قد تكون شهادتي عن جامعة بير زيت مشروخة فانا احد خريجيها و افتخر...
وفي تقييم مختصر ... فقد ثبتت انها جامعة مستقلة تحافظ على قيم الديمقراطية و الحريات وهذا ليس جديدا على بير زيت فمنذ عهدنا و هذه القيم محترمة و الحركة الطلابية قوية و واعية ..و ممارسة الحق الديمقراطي و التعبير عن الرأي مقدس و محترم ..فلم تتوقف فيها الانتخابات و احترمت مواعيدها و نتائجها مهما كانت .
نسبة المشاركة العالية و التي تجاوزت ال 76 % تدل على الحياة السياسية و النقابية العالية و الثقافة و الفكر الواعي المتنور و القدرة على التعبير عن الموقف و اختيار الممثلين بشكل حضاري راقي هو السمة المعبرة عن توجهات الطلبة .
يحترم مجلس الامناء و تحترم الادارة التي توفر الحياة الفكرية و الثقافية و تحترم الحركة الطلابية و يحترم اهالي بير زيت الذين يحتضنون واحدة من ارقى جامعات الوطن .
سارت العملية الانتخابية بسلاسة و تنظيم رائعين ..الدعاية الانتخابية مختلفة عن نظيراتها من الجامعات والمناظرات راقية و ذات محتوى فكري و التزام .. رغم انعكاسات الانقسام التي طغت على مداخلات الكتلتين الكبيرتين و ابعدت الحديث عن المطالب النقابية للطلبة .
احترمت جميع القوائم ذكرى شهداء الجامعة و شهداء الوطن ..و كان الوطن حاضرا في الانتخابات بقوة و كذلك مصالح الطلبة و مطالبهم الديمقراطية باحسن تعبير .
و فيما يتعلق بالنتائج فقد حققت الكتلة الاسلامية تقدما واضحا لم يصل حد حسم الاغلبية رغم انه لامسها ..و حققت الشبيبة نسبة عالية و لكنها لم تحقق التوازن مع الكتلة و ربما يكون من اهم اسباب تراجعها امام الكتلة المواقف السياسية المتباينة و ارتباطها بمواقف السلطة و تحميلها اي ارتباك في الاداء و بالتالي فان اي موقف منتقد لاداء السلطة انعكس سلبا على قائمة الشبيبة.
اما بالنسبة للاحزاب اليسارية فقد سجلت تراجعا كبيرا و لولا الفوز المحدود للقطب اليساري بخمس مقاعد لما كان اي تواجد لليسار و في رأيي رغم الحق في الممارسة الديمقراطية و الترشح الا ان غالبية اليسار و التوجه الديمقراطي لم يكونوا مصيبين بالترشح و كان من الممكن النزول بشكل موحد و التحضير و الحضور الافضل قبل الانتخابات لحصد المقاعد .
و بعد.. فان مرحلة الانتخابات قد انتهت و المطلوب الآن التوجه لمقاعد المجلس للعمل على خدمة الطلبة و الوطن و بما ان حصاد القطب يشكل بيضة القبان لحسم الاغلبية فان القطب مدعو الى تحمل المسؤولية و فرض مجلس وحده و اعطاء نموذجا عنه بشكل حضاري و اعتقد انه سيفعل .. لعل ذلك يسهم في توحيد العمل و يصبح نموذجا يحتذى به ..و على جميع الكتل التي لم تحصل على نسبة الحسم ان تراجع بنيتها داخل الجامعة و تعمل على بناء نفسها و تمييز مواقفها عن الكتلتين الكبيرتين و ان تعمل على خدمة الطلبة و الالتصاق بمصالحهم.
في النهاية فقد انتصرت بيرزيت بديمقراطيتها و سير العملية الانتخابية فيها لعل هذا الامر ينعكس على باقي المواقع التي لم تجري فيها انتخابات .. خاصة جامعة النجاح التي لم يمارس طلبتها الانتخاب منذ ثلاث سنوات .,,,وعلى باقي المؤسسات الرسمية و الوطنية و الاهلية في الوطن...لقد اجتزت الاختبار بنجاح فهنيئا بيرزيت .
سامر عنبتاوي
28-4-2016