memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipediaمن رحم آلام الأمة وعذابات الملايين من جماهيرها الكادحة">
بقلم: ثائر حنني
من رحم آلام الأمة وعذابات الملايين من جماهيرها الكادحة التي كابدت الجوع والفقر المدقع..ومن بين ظهرانيّ المكلومين وجراحات المعذبين والمسلوبين في أوطانهم الممزقة والنازفة...ومن معمعان التخلف وحلكة الظلام الدامس الذي أسدل ستاره طويلاً على فضاء العرب وواقع أمتهم التي علمت البشرية كل ذا صلة بالعلوم والطب والفلك والكتابة والرقي والحضارة...من بين الشقاق والأشلاء الممزقة والأجزاء المقطعة, وسيادة إمارات الفساد والقمع والاستغلال والإقطاع والدكتاتورية ,وأمراء التبعية والذيلية والسلبية ,ممن هانت عليهم أوطانهم وباعوا أشياءها وأجزاءها المقدسة, التي أضحت بين ليلة وضحاها سليبة الغزاة والطامعين والمستعمرين المستوطنين, ورهنوا معها مقدرات وثروات بلادهم للقوى الامبريالية لقاء مصالحهم الذاتية والآنية....
ومن وحي الإيمان بقدرة الأمة على تجاوز عذاباتها والقفز عن معيقات نهوضها, ووصلّ حاضرها بماضيها لتسبر أغوار مستقبلها المفعم بالأمل والتطلعات السامية..وكذلك الثقة المطلقة بقدرات وإمكانات الجماهير العربية الكادحة وجاهزيتها لخوض معركة الحرية والوحدة ودحر قوى الاستغلال والإقطاع والاستبداد وكل المشاريع الاستعمارية والصهيونية المعيقة لمسيرة الأمة في استعادة وعيها ودورها الطليعي والرائد بين الأمم.
من بين كل ذلك وعلى وقع ما تقدم وفي رحاب ذكرى السابع من نيسان الخالد من العام 1947م بزغت فلسفة البعث وأطلت علينا أنواره معلنة أفول مرحلة التردد والنكوص والتراجع وخروج أمتنا من قمقم التخلف والعجز والإحباط والاستسلام لواقع التجزئة والتقسيم والاستلاب ,والرضوخ لسطوة الاستغلال والإقطاع والقمع والاستبداد والديكتاتورية... إلى مربع العطاء والفداء والتضحية والإبداع والتسلح بتطلعات الجماهير العريضة في الوحدة والحرية والاشتراكية.. طريق الأحرار والثوار الأبطال الغيارى على عروبتهم.. ونحو العلياء والرفعة والتقدم والنهوض, واستعادة كامل الحقوق العربية المغتصبة وفي المقدمة منها الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة قضية العرب المركزية.
لقد شكلت انطلاقة البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان سنة 1947م رافعةً جديدة للنهوض بواقع الأمة وحلقة أخرى في مواجهة كل المشاريع الاستعمارية الهادفة النيل من وحدة الأمة وتقدمها وتحررها ,وأضحى البعث معها بمثابة الصخرة الكأداء التي تحطمت على أطرافها كل أحلام الصهيونية والامبريالية وكل ما يحاك من مؤامرات ودسائس بحق أمتنا المجيدة ...
وواصل حزب البعث زحفه النضالي الميمون وكانت تجربته الفريدة والنادرة في القطر العراقي الشقيق,وسلسلة الانجازات والإبداعات المرافقة لتلك التجربة خير شاهد على انجازات البعث والتي جعلت من العراق في ظل البعث عمقاً استراتيجياً للأمن القومي العربي, وخير سند لثورة الشعب العربي الفلسطيني في وجه الاحتلال الاستيطاني الصهيوني, وعنوانا لكل الأحرار والمناضلين العرب الذين يقفون سدا منيعا في وجه كل المشاريع التآمرية والمشبوهة ..مما أثار حفيظة الغرب الامبريالي ومعه كل القوى الاستعمارية والصهيونية التي أعدت العدة وجيّشت الجيوش وأقصى إمكانات قوى الأعداء والدول العظمى في سبيل القضاء على حالة النهوض العربي المواكبة لمسيرة البعث ونضالا ته..وفي سبيل اجتثاث جذوة البعث المتقدة ..
نعم تداعّت جيوش الأمم على العراق كما تتداعى الأكلة على قصعّتها بعد أن خسرت الرهان على المطايا الصغار من فرس وغيرهم من العملاء والشراذم ,وكانت حرباً ضروس أُستخدمت فيها كل أنواع أسلحة القتل والفتك والدمار, وهطلت معها النيران الغزيرة على بغداد العروبة, وواصلت إلقاء حممها واشتد أوارها طيلة ثلاثة عشر عاماً بشكل تصاعدي منذ العام 1991م حتى بلغت الذروة في العام 2003م, حيث وطأت أقدام الغزاة بلاد الرافدين ودنسوا أرضها حتى ظنوا ممات البعث ليطلقوا باكورة مشاريعهم الخبيثة وينثروا ما سموه الفوضى الخلاقة في ربوع الوطن العربي ,وعمدوا خلالها تسييد المشهد الطائفي المقيت على الحالة العربية, أملاً في المزيد من التفتيت والتقسيم, وعلى طريق وأد ودفن المشروع القومي العربي الوحدوي.
وفي ظل الاحتفاء بالذكرى التاسعة والستون لانطلاقة المارد العربي يأتي هذا العام تأكيدٌ آخر على مواصلة البعث شق طريقه المخضب بدماء مئات الألوف من شهدائه الأبرار الذين خاضوا معركة الأمة وسطروا أروع الملاحم البطولية في المقاومة الباسلة ضد التحالف الأمريكي الصهيوني.. وجعل من أجساد شهدائه الطاهرة جسراً للعبور بأمتنا نحو الخلاص والانعتاق من نير الاستعمار والصهيونية والصفوية.. وكذلك أنياب الاستغلال والاستحواذ والقمع والاستبداد والدكتاتورية والتفرد والفساد والتخلف المغروسة في الجسد العربي, ونحو تحقيق الأهداف النبيلة لجماهير أمتنا العريضة في الوحدة والحرية والاشتراكية.