تقرير: محمد جود الله

شكّلت العلامة الفارقة وكان مدعاةً للفخر والتميُّز، ولطالما مثّلت الجامعة خير تمثيل في مختلف المحافل الداخلية والخارجية، بل وصلت إلى مستوى العالمية لتثبت أن جامعة النجاح الوطنية جامعة عالمية بإمتياز.

كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية، تلك الكلية التي تأسست عام 1979 وببرنامج وحيد آنذاك هو بكالوريوس الهندسة المدنية، باتت اليوم واحدة من أعرق الكليات، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً.

توفر كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية اليوم 17 برنامجاً لنيل درجة البكالوريوس هي الهندسة المدنية، الهندسة المعمارية، الهندسة الكهربائية، الهندسة الكيميائية، الهندسة الصناعية، هندسة الكمبيوتر، الهندسة الميكانيكية، هندسة البناء، هندسة الميكاترونيكس، هندسة الإتصالات، هندسة الطاقة والبيئة، هندسة التخطيط الحضري، علم الحاسوب، أنظمة المعلومات المحوسبة، أنظمة المعلومات الإدارية، هندسة المواد، شبكات الحاسوب وأمن المعلومات، و10 برامج لنيل درجة الماجستير هي  هندسة الإنشاءات، هندسة الإستدامة في الإنتاج، هندسة القوى الكهربائية، هندسة الطرق والمواصلات، هندسة المياه والبيئة، الهندسة المعمارية، هندسة التخطيط الحضري، هندسة الطاقة النظيفة وترشيد الإستهلاك، الإدارة الهندسية، إدارة مخاطر الكوارث.

وتعتبر كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، أكبر كليات جامعة النجاح من حيث عدد طلبتها الذي يبلغ5200 طالبا وطالبة، كما أنها تتمتع ببنية تحتية تستوفي كافة المواصفات العالمية، فضلاً عن كادر أكاديمي وإداري متميز، وعدد من الجمعيات الطلابية التي شكلت نقلة مهمة في أداء الكلية على الصعيد اللامنهجي.

الأولى فلسطينياً في الحصول على اعتماد ABET العالمي..

تتميُّز كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح بطلبتها وكوادرها وإنجازاتها جعلها تؤسس لنفسها مكانة على الخريطة العالمية بحصولها على إعتماد ABET العالمي، حيث حصلت تسعة برامج هندسية، في الكلية على الإعتماد من هيئة الإعتماد للهندسة والتكنولوجيا العالمية الأمريكية ABET، وهي هيئة عالمية مستقلة متخصصة في تقييم وتأكيد جودة برامج الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية على مستوى العالم، وقد أُسست هذه  الهيئة عام 1932 في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبحصول جامعة النجاح الوطنية على هذا الإعتماد تكون بذلك الجامعة الأولى في فلسطين التي تحصل على هذا الإعتماد في برامج الهندسة المدنية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الصناعية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الميكاترونكس، وهندسة الاتصالات، وسيحصل برنامجي هندسة الحاسوب وهندسة البناء على هذا الاعتماد خلال الفترة القريبة القادمة.

وللحصول على هذه الإعتماد العالمي زار فريق من المقيّمين تابع لهيئة الإعتماد العالمية للهندسة والتكنولوجيا (ABET) من الولايات المتحدة الأمريكية جامعة النجاح الوطنية وتحديداً كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وقام الفريق بتقييم البرامج المرشحة لاعتماد ABET، من خلال مقارنتها بالمواصفات الموضوعة مسبقاً من قبل الهيئة، وجاء التقييم في زيارتين للجامعة حيث حصلت سبعة برامج في الزيارة الأولى على الإعتماد العالمي، فيما حصل برنامجي هندسة الحاسوب وهندسة البناء على الإعتماد في الزيارة الثانية التي زار فيها فريق المقيّمين جامعة النجاح منذ أشهر قليلة فقط لتتربع بذلك جامعة النجاح على عرش الجامعات الفلسطينية والعدد القليل من جامعات العالم العربي  في اعتماد ABET العالمي.

