على جانب الطريق المؤدية إلى البلدة القديمة بمدينة جنين، يتربع منزلٌ قديم ذو نوافذ ملونة وجدران قديمة تروي حكايات المدينة التي ما زال يرددها أهلها، في هذا المنزل وقبل حوالي سبعين عاماً، أُسس نادي جنين الرياضي منذ عام 1940.
تم تأسيس النادي الذي يعد من أقدم وأعرق المؤسسات في جنين والوطن، على يد كبار ووجهاء المدينة، ليكون قبلة للشباب لممارسة مختلف النشاطات خاصة الرياضية منها.
واستمرت إنجازات النادي إلى يومنا هذا رغم الإغلاقات المستمرة التي تعرض لها على يد قوات الاحتلال، بسبب الأوضاع السياسية، ففي عام 1982 أصدر الاحتلال قراراً بإغلاق النادي واستمر هذا لفترة طويلة.
ولكن تم إعادة فتح أبواب النادي أمام اللاعبين والمثقفين في مدينة جنين، واستمرت مسيرة النادي وتطورت إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن رغم الإمكانيات القليلة والمتواضعة.
وفي مقابلة مع مدير النادي عثمان عباس، قال بأن النادي يهدف في أنشطته المتنوعة إلى خدمة كافة فئات المجتمع ومن كلا الجنسين، ودمجهم في المجتمع والعمل التطوعي عن طريق الورشات والتدريبات التي يعقدها النادي.
وأضاف أن النادي يعتمد في تمويله على أهل الخير بالمدينة وبعض المؤسسات الأهلية والخاصة، ولا يهدف في نشاطاته إلى الربح المادي بقدر ما ينظر إلى الربح المعنوي في إنتاج جيل الشباب الواعي والمثقف.
وبالنسبة لمشاركة المرأة في نشاطات النادي أكد عباس أن المشاركة فاقت كل التوقعات، وبلغت حوالي 60% في الأعوام الأخيرة، وذلك بسبب تركيز النادي على تمكين المرأة ومساعدتها في خدمة المجتمع، ما جعل إدارة النادي تخطط لمشاريع رياضية تستهدف فئة الشابات في محافظة جنين للمشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة.
وقالت مدربة الرياضة مرح العودة بأنه تم اعتماد مشروع رياضي يهدف إلى تشكيل فريق نسوي لكرة الطائرة، لكي يشارك في المسابقات والمباريات المحلية.
وأكدت عودة أن المشروع واجه صعوبات في بداية تشكيل الفريق، خاصة أن الفكرة كانت جديدة وغريبة نوعاً ما، وذلك بسبب الصورة الذهنية التي شكلها الأهالي عن النادي بأنه يستهدف فئة الشباب فقط وخاصة في المجال الرياضي.
وأضافت أن المشروع قد نجح فعلاً بسبب وجود الوعي الكافي لدى الأهل بأهمية مشاركة المرأة في مختلف الفعاليات، وذلك بسبب الثقة الكاملة بقدراتها ومواهبها كفرد أساسي ومنتج في المجتمع.
ومن بين النشاطات التي يعتمدها النادي، التدريب في مجال الإعلام بأقسامه المختلفة من تصوير، وصناعة أفلام، وكتابة المواد الصحفية وغيرها.
"كل شيءٍ ممكن"، بهذه الكلمات عبرت مدربة الإعلام لينا عبيد عن تجربتها بالنادي، وأضافت بأنها بدأت العمل بالنادي منذ بداية اعتماد برنامج خاص للإعلام قبل سنتين تقريباً.
واعتبرت ان الإنجاز والنجاح الذي حققه النادي، كان بفضل التنوع والاختلاف الذي فيه، وتركيزه على الورش والتدريبات التي تستهدف فئة طلاب الجامعات تحديداً.
وأكدت بأن التدريب في مجال الإعلام يشهد إقبالاً متزايداً من قبل طلبة الجامعات، ليس فقط من تخصص الصحافة والإعلام، بل من باقي التخصصات الأخرى أيضاً.
وبعد حوالي سبعين عاماً من الاستمرار والعطاء، ما زال نادي جنين شاهداً على تاريخ وعراقة هذه المدينة، وإصرار أهلها على النجاحات والإنجازات، لإثبات أحقيتنا على هذه الأرض منذ الأزل، وللتأكيد على وجود شبابكانوا وما زالوا يحلمون بمستقبل أفضل وبأيام أجمل، لإعطائهم الفرصة لبناء الوطن الذي يحبون.
