كتب الدكتور سائد ابو حجلة:
الغالبية العظمى من طلبتنا الأعزاء في الجامعات لا يعرفون ما هو "يوم الأرض" ومتى هو وما هي مضامينه الوطنية والسياق التاريخي الذي أدى لحدوثه؟!!!!!
من يتحمل مسؤولية هذا الجهل أو"التجهيل" بتاريخ نضالنا وكفاحنا الوطني؟!
صعقت اليوم خلال محاضرة لي كنت أتحدث فيها عن الأعياد والمناسبات الدينية والثقافية والأيام العالمية التي تحتفل بها منظمة الأمم المتحدة وغالبية دول العالم والأيام الوطنية التي يحتفل بها في كل بلد ودوله بشكل خاص كأيام الاستقلال والأعياد الرسمية للدولة.
وعندما سألت عن "يوم الأرض" ومتى هو لم يعرف أحد من الطلاب أو الطالبات عن تاريخ يوم الارض وبدأوا يتحزرون!!! أحدهم قال في ١٤-٣، إحداهن قالت في ١٥-٢، وآخر قال لا أعرف؟! من ٤٢ طالب وطالبة في الصف لم يكن أحد يعرف!!! لا أحد!!!
صعقت، تألمت، أحسست بالإختناق، وقلت لهم "الحق مش عليكم الحق على التنظيمات الفلسطينية والأطر الطلابية والسلطة الوطنية بكل مكوناتها من أعلى الهرم لأسفله..."!!!
وعند نهاية المحاضرة تجولت في أروقة الجامعة وبدأت أسأل الطلاب والطالبات بشكل عشوائي عن يوم الأرض وعن موعده ولم يكن أحد يعرف؟! سألت عشرات الطلبة والذين كانوا يعرفون لم يتعدوا عدد أصابع اليد الواحدة؟!!! إثنان فقط!!!
ما هذه المآساة الوطنية !؟ من المسؤول عن هذه المصيبة التربوية؟!
أين منظمة التحرير الفلسطينية؟ أين اللجنة التنفيذية؟! أين المجلس المركزي؟! أين التنظيمات الوطنية الفلسطينية؟! أين الأُطر الطلابية؟! أين مجالس الطلبة؟! أين التوجيه السياسي والوطني؟! أين الأجهزة الأمنية؟! أين الحكومة؟! أين الوزارات؟! أين وزارة التربية والتعليم العالي؟! أين مؤسسات المجتمع المدني؟! أين المناضلين أين الثائرين؟ أين السجناء السابقين والأسرى المحررين؟! أين الأساتذة؟ أين الأكاديميين والمثقفين؟ أين القادة السياسيين؟!!! أين أين أين...؟!!!!
هذا هو نتاج فترة إتفاق أوسلو وما بعد بعد أوسلو اللعين!!!
لا يمكن السكوت عن عملية تفريغ جيل بأكمله من إرثنا وتاريخنا الوطني والنضالي!!!
لقد أستشهد الآلاف من أبناء شعبنا البطل من أجل الأرض ويوم الأرض وذكرى يوم الأرض وسجن وعذب وجرح الآلاف دفاعاً عن الأرض الفلسطينية وضد تهويدها ومصادرتها في كل شبر من ترابنا الوطني، في الجليل والمثلث والنقب، في نابلس وجنين، في طولكرم وقلقيلية وسلفيت، في الخليل وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، في غزة ورفح وخانيونس وبيت حانون، في كل مدينة وقرية ومخيم في الوطن وفي مخيمات ومدن اللجوء في الشتات!!!
هذه الوضع الكارثي لا يقتصر على الجهل بيوم الأرض وتاريخ يوم الأرض وإنما يتعداه ليشمل الجهل بتاريخ القضية الوطنية الفلسطينية وتاريخ نضالات الحركة الوطنية بشكل عام!!!
آن الاوان ليتحمل الجميع مسؤولياته!!!
وأنا شخصياً لن أسكت عن هذا "المنكر"!!!
فهل ستسكتون؟!!