالبًا أبل.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، دفعت سامسونغ لمنافستها 548.2 ميلون دولار تعود لقضية براءات اختراع أخرى، استأنفتها سامسونغ أمام المحكمة العليا الأميركية.
وصدر حكم الجمعة بإجماع لجنة من ثلاثة قضاة في الدائرة الاتحادية، وهي أعلى محكمة في البلاد متخصصة في قضايا براءات الاختراع.
ويبطل الحكم الجديد قرارا صدر في مايو/أيار 2014 من محكمة اتحادية في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا طلب من سامسونغ دفع 119.6 مليون دولار لاستخدامها تقنية تملك أبل براءاتها دون ترخيص.
يُذكر أن انتهاك براءة اختراع ميزة "الروابط السريعة"، التي تسمح للجهاز بالتعرف على البيانات على الشاشة التي تعمل باللمس، مثل رقم هاتف ورابط له لإجراء مكالمة، تمثل نحو 99 مليون دولار من قيمة الغرامة.
ومع أن محكمة الاستئناف قالت إن سامسونغ لم تستخدم نفس التقنية للتعرف والوصول إلى بيانات محددة، إلا أنها أكدت أيضا أن براءات اختراع أخرى تخص أبل كانت واضحة مقارنة باختراعات معروفة سابقا والتي لم يكن ينبغي أبدا منحها ترخيص استخدامها.
ونقلت رويترز عن محامي براءات الاختراع برادلي هولبرت، الذي تابع القضية، أن القرار "إشارة واضحة إلى أن أبل غير منيعة، وأن أنظمة التشغيل الأخرى وجدت لتبقى"، مضيفا أن الفوائد التسويقية والنفسية بالنسبة لسامسونغ ضخمة جدا.
كما نقلت عن أستاذ القانون في "كلية روتجرز للقانون" مايكل كارير قوله إن أبل اختارت التوجه إلى المحكمة، وقرار اليوم يظهر أن حروب براءات الاختراع لم تكن لتستحق كل ذلك الوقت والجهد الذي أهدر فيها.