عندما يتحول يعالون (الى حمامة) سلام مقارنة مع الحكومة التي تتحول من اليمين المتطرف الى الفاشية و يبدوا الاحتلال باسوأ صوره و تعبيراته و ممارساته ..يظهر اوكازيون المبادرات المتزايدة عددا و المتناقصة نوعا و تفصيلا ..فمنذ اشهر و ( بروموشن ) المبادرة الفرنسية الممول يظهر يوميا على وسائل الاعلام ترويجا و اثارة ,,انتظروا القادم ,,مبادرة دولية آخر طبعة حذفنا حق العودة و الكتل الاستيطانية باقية في تبادل للاراضي و القدس لها توليفة ,,و سقف التنازلات مستمر تبعا للرد الاسرائيلي ,,المهم هناك تلبية للمطلب الفلسطيني ,,المبادرة ضمن غطاء دولي !! الم تكن مفاوضات مدريد بغطاء دولي سرعان ما تحولت الى لقائات ثنائية في خلوة غير شرعية انتجت مولود مشوه ظلمت مدينة اوسلو بحمل اسمه ؟! ,, و مع ذلك تعدل المبادرة و تؤجل اجتماعاتها انتظارا اما لتليين موقف الاحتلال او تنازلات فلسطينية جديدة !!
فعلا لقد كان المطلب الفلسطيني بالغطاء الدولي من اهم المطالب و لكن باسس واضحة بان تكون المرجعيات قرارات الشرعية الدولية اضافة لسقف واضح بنتائج محددة بالانسحاب الكامل و بالضمانات الدولية ,, اما الحديث عن اجتماع دولي يهدف الى وضع المبادرة الفرنسية حيز التنفيذ و دون ضمانات او مرجعيات او سقف ملزم فسيجر مرة اخرى الى مماطلة الاحتلال المعهودة لكسب الوقت و الاستمرار في المشروع التوسعي و السيطرة التامة على الاراضي .
كم آلمنا ما يجري في العالم العربي من فوضى قتل و تدمير من حيث الالم الذي يعتصرنا على الدماء و مكونات الدول من جهة و انكفاء هذه الدول على امورها الداخلية و تعدد الاعداء المصطنعين على حساب العدو الاستراتيجي و وضع القضية الفلسطينية في اسفل سلم الاهتمامات من جهة اخرى,, و في ظل ذلك و بعد خمس سنوات من البعد عن الاهتمام المصري بالوضع الفلسطيني تظهر مبادرة مصرية و اذا ما صحت الانباء بانها مدعومة سعوديا بعد الانخراط السعودي المباشر في الحروب الدموية في المنطقة و في تلميح بتعديل المبادرة العربية التي ينقصها الكثير اصلا و اهم الضحايا حق العودة و الجولان ,,فهل صحي الضمير العربي فجأة و استنتج ان ما يحصل في الاقليم سيستغل لضياع كامل فلسطين ؟! ام هل وجد القادة العرب ان هناك تحولات في الداخل الاسرائيلي تبشر بقبول المقترحات العربية و الدولية فسارعوا الى طرح المبادرات و تعديل الطروحات ؟! عندما صرخ الشعب الفلسطيني بسبب اعدام ابنائه و بناته على الحواجز و عندما استبيح كل شيء لم يكن هناك اي تفاعل عربي رسمي و لا حتى محاولات لجم العدوان او الادانة ,, على رأي اشقائنا السوريين : شو عدا ما بدا حتى تطرح المبادرات ؟! هل المقصود حشر السياسة الاحتلالية و فضحها و وضعها في الزاوية لرفضها المبادرات ؟ اعتقد ان هذا الطريق استعمل مرارا و لم يحقق اي نتائج لان الاحتلال لا يأبه بردود الفعل العالمية من جهة و لأن الكثير من قادة دول العالم يمارسون النفاق و ليس بمقدورهم و لا بارادتهم فرض الضغوط على دولة الاحتلال من جهة اخرى .
ان توجه نتنياهو لتعيين ليبرمان وزيرا للجيش و مع ان احد اهدافه حماية حكومته و التآلف الهش و لكن من ناحية اخرى يبرز الانحدار نحو الفاشية و مدى انجراف الحكومة الاحتلالية نحو مزيد من الدموية و العنصرية ,, كما ان في مخططات الاحتلال استغلال مزيدا من الوقت و هو ليس بالكثير لوضع اليد بالكامل على ما يربو على 60 % من مساحة الضفة و عزل الباقي في كانتونات , هناك سيناريوهان لديهم في هذا الاتجاه الاول يعتمد على بقاء الوضع القائم الحالي مع الايهام بغطاء مفاوضات عبثية يستكمل من خلالها المشروع ,, و الثاني خلق نوع من الفوضى شبيهة بما يحصل في بعض الدول العربية ( ربيع فلسطيني ) يكون هدفه التدخل الاحتلالي المباشر مما يسهل عملية الضم .. و في الحالتين هو مشروع جاهز يقضي على حل الدولتين بل لا يبقي ما نتفاوض عليه .
في ندوة سياسية عقدت اليوم و شاركت فيها كان عنوانها : فلسطين الى اين ,, وقلت في مداخلتي : فلسطين الى الحرية و انا اؤمن بذلك تماما ستصل فلسطين الى الحرية و تتذوق طعمها و لكن الاعداد و الجهد في سبيل ذلك سيكون كبيرا جدا و الاثمان باهظة و الغطاء لا يكون بالمبادرات و المفاوضات بل بالثبات و الصمود و ومقاومة الاحتلال ,, و الظروف الاقليمية و الدولية ستتغير و لا يجب ان نركن لحالة الانهيار فنضيع الحق و نتنازل عن الثوابت ,, و الرد على فاشية الاحتلال و مشاريعه يكون بالوحدة و الايمان بالحق و الصمود ثم الصمود فلا يمكن لمبادرات دبلوماسية ناعمة ان تلجم فاشية الاحتلال .
سامر عنبتاوي
22-5-2016