لا اتابع المسلسلات التركية و لكن احيانا تجد نفسك مضطرا لمشاهدة مسلسلا ما لان من حولك يتابعونه فتحفظ اسم المسلسل ,, و تتعرف على بعض محطاته ,, و قد عرض منذ فترة مسلسلا تركيا اسمه العشق الممنوع ,, و حسب ما قيل لي ان مضمونه يتمحور حول عشقا ممنوعا و محرما ينشأ بين شاب و زوجة عمه ,, و قد يجعلك المخرج متضامنا مع البطلين و ان ارتكبا فعلا شائنا او مرفوضا بكل المقاييس اما لانك تعجب بابطال المسلسل او تنسى و تتجاهل الفعل المحرم امام المشهد الغرامي فتتعاطف مع الخطأ و الخطيئة في مواجهة ما هو صحيح و منطقي و نقي فتختلط المفاهيم و تسقط المباديء و يختل التقييم ,,, و يبقى هذا مسلسلا لا ازعم قدرتي على نقده او تقييمه كما انني لم اشاهده اصلا ,,, و لكن شاهدت و لمست و قرأت في حياتنا التي تتجاوز الدرك الاسفل عند البعض شاهدت عشقا ممنوعا و محرما و خارجا عن اي مفاهيم و منطق ,,,شاهدت العشق المحرم دينيا و وطنيا ينشأ بين ( انور عشقي و مرافقيه ) مع ( اسرائيل ) فهل للاسم الاول ( انور ) علاقة في الموقف و الاسم الثاني ( عشقي ) علاقة بالعشق المحرم ؟! و هل هناك من يبرر هذا العشق المبتذل كما حاول المخرج اقناع المشاهدين بقبول زنا بطل المسلسل مع زوجة عمه ؟!
انور عشقي و من تبعه و من صنعه و من يقف ورائه و من يؤيده و ربعه و عشيرته يريدون منا ان نعشق من يعشقون و نكره من يكرهون ,,,علاقة و مفاهيم لا تتصل بمنطق و لا توصف باوصاف ,,بل يريدون تحويل ايدي القمع الى ايدي المحبة و التعايش ,,,يريدون اعطاء الدروس في المحبة و قبول الآخر و هم من يصنعون العنف و الموت في نفس المنطقة ليس ضد الاعداء بل بين الاشقاء !!
و تخرج التبريرات اكثر وقاحة لستر عيوب الحبيب و تبرير اللقاء الغرامي على سواحل فلسطين التي اغتصبت اكثر من مرة على يد العاشق المفترض ,,,ففي الاجواء الرومانسية تم نقاش القضية التي ادعى ان اللقاء الغرامي كان بسببها ,,المعتقلين !! لا يا سيد عشقي ,,اسرانا لديهم عشقا آخرا مختلفا تماما عامرا في قلوبهم خلف ابواب الزنازين الحديدية و لكنه يخرج من بين القضبان و يملأ الدنيا حبا و سلاما و يفيض ,, اسرانا ايها العاشق ضحوا بحياتهم و وجودهم مع من يحبون لاجل حبيبتهم الكبرى ارضهم و فلسطينيتهم و لم يتستروا و لم يحاولوا اخفاء هذا الحب كيف لا و هذا هو الحب العذري الخالص من الشهوات و البعيد عن اي مصلحة ,,, و هو ايضا لا يحتاج لتفسير او تبرير بل هو فطرة عشقية سرمدية تجاه من تستحق العشق ,,,انها فلسطين التي لا تعرف عنها انت سوى انها عبء على طموحاتك في العيش في بيت الزوجية مع العشيقة المحرمة .
يقولون ان مرآة الحب عمياء بحيث ان الحبيب لا يستطيع رؤية عيوب حبيبه بل انه يتغزل في اسوأ ما فيه ,,, و بهذا المنطق يخرج علينا احد مرافقي ( عشقي ) و على الفضائيات ليقول اننا لم نكن نعرف المجتمع الاسرائيلي من الداخل فهو مجتع مسالم مقبل على الحياة ليس دمويا ,,, و الاسرائيليون يقبلون المبادرة العربية و لكن المشكلة فقط ان هناك ازمة ثقة بينهم و بين الفلسطينيين ,,,ما اكبر هذا الكلام ,,,يا اخي و اذا بليتم فاستتروا ,,,الهذا الحد يصل الامر ,,,كلامك يعني ان المجتمع الاسرائيلي سليم تماما بعيد عن العنصرية و الدموية ,,, مسالم ,,,مقبل على الحياة ,,,اذا اين المشكلة ؟! المشكلة حسب توصيفك تعني ان الفلسطينيين هم سبب ازمة الثقة و هم لا يحملون صفات معبودتكم الآدمية ,,,هل سحرتكم الشعور الشقراء ؟! هل سحرتكم المناظر الخلابة و الشواطيء ,,,انها ارض فلسطين المغتصبة ايها العاشقين !!
اذا ما حصلت لك و لوفدك صدمة حضارية فاستطيع تفهمها ,,,رأيتم حريات و ديمقراطية تفتقر لها بلادك ,,,بالمناسبة هل رأيتم المرأة تقود السيارة في ( تل ابيب) ؟! رأيتم نمطا مختلفا عن حياتكم المتخلفة ,,, و هذا حقيقي و ليس وهما ,,,و لكن الم تقرأ و تعي ان شعبا يضطهد شعبا آخر لا يمكن ان يكون هو نفسه حرا ؟؟!! ما فائدة حرية و ديمقراطية و حقوق مجتمعية في مجتمع قام على جماجم اصحاب الارض ؟؟ استشهد الآلاف و دمرت البيوت و تم الاستيلاء على كافة المقدرات من قبل شعب حر مسالