بيان الجعبة- معظمهم ولدوا بعد وصول بشار الأسد إلى سدة الحكم، و ظلوا يمارسون لعبتهم المفضلة، لسنوات ما قبل الحرب، وها هم اليوم يستغلون الهدنة في أتون الحرب لاستكمال هذه اللعبة.
ليس وضع الأطفال في سوريا هو الأفضل في المنطقة، حيث يعتبرون المتضرر الأكبر في الحرب على بلدهم، منذ أكثر من 3 سنوات.
إن معاناة الأطفال انعكست هذه المرة على اليونيسيف في تقريرها، التي اعتبرت فيه أن سوريا هي اخطر الأماكن على الأطفال.
المنظمة الدولية تحدثت عن الأضرار النفسية التي يعانيها أطفال سوريا، وعدم قدرة عدد كبير منهم الالتحاق بالمدارس لإكمال تعليمهم، ما ينذر بكارثة حقيقية قادمة على أطفال هذا البلد، وإن تجنيد الأطفال و زجهم في المعارك والاشتباكات، بالإضافة إلى عملهم كمرشدين و حراس ومهربي أسلحة، يعتبر بحسب المنظمات الدولية مخالفة لحقوق الطفل والإنسان، وهذا ما يؤكد على انتهاك القوانين والمواثيق الدولية في سوريا، فهنا من لا يجد مكانا له في المدارس، فما له إلا أن يدور مع عجلة الزمن التي قد تلقي به بعيدا عن مقاعد الدراسة.
إن مأساة الأطفال السوريين مع الصواريخ والقذائف تتجدد ليل نهار، فكل يوم جديد يحمل معه قتلى و جرحى وعاهات نفسية.
وتعتبر المعاناة النفسية هي أكبر معاناة لدى هؤلاء الأطفال، حيث أنها تلاحقهم في الأحلام كما تلاحقهم في اليقظة.
وبين شبح الموت والحياة يتشبث الأطفال السوريون وذويهم بخيط الأمل الرفيع، ولعل أكبر تجليات الأمل الحرص على تدريس النشأة بما تيسر، إن الأطفال السوريون يعيشون اليوم مرحلة انتقالية في مجتمعهم وربما في تاريخ سورية والمنطقة برمتها فكل شيء مرتجل هنا إلا العزيمة.
على مر التاريخ إن الحروب وإن طال أمدها فلا بد أن يأتي يوم لتضع أوزارها، تمضي و يبقى بعدها دمار في العمران و جروح في النفوس التي في الأبدان, الحجارة يمكن أن ترص من جديد لتصبح بنيانا، لكن شروخ النفس تبقى زمنا طويلا بعد انتهاء الحروب.