الدبلوماسية الناعمة سمة المرحلة منذ اوسلو و الى ان يشاء كثيرون بعد مشيئة الله ,, دبلوماسية تذهب الى اكثر مما يتمنى الخصم ,,عمادها ان تبقى الطروحات و المواقف بمفهوم ليس فن الممكن بل تطويع النفس الى ما يمكن ان يكون ممكن ,, ان تصلي او لا تصلي فهذا شأنك و علاقتك بربك اما ان تعزو عدم الصلاة لانك تريد ان تسكر فلا تقربها فهذا الامر كمن يريد النظافة دون الماء او يريد افضل النتائج دون عمل و تصبح كمن يدخل الغابة دون سلاح و يريد من الاسد ان لا يفترسه تعاطفا و رأفة و ايمانا بضعفه و تجاوبا مع ,,, دبلوماسيته الناعمة ,,لا تقربوا الصلاة الا بعد الوضوء حتى تصح الصلاة ,, و لا تقربوا الصلاة و انتم سكارى هذه كانت البداية ,,اما النهاية فهي لا تقربوا السكر سواء كنتم ستقومون بالصلاة ام لا ,, اما ان تيصبح السكر عادة و نريد للصلاة ان تصح بها فهذا هو الكفر بعينه .
لا ادري ان كان ما قدمته يعبر عن واقعنا ام هو هذيان في اللا معقول !! و هل يعتبر هذا النهج و السلوك معقولا ؟! عندما نذهب الى مؤتمر استراتيجي يصنع الخطط و الاهداف المستقبلية لدولة الاحتلال و نبرر ذك بقدرتنا على التأثير و التغيير في هذه الخطط فلا شك اننا نصلي و نحن سكارى ,, ان يصوت جزء من امتنا على وصول العضو الاكثر خرقا للقانون الدولي ليرأس اللجنة القانونية في الامم المتحدة ,,,فالواقع ان من فعل ذلك او مرر ذلك او قبل ذلك هو ليس تحت تأثير السكر ,,,بل تحت تأثير صنف مميز جدا من اعلى انواع المخدرات يوصل صاحبه للهذيان .
ايها المسؤولون اينما كنتم فلسطينيون ,,عرب,,,مسلمون ,,دول ( عالم ثالث ) ,,,فلسطين ليست حقلا للتجارب فلسطين قضية تاريخ و شعب و ارث و حضارة ,,, فلسطين قضية شعب ظلم فضحى باغلى ما يملك و صمد ,,,فلسطين قضية شعب يريد الحرية و الكرامة فهل ستوضع هذه البنود على اجندة مؤتمر هرتسيليا ؟! و يا ايها ( القادة ) العرب و المسلمون ,,الشعب الفلسطيني يريد تحقيق العدالة و يريد للقانون الدولي ان يطبق على ارضه و مقدساته و موارده فكيف تسمحون لمن يسرق الارض و يخترق القوانين ان يرأس الاطار الذي يفترض ان يحميها ؟! كيف بربكم نصل الى مرحلة لم يصدقها ( دانون ) نفسه ؟! لماذا لم تدعموا السويد و مواقفها تجاه قضيتنا واضحة و مشرفة ؟! هل اصبح التنسيق و الرضا بالتطبيع و العلاقة مع المحتل لهذا المستوى العلني ؟! ام ان تناحركم الداخلي دفاعا عن عروشكم جعلكم تبررون الوسيلة للوصول لاهدافكم ؟!
في هرتسيليا توضع الخطط و السياسات و من يشارك فيها اما يكون شاهد زور او شريك في هذه الخطط و السياسات ,,فهل هذه هي الواقعية السياسية ؟! مواقف دولة الاحتلال واضحة برفض كل شيء حتى المبادرة الفرنسية التي لدينا عليها الكثير من التحفظات و من اهمها انها تمهد مرة اخرى للمفاوضات المباشرة ,, حتى هذه المبادرة رفضت ,,, اما المبادرة العربية فحدث و لا حرج ,,فاطروحات التعديل و الموائمة مع ما هو مقبول لن تنفع و لن تجدي و مع ذلك نتمسك بها و يستمر طرحها رغم الرفض المطلق لها ..
ان اردتم الصلاة فاصولها و قوانينها معروفة ,,, فهي تحتاج للنية الصادقة و تحتاج الى طهارة في القلب و البدن و تحتاج لصفاء للعقل ,,,ثم تبدأ الصلاة و توجه للخالق ,,, و لا نعرف لها طريقا آخر ,,,اما استبدال كافة قوانينها ضمن الرغبات و طلاسم التحليلات فتصبح اما هي ليست صلاة او نحن لسنا مصلين .
من حق الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و الاسلامية ان تشارك في رسم مستقبلها و تحدد اولوياتها و خططها و نهجها ,,,و من حقها ان تكاشف و تحاسب قادتها على توجهاتهم ,,, و من حقها ان تفهم ماذا يفعل و الى اين المصير ,,,اما ان يتم العبث بمصير و مقدرات الشعوب و الاستخفاف بعقولهم و تضحياتهم فهو ليس مقبولا و لن يستمر الى الابد ,,, و نحن نريد الصلاة و نحن نمتلك العقل بكامل قوته ,,,اما من يرد السكر فليصلي صلاته بنفسه و لا يفرضها على شعبه .
سامر عنبتاوي
16-6-2016