الرئيسية / منوعات / تكنولوجيا
الأجهزة الذكية وتأثيرها على أوساط المجتمع
تاريخ النشر: الثلاثاء 05/04/2016 09:37
الأجهزة الذكية وتأثيرها على أوساط المجتمع
الأجهزة الذكية وتأثيرها على أوساط المجتمع

      كتبت سبأ طحاينة-

تعتبر الأجهزة الذكية أحد الظواهر المهمة التي يتعرض لها المجتمع في العصر الحالي, فيقوم من خلالها الأشخاص بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار, والمستجدات في المواقع الالكترونية، فأصبحوا يجتمعون ويجلسون بينما عقولهم تكون مشتتة ما بين الجلسة والعالم الآخر ( الجهاز المحمول), فهي لم تقصر على فئة بعينها، بل أصبحت متاحة لجميع الأوساط الاجتماعية وبخاصة الشباب والاطفال.

 

     وعند الحديث عن الأجهزة الذكية والتطورات التكنولوجية, الجميع يذكر الجوانب الايجابية لها من تسهيل التواصل بين الناس, وسرعة ايصال المعلومات والأخبار، والعديد من الجوانب المميزة التي تقدمها هذه الأجهزة الذكية, ناسين الجانب السلبي الكبير الذي تحمله هذه الأجهزة, هذا إلى جانب حرص العديد من الأسر على توفير الأجهزة الالكترونية لأبنائهم، دون أن تعلم أن الإدمان على هذه الوسائل سيسبب مشاكل عديدة لهم في المستقبل.

    وعبرت والدة الطفل عمر غانم البالغ من العمر 5 سنوات عن رأيها بالقول: "إن سلبيات هذه الأجهزة أكثر من ايجابياتها حيث أن طفلي يميل للعزلة والوحدة ويبقى منفرداَ على هذه الأجهزة، وأصبحت معاملته مع الناس عدوانية وعنيفة، حتى مع أقرانه الذين هم من عمره، فلم يعد يلعب معهم ويحاكيهم"

أما والدة الطفلة ليان أحمد البالعة من العمر 9 سنوات، أوضحت رأيها من ناحية أخرى، قائلة: "لقد أصبحت ابنتي لا تفارق المحمول طوال الوقت، مما أدى إلى اصابتها بمشاكل في عيونها وشحوب في وجهها" .

     لا يقتصر ضرر هذه التكنولوجيا على الأطفال فقط، بل أيضاً على فئة الشباب بشكل أكبر ومجال أوسع، وأوضحت الطالبة الجامعية لانا عامر عن رأيها بالقول: "لا أنكر أهمية الجهاز المحمول والانترنت في مجال دراستي, ولكن استخدام هذه الأجهزة في مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات االفكاهة أثر كثيراً على تحصيلي الدراسي ومستواي العلمي، حيث أنني لم أعد أرغب بفتح أي كتاب وكأنني وصلت لمرحلة إدمان على هذه التكنولوجيا" .

    وفي السياق ذاته عبرت المرشدة النفسية والاجتماعية سانا العبوشي عن رأيها قائلة: "عملت في مجال الارشاد المدرسي لسنوات طويلة وما لفت نظري مع التقدم بالزمن زيادة مشاكل الطلاب وتفاقم الأوضاع النفسية لهم, فأصبح الطلاب في المدرسة وخاصة من فئة الذكور أكثر عدوانية على زملائهم، زيادةً على جانب الانزواء والوحدة الذي يعاني منه كثير من الطلبة – ذكوراً وإناثاً – فقد لاحظت كثيراً ميل الاطفال للجلوس وحدهم والإبقاء على الهدوء، وهذا ما لم نعهده على الأطفال في هذا العمر، فلم يعودوا ميّالون للعب واللهو والمشاغبة كما من المفترض أن يكونوا.

     وأضافت: "أنا أشدد على ضرورة حماية الأهالي لأطفالهم في هذه المرحلة العمرية من خطر هذه التكنولوجيا وأضرارها النفسية على الأبناء، فقد قضى التطور التكنولوجي على الطفولة والبراءة في نفوس هؤلاء الصغار" .

 

    في النهاية يعتمد الأثر الايجابي والسلبي على المتلقي, فهي تؤثر على العلاقات الأسرية والعلاقة بالأصدقاء، وأصبحت تقلل الحوار بينهما، بسبب الانشغال بهذه الأجهزة فهي تأخذ جزء كبير من الوقت دون أن يشعر المستخدم بذلك، وتؤدي إلى شلل بالتفكير، وتؤثر على الصحة العامة، وخلقت حالة من العنف والعدوانية عند الكثير، فالصغار يقلدون الكبار، من انشغالهم بهذة الاجهزة، فأصبح الطفل أسير هذا الجهاز لا يبتعد عنه دقيقة واحدة، فأصبحت شيئاً مفروضاً يجب أن نتوافق معه ونتعامل معه، لكن من المهم تنظيم الوقت لاستخدامها.

    ويبقى دور الآباء والأمهات رائداً ومؤثراً في هذه الظاهرة من قيامهم بالرقابة الدائمة على الأبناء، وتوعيتهم بالاستخدام الصحيح لمثل هذه الأجهزة.

    أما بالنسبة للشباب فيجب زيادة مستوى التوعية لهم بأن هذه الأجهزة تؤثر على حاضرهم ومستقبلهم.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017