تراهم بالعشرات حين تكون هناك مناسبة مجتمعية ، وما أكثرهم حين يكون الجلوس كالسينما ترتب فيها الكراسي تصاعديا فقبيل الاحتفال بدقائق يملأ الصف الأول والثاني ونصف الثالث وتحتاج دوما لاستحداث الصف "الأول تربيع" لتجلس فيهم صفة الصفوة منهم فهم كثر ومؤسساتهم كثر حينها يقف البرتوكول ليلقي التحية عليهم ويعبر عن حيرته من يقدم منهم ومن يؤخر قليلا .
تطرب أذنك وتعبر عن فخرك وأنت تقرأ تاريخ من سبقوهم في مؤسساتهم فتقف موقف المستغرب الحيران حين يتبادر إلى ذهنك سؤال مفاده " بان يا ترى أين يكمن الخلل " أترى المشكلة في شعب لا يعجبه العجب ؟ أم أتراه في مواطن لا يمجد سوى التاريخ ؟ أم إننا لا نجيد إلا الوقوف على الأطلال؟ أم انه شتان بين هذا وذلك ورحم الله ذاك الزمن الجميل ؟
أين هم من تعدهم بالمئات عندما تبدأ بتعداد شخصيات هذه المحافظة الاعتبارية ؟ أترانا نحتاج إلى عبقري ليجيبنا كم عضو في لجنتنا التنفيذية من نابلس ؟ وكم عضو في مجلسنا الوطني ؟ وكم عضو للجان المركزية في كل فصائلنا ؟ كم عدد ممثلو الفصائل في محافظتنا ؟ ويا ترى كم عضو حالي وسابق في مجلسنا التشريعي ؟ كم وزير في نابلس حالي وكم منهم يعد وزيرا سابقا ؟ وكم عدد مؤسساتنا وكم من قبطان كان في قيادتها وما زال على قيد الحياة ؟وكم عضو سابق لبلديتها وغرفة تجارتها وجامعتها وجمعياتها وغيرها الكثير ؟ كم مثقف وأكاديمي فيها ؟ وكم من أبنائها يشار لهم بالبنان ؟ .
ألا تستحق نابلس منكم الكثير ؟ أين انتم منها وهي تشكو إلا الله سوء ما وصلت إليه ؟
اقسم أنني لم اعرف محافظة فلسطينية يحبها أهلها ويتغنون بها كم يحب اهل نابلس محافظتهم ولكن الحب وحده لا يكفي ؟ واكرر قسمي أنها تتألم وجعا ويقتلها الأنين وهي تحتاج جهد المخلصين من أبنائها لتبقى عروس للشمال وعاصمة فلسطين الاقتصادية وعش للعلماء وجبل للنار . واكرر القسم ثالثا أن بإمكان رجالاتها فعل الكثير .
اكتب عبارتي وانا المحب لها ولكم لأستنهض فيكم الهمم واستثمر منكم الجهود واحفز الرياديين أن بادروا ولا تنتظروا أحد ولا تنظروا الى كل قاعد ، فبأيديكم زمام الأمور لتبقى نابلس كما كانت عصية على كل شيء ترفض الظلم وتنفض عن نفسها الغبار . وللسائلين لماذا نابلس وهل يا ترى وضع غيرها افضل منها في الوطن فاجيب بقناعة تامة ان نابلس رئة الوطن وقلبه النابض فان كانت بخير ففلسطين بخير والله من وراء القصد وارجو ان لا افهم الا في هذا السياق .
لذا ارى ان تجمعكم طاولة مستديرة واحدة وشخصوا الواقع معا فالأسباب انتم اخبر بها و معا ليكن القرار بالعمل والعمل والعمل ولا تثقلكم اللجان ، ولا يقل أحدكم ان على المحافظة مؤامرة فرجالها الا من رحم ربي في سبات عميق وأمنياتي ألا تكون عبارتي ضربا للأموات .