بين أسوار وحنايا ذلك المكان ، وفي ساحته الرئيسية ، دقت الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء ، وعم السُرور وصدحت الفرحة ، بيومٍ مفتوحٍ إنتظره طلبة تلك المدرسة منذ زمنٍ طويل ، وبفارغ صبرهم ، فقد أتى ذلك اليوم ، وحمل في طياته بهجةً في القلوب ، وابتسامةً على الوجوه ، وسعادةً في الأقوال والأفعال ، مملوءةً بالأمل تلو الأمل ، وبالإضافة إلى أغاني شعبيةٍ فلسطينية ، ملأت جدران المدرسة بأهازيجِ تُراثها المُقدس .
ففي مدرسة قرية بيت وزن الواقعة غرب مدينة نابلس ، دقت أجراس وطبول اليوم المفتوح ، وتُليت آياتٌ عطرةٌ من القرآن الكريم ، وتَلاها السلام الوطنيّ الفلسطينيّ ، واستعراضٌ للفرقة الكشفية التابعة للمدرسة .
وبكلمة الترحيب بالطلبة الكرام ، وأهاليهم ، وأبناء قرية بيت وزن ، ومجلس قروي بيت وزن ومركزه الشبابي ، وبالتهنئة للطلبة المتفوقين الأوائل ، استهل مدير المدرسة عماد عبد الحق كلمته .
وعلى ترانيم أغنيةٍ للوحدة الوطنية بدأت فعاليات اليوم المفتوح ، ليتبعها أغنية " حلوة يا بلدي " من غناءِ طلبة الصف الرابع ، وعلى ألحانِ أُغنيةٍ فيروزية " راجعين يا هوى " من طالبات المدرسة ، بدأ الحَماس بين الحاضرين ، لتُطلَ فرقة الكورال ، وتنتهي الفقرات الغنائية مع أنغامٍ فلسطينيةٍ مع الفنان الصاعد محمود الوزني ، بأغنيتيه " وطني حنون " و " غلابة يا فتح " ، لتُشعل الفرحة بين صفوف الدبكة الشعبية .
وبكلماتٍ هادئةٍ ورسالةٍ هادفةٍ قدمتها الطالبة فرح حسين توسطت فعاليات اليوم المفتوح ، وبدأت الفقرات المسرحية ، التي كان أولها عن معاملة الأهل لأبناءهم ، وثانيها عن واقع الحياة المدرسيّ ، وأُخرى فُكاهيةٌ وترفيهيةٌ .
وما بين الفقرات حتى نهايتها ، تكريمٌ من إدارةِ المدرسة لطلبتها المُتفوقين والأوائل في دراستهم ، وفي الصوتِ النَديَّ بقراءةِ القرآن الكرَيم ، وفي الكتابةِ المُبدعةِ في الشعرِ والقصص القصيرة ، وفي النشاطات المنهجية واللامنهجية داخل المدرسة وخارجها .
ويظهر مركز بيت وزن الشبابي بحُلةٍ مُفاجئة ، احتوت على سحوباتٍ للعديد من الجوائر القيمة ، طالت الطلبة وأهاليهم والهيئة الإدارية والتدريسية ، ويُبهِرُ جَميع الحُضور ، بتقديمِ درع فخرٍ لإدارة المدرسة على جهودها المبذولة في تخريج الأفواج المُتتالية .
وتعقيباً على هذا اليوم المفتوح ، وجه مدير مدرسة بيت وزن عماد عبد الحق رسالةً قال فيها : " رسالتنا هي أن نتقدم يوماً عن يوم ، وسنةً عن سنة ، ونحمد الله أننا حققنا في هذا اليوم وهذه السنة نجاحاً باهراً ، وإنجازاتٍ عظيمةَ ، وهدفنا منذ البداية أن نُسعد الطلبة وأهاليهم ، وهذا ما حصل اليوم " .
وأضاف رئيس مجلس قروي بيت وزن عماد الوزني برسالةٍ أخرى تحدث فيها قائلاً : " كل عام وطلابنا وأبناؤنا بألف خير ، وبإذن الله في اليوم المفتوح القادم تكون قد تحقق أماني شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ونحن نشد على أيدي الهيئة الإدارية والتدريسية في مدرسة بيت وزن ، وأولياء أمور الطلبة ، ونتمنى لهم التوفيق في تحصيلهم العلمي ، فهم جند المستقبل ، وأمل هذه الأمة " .
وشَكَر نائب رئيس مركز بيت وزن الشبابي أحمد مثقال كل من شارك في هذا اليوم وساهم في إنجاحه ، وأضاف : " سعادتنا تكمُن بأننا إستطعنا أن نرسم البسمة على وجوه الحضور جميعاً ، فمدرسة بيت وزن تستحق منَّا كل الشكر والتقدير ، لما قدمته لنا في الماضي ، وما تقدمه لطلبتنا في الحاضر ، ونحن سنقف يداً واحدة مع الهيئة الإدارية والتدريسية ، ومع الطلاب وأهاليهم كذلك " .
وعَبَّر طلبةُ المدرسة عن فرحتِهم وبهجتهم بهذا اليوم المفتوح ، الذي تمنوا أن يُعاد كل فترةٍ ، لتُزرعَ بسمةُ الأملِ في قلوبهم دوماً ، وتعددت آراء الطلبة بوصفِهم لما حدث اليوم ، فما بين كلمة " رائع " و " مُذهل " و " مُميز " ، توقفت ألسنة الطلبة عن الحديث ، واكتفوا بالصمت ، لأن الصمت أبلغ من الكلامِ على حد قولهم .