بقلم ثائر حنني
في أكناف عائلة مناضلة أنجب وترعرع الشاب يزن حنني مواصلا مشوار أبيه وأعمامه وأبناء عمومته الذين سبقوه على درب النضال والكفاح ضد الاحتلال والاستيطان.. فمنهم من أستشهد.. ومنهم من أسر أعواما طويلة خلف القضبان في باستيلات النازيين الجدد.. ومنهم من ينتظر وما بدلوا إصرارهم على خوض الكفاح بكافة أشكاله حتى النصر وكنس الاحتلال وغلاة المستعمرين والمستوطنين وتحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.
وبعد أن أدمى صدور المحتلين بحجارته وقض مضاجعهم.. ومن خلف الأسلاك الشائكة وأسوار السجن التي شيدها الاحتلال لتكون بمثابة مقابر لجموع مناضلي الشعب ..يواصل هذا الشاب إبداعاته النضالية والبطولية ..ويفتح معركة جديدة مع جنود الاحتلال المدججين بالسلاح الأمريكي ..وبالرغم من قيود وسلاسل الجلادين مستخدما أمعائه الخاوية وسيلته الوحيدة بعد تقييد سواعده وأطرافه في التصدي لعنجهية الاحتلال وسياساته الإجرامية وجملة قوانينه العنصرية مستهدفا بشكل رئيسي قانون الاعتقال الإداري الجائر والموروث عن حقبة الانتداب والاستعمار البريطاني والذي يجيز للعدو استغلاله بصورة بشعة والزج بخيرة أبناء شعبنا في أتون سجونه دون أدلة وتهم ودون محاكمة.
اليوم وهو يشرف على دخول عتبة الثلاثين يوما من إضرابه المفتوح عن الطعام يزداد يزن حنني صلابةً وتسلحا بإرادة فولاذية لا تلين..ويشتد عوده ملتحقا بكوكبة من سبقوه على ذات الدرب البطولي (خضر عدنان وسامر العيساوي ومحمد القيق ...الخ)..
وبإصرار وعزم أكيد يواصل معركته بأمعائه الخاوية يحدوه الأمل بنصر جديد يراكم سلسلة الانتصارات التي حققتها الحركة الأسيرة في مسيرة نضالها المتواصل على طريق كسر قيود الاحتلال وزرد السلاسل وتبييض كافة سجون الاحتلال من كافة أسرى الحرية ..وعلى طريق لجم سياسة القتل الممنهج الممارسة بحق أسرانا البواسل وكذلك الإهمال الطبي المتعمد والعزل والتعذيب والحرمان من ابسط الحقوق التي نصت عليها كل المواثيق الدولية ذات الصلة ..إضافة لاعتقال القاصرين والقاصرات والتنكيل بهم بأبشع الصور,وما يتعرض له عموم أبناء شعبنا في الوطن والشتات والذي يرزح تحت نير الاحتلال البغيض منذ ما يقارب السبعة عقود من السنين.
ملحمة جديدة يسطرها يزن حنني تأتي بالتزامن مع ملاحم شعبنا الأسطورية في انتفاضة القدس المباركة والمستمرة حيث تزداد معها ضربات شبابنا المناضل ويترنح معها الاحتلال شيئاً فشيئا ويتملك الخوف والجبن جنوده الذين باتوا يهرولون صوب الهزيمة التامة والشاملة في الوقت الذي يواصل فيه شعبنا زحفه الميمون وسعيه الحثيث على طريق كنس الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية والاستيطانية واستعادة كامل حقوقه الوطنية والقومية في كامل أرضه وأملاكه المغتصبة.