mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
ذهب أحد الشباب إلى أحد حكماء الصين، وقال له: أنا أصبحت أملك قدرات لا محدودة، ووصلت إلى درجة عالية جدا في الحكمة، فأريد منك أن تخبرني بشيء جديد لا أعرفه. فطلب منه أن يأتي إليه، فجاءه ومشى أمامه، فرسم دائرة، وقال له: الإدراك؟ فقال له: أنا أعرف .. أدركت.. ولذلك أتيت إليك، فرسم دائرة ثانية، وقال له: الإدراك؟ فقال له: لقد رأيت الأولى، فهل من الممكن أن تقول لي ما الأمر؟ فرسم دائرة ثالثة، وقال له: الإدراك؟: فقال له الشاب: هل تسخر مني؟ فقال الحكيم: لا، إطلاقاً ، ثم طلب منه أن يرجع إلى الخلف، ففعل ما طلبه الحكيم، فوقع في الحفرة، وعندما وقع في الحفرة غضب بشدة، وقال: ما هذا الذي تفعله معي؟ وما هذه الدوائر التي رسمتها؟ وما هذا الكلام الذي تقوله؟ وظن الشاب أن الحكيم قد كبر وخرف .. فقال له الحكيم: الدائرة الأولى هي إدراكك لأفكارك ، والثانية هي إدراكك لتحدياتك ، والثالثة هي إدراكك لأحاسيسك. فأنت أمامك الكثير حتى تقول: لقد وصلت إلى الحكمة؛ لأنك وأنت قادكم لم تدرك كيف تفكر، أدركت فقط أنك أصبحت رائعاً، وهذا التفكير سبب لك أحاسيس جعلتك لا تفكر في التحديات ، وهي الحفرة التي كانت بجوارك ، والتي طلبت منك أن ترجع فوقعت فيها، فلما وقعت فيها اضطرب إحساسك.
وفيما يبدو لي أيها الشاب أنك لم تتعلم شيئاً كثيرا بل اعتقدت أنك حكيماً ، وهذا وحده يدل على عدم حكمتك وكما رأيت بنفسك من التجربة التي مررت بها أنك لا تدرك تركيزك ولا تفكيرك وعلى وجه الخصوص لم تدرك أحاسيسك فتركتها تتحكم فيك تماما.
من الجميل أن يوجه الشخص تركيزه على السيطرة على عقله فهو مركز التحكم وإدارة الذات بحلوها ومرها ،،، بنجاحها وفشلها ،،،، بعطائها وإخفاقها ،،،،لا تستطيع أن تخطو خطوة ، أو تدنو من أية شيء دون أن تدبر الأمر وتتعرف على كنهه وفوائده وحقيقة مشاعرك ،،، وآثار السلوك الذي يصدر منك أو عنك ،،،
يؤكد د. إبراهيم الفقي رحمه الله " إن الملفات العقلية التي تمت برمجتها في الماضي، تلك الملفات التي أشار باحثو جامعتي سان فرانسيسكو وهارفارد إلى أن 90% منها ذو أثر سلبي؛ لأن الفرد يكتسبها من المحيط الاجتماعي دون أي إدراك أو تحكم منه، وبالتالي قد تكون غير مناسبة للفرد وطبيعة معيشته في الحياة ".
إن التحكم في الذات يعني لنا أفكار إيجابية ومزاج ثابت غير متقلب أو مترنح يميناً وشمالاً ،،، وسلوكيات إيجابية ونتائج مثمرة ورائعة تقود الفرد للنجاح والتوفيق في الحياة ،،،،تعال معي لنفكر سلبياً ،،، فيتقلب مزاجنا وتضطرب مشاعرنا في صعيد الحياة وتفاعلاتها ،،، ينتج عنا سلوكيات خرقاء وحمقاء ،،،، يؤدي في نهاية المسلك إلى نتائج وخيمة وعلاقات مدمرة ونفسية سلبية .
يقول بريان تراسي " لا توجد حدود لما يمكنك إنجازه بحياتك ، سوى العوائق التي تفرضها على عقلك .
فالعقل البشري يبني موقفه على آخر تجربة له ، فكلما فكرت في شيء تتذكر آخر إحساس ،،، قد يضطرب إحساسك نتيجة مواقف صغيرة وبسيطة ،،، مكالمة هاتفية من مزعج ،،، خلاف مع الزوجة أو الأولاد في المنزل ،،،، سوء فهم من زميل أو مسئول العمل ،،، شخص يمر في الشارع تفوه بكلمة لا تعجبك ،،،، مواقف صغيرة يفترض أن لا نلقي لها بالاً ،،، نركز عليها وندقق بها ونعطيها الطاقة السلبية والاهتمام الكبير ،،، يقودنا إلى أحاسيس خادعة وسيئة أدت إلى انفجار الموقف وأدت إلى الشجار والخصام والمقاتلة والقطيعة وانتهاء العلاقات عند آخر موقف ،،، لربما كان الشخص الذي نختلف معه ونخاصمه من أعز ما نملك ،،، قدم لنا الكثير وإعطانا من جهده وعمله وماله ووقته العديد من الدعم والمساندة ،،، لكننا نركب موجه المشاعر الخادعة نعادي ونقاطع في النهاية ،،،،وكأننا أشبه بالبلدوزر يريد أن يحطم كل شيء،،،، في لحظات طيش تقود لثورة انفعالية لا تعرف نتائجها غير الخراب والدمار ،،،، لنا تكملة في الجزء الثاني . دمتم سالمين