اليتيم من مات ابويه و لم يشتد عوده و لم يجد من يعيله فيبحثوا له عن كفيل او كفلاء يتولوا رعايته و ادارة اموره حتي يشتد عوده ,, لقد اهتدى نتنياهو الى هذه الوصفة السحرية ,,الفلسطينيون لا يستطيعون ادارة امورهم ..لقد اظهروا عجزا ظاهرا فشلوا في ان يكونوا ناضجين عقلاء فانقسموا على انفسهم و فشلوا في الادارة و البناء ..و هم اشبه ما يكونوا بالايتام و الحل الوحيد للتعامل مع اليتيم ,, الوصاية فلتوضع الحلول على هذا الاساس و ليتعاون الاقليم و العالم على ان يدبروا للفلسطينيين فهم لا يحسنون التدبير !!
و انبرى نتنياهو للحديث صراحة ,, دولة فلسطينية منزوعة السلاح و نحن نناقشها مع دول اقليمية ,, هذا ما صرح به و مفاده ان لاوجود لشريك فلسطيني قادر على المفاوضات و الحل ان يبتلع في جوفه غالبية الضفة و خلق نوع من الشراكات لادارة السكان بدون اية حقوق على الارض على ما تبقى من الضفة ..
نحن يا سيد نتنياهو لسنا ايتام فابونا التاريخ و امنا الحضارة و هما ما لا تمتلكه انت او شعبك لذلك تعتقد انهم قد رحلوا عنا و هم باقون في الجغرافيا و الوجدان ..و اعذرك فلم يكن لديك ابوين اصيلين كهذين فكيف لك ان تعرف آباء غيرك ..و لنا كذلك اخوة في العالم لا تستطيع ان تحصيهم من امريكا اللاتينية و حتى كل من حمل لافتات المقاطعة في العواصم الاوروبية ..لنا اخوة كذلك لا تعرفهم هم اخوة في الانسانية التي اصيحت تنبذ عنصريتك و صلفك .
اذا مشروع يقدم للعالم و هذه اعمدته ,,الفلسطينيون لا يستحقون دولة مستقلة و بسيادة تامة ..هم فوضويون ,,ارهابيون ,,متخاصمون و منقسمون ,,باختصار هم اقل من دولة فاذا طرحت المبادرات للتسوية فيجب ان يكون هذا عمادها,, و ان كان لا بد من مبادرة دولية بخطة فرنسية تأتي في الوقت الضائع قبل الانتخابات الامريكية فليفرغ مضمونها و لتكن خدمة للرؤيا الاسرائيلية و لتطوع المبادرة العربية ,, و ليشكل هذا كله نقطة انطلاق و غطاء لمفاوضات مباشرة و لكن بمشاركة اقليمية و دولية ليس لاسنادها او ربطها بالشرعية الدولية ,,, و لكن لان الشعب الفلسطيني يتيم يجب ان نتعاون على كفالته و توزيع الابناء بيننا لتسهل متابعتهم .
المشروع الذي يحضر لا يقل خطورة عن نكبة 48 بل يزيد انه مشروع الانهاء الكامل للقضية الفلسطينية معتمدا على عدة عوامل اهمها :-
1- حالة الفوضى و الاقتتال في العالم العربي الامر الذي وضع القضية الفلسطينية في اسفل الاهتمامات .
2-حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي اربك كل ما هو فلسطيني .
3-غياب النظام السياسي الفلسطيني و برامجه و التراجع الكبير في الاداء الوطني و الفصائلي و غياب شبه كلي لدور منظمة التحرير .
4- قبول العالم لحالات التهجير و شلالات الدماء في المنطقة الامر الذي يسهل تطبيق المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية .
5- ضعف الموقف الاوروبي الرسمي و قرب الانتخابات الامريكية الامر الذي يؤثر على السياسة الخارجية الامريكية و يرهن المواقف باسترضاء اللوبي اليهودي .
6- حالات التطبيع و استبدال العدو الاستراتيجي بالعدو الداخلي لدى كثير من الانظمة العربية .
7- محاولات خلق شرق اوسط جديد و الاستفادة من ( الفوضى الخلاقة ) لخلق سايكس بيكو جديد تكون فيها المنفعة الاسرائيلية حصة الاسد .
و للوصول الى ذلك فهناك سيناريوهان اسرائيلييان الاول يعتمد على استمرار السلطة في وضعها الحالي بعد تقليص قدرتها و دورها و بقاء النظام السياسي على حاله حتى يكتمل المشروع ,, و الثاني يعتمد على حالة اقتتال داخلي فلسطيني و فوضى امنية و صراع على الحكم و الرئاسة الامر الذي يسهل على الاسرائيليين الانقضاض و فرض المشروع بحجة ارساء الامن ,, و في الحالتين الثمن هو ما تبقى من فلسطين .
و بعد ,, و اذا كان هذا هو الوضع فما العمل ,, هل نقر باننا ايتام ضعفاء فاقدين القدرة و الحيلة و نستسلم لانعكاس التطورات الاقليمية و الدولية و ان لا مناص لنا من الاستسلام ؟؟
ان الشعب الفلسطيني الذي صمد وعانى و قدم التضحيات لقرن كامل من الزمان لا يمكن ان يستسلم و لو تخلى عنه او تآمر عليه البعض ,, و لا تعريف لديه لليتم سوى قلة الحيلة و الخنوع و هذه ليست من شيمه ,, و لو كانت صفة الفلسطيني الاستسلام لاستسلم اهلنا في الداخل و لرفعت غزة الراية البيضاء و لرفعت الرايات بالابيض و الازرق فوق منازل القدس ..و لكن الحقيقة انه اذا كان اليتم شعورا قبل ان يكون حقيقة فان الفلسطيني يشعربانه اب لكثير ممن حوله و ان قضيته لا يملكها الجيل الحاضر فقط بل تملكها دماء شهدائه و سنين الاسر للاجيال السابقة و اللاحقة .
نعم لسنا ايتام و لا نحتاج الوصاية و سيبقى الهدف في العقول قبل القلوب الحرية و النصر هما الهدف و الوصول اليهما فقط بمقاومة العوامل السبعة آنفة الذكر و اهمها الوحدة و البرنامج الوطني .
سامر عنبتاوي
28-5-2016