ولم يكن الحصول على اعتماد  ABETإلا بعد جهد مبذول وتخطيطً مدروس من إدارة جامعة النجاح للإرتقاء بجودة التعليم المقدّم، حيث قامت ادارة الجامعة بتأسيس وحدة الجودة والاعتماد - مركز ABET في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في شهر  نيسان من العام 2011 وذلك لبدء العمل للحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي ABET   للبرامج  التي تطرحها الكلية، وقد عملت الكلية على تعيين فريق من المهندسين للقيام بالمهام التنفيذية والعمل على تنظيم ومتابعة تطبيق آليات ABET في الكلية، ولتوفير بيئة عمل ملائمة لعمل فريق ABET في كلية الهندسة حرصت الكلية على تجهيز المركز بأحدث التجهيزات التي من شأنها المساهمة في ضمان أعلى مستوى جودة في عمليات الإعداد للحصول على الإعتماد الأكاديمي ABET، لتثمر تلك الجهود المبذولة في النهاية من خلال الحصول على الإعتماد العالمي.

الدكتور خالد الساحلي، عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة يقول بان حصول معظم البرامج الهندسية في الكلية على الاعتماد العالمي ABET   يشكل نقلة نوعية في فكر وفلسفة ومنهجية التعليم في الكلية والتي تركز على جودة التعليم ونوعية الطالب الخريج، حيث ترتكز المنهجية على تحقيق أهداف ومخرجات وضعتها الكلية والبرامج الهندسية يكتسب من خلالها خريج  الكلية قدرات ومهارات مميزة تمكنه من توظيف العلوم الأساسية والهندسية والتقنيات الحديثة لتحليل المشكلات والقضايا الهندسية المختلفة وتقديم الحلول المناسبة لها. وهذا بدوره أدى الى تخريج مهندسين متميزين ومنافسين في سوق العمل محليا وفي الخارج، وأكثر جاهزية للالتحاق بالدراسات العليا محليا وعلى المستوى العالمي، وضمن بيئة متنوعة ومتعددة الثقافات، وهذا كان ظاهرا من خلال التجارب الايجابية الواضحة لخريجي الكلية الذين حصلوا على وظائف وتبوأوا مناصب رفيعة في وظائفهم أو التحقوا ببرامج الدراسات العليا في أماكن مختلفة من العالم. 

وهذا يتطلب توفير الطاقم الأكاديمي المؤهل والمختبرات والتجهيزات والبنية التحتية اللازمة، وهذا بالفعل ما يتوفر في الكلية وبشهادة المقيميين والخبراء الدوليين الذين أشادوا بالطلاب ونوعيتهم، وبالطاقم الأكاديمي والاداري وكفاءتهم، والبنية التحتية وتميزها.

وتدعم الكلية وادارة الجامعة الجمعيات الطلابية العلمية، حيث يوجد حاليا في الكلية 8 جمعيات هندسية طلابية مرتبطة بالجمعيات العالمية الأم، سواء في الولايات المتحدة أو في اوروبا.  

وقد تم الارتقاء بالكلية وقدراتها وتجهيزاتها وبالتالي تم الحصول على اعتماد ABET بفضل جهود طواقم الكلية الجبارة، وبدعم وتوجيه واضح ومتواصل من إدارة الجامعة.

 الاستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم باعمال رئيس الجامعة عبر عن فخره بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات التي تعد واحدة من اهم كليات الهندسة في الوطن والمحيط العربي وقدم شكره لإدارة الكلية من اكاديميين واداريين وفنيي مخبترات وومساعدي بحث وتدريس وسكرتاريا وطلبة على جهودهم الكبيرة في تطور الكلية، وعلى الجهود المبذولة التي يقومون بها للرقي بالجامعة وبكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات الى افضل المستويات.

لأن الشمس لا تُغطى بغربال ولأن التميز مصيره الظهور، ظهرت بل وارتقت للعالمية حتى بات طالب الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح يدرُس في كلية..عالمية بامتياز.