مرة اخرى تكشف نتائج إنتخابات مجلس إتحاد الطلبة في جامعة بيرزيت، ان الخيل الفتحاوية الوحيدة القادرة على الإنجاز هي حركة الشبيبة الفتحاوية رغم خسارتها أمام الكتلة الإسلامية.
نجحت حركة الشبيبة في إستقطاب قرابة 500 صوت جديد لصالحها في ظرف عام، وضربت صورة رائعة لخطاب فتحاوي وطني تعددي يتحدث عن حقوق المرأة قبل السياسة، واحترام الرأي الآخر قبل الإنقلاب.
للعام الثاني على التوالي، تواجه فيه حركة الشبيبة الطلابية مصيرها وحيدة في مواجهة النقيض السياسي حركة حماس من جانب، والإختلال في البرنامج السياسي الفلسطيني، والبنيوي الداخلي في حركة فتح من جانب آخر.
بذل كادر حركة الشبيبة الطلابية كل ما يمكنه في سبيل تقليص الفجوة بين الحركة وشريحة الشباب من المجتمع الفلسطيني في جامعة بيرزيت، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لإصلاح ما أفسده أداء صناع القرار.
إن ما يميز حركة فتح أن عمودها الفقري ( قاعدتها) لا تعاني أمراضا مستعصية، فمازالت فتية وقادرة على الإنتاج والعمل، وفيها بيئة خصبة للإبداع والتفوق، وكفاءات تفوق نظرائها في بقية فصائل العمل الوطني والإسلامي من حيث الفكر المستنير والمهارات القيادية.
لا نجد تفسيرا لخسارة الشبيبة في انتخابات بير زيت سوى ذلك الالم الذي يعاني منه الرأس الفتحاوي، الذي يحتاج الى علاج أكبر من حبة " الاكمول " المسكنة، والمؤجلة لكل تغيير جذري تحتاجه الحركة.
الرأس الفتحاوي الذي فشل في إدارة عدة أزمات داخلية تتعلق بأداء الحكومة الفلسطينية ( المعلمين، الضمان الإجتماعي، النقابات)، كما يعاني انغلاقا في الأفق السياسي جعله يعود الى مربع مفاوضات الإحتلال على مكانة السلطة في اراضي " أ ".
المطلوب من رأس الحركة منح الثقة للشبيبة، ليس بالكلام فقط بل بتطبيق عدة توصيات تتمثل أولا بإعادة الإعتبار لحركة الشبيبة الفتحاوية كقطاع حركي كامل متكامل وليس كملف بسيط في أدراج المكاتب، وقد يكون من المجدي تشكيل مفوضية خاصة لحركة الشبيبة تقاد من الشبيبة بإشراف عام من الحركة الأم.
وفي الوقت الذي تمارس فيه حركة الشبيبة الفتحاوية التحديات الديمقراطية على صعيد انتخابات مجلس إتحاد الطلبة، فقد آن الآوان ان تطالب حركة الشبيبة بحقها في عقد مؤتمرها العام على مستوى الوطن أسوة بإنتخابات المناطق والأقاليم، بما يضمن منح جسم الشبيبة الفتحاوية المكانة والمرتبة التي تتناسب مع أهميته ومكانته الحالية والمستقبلية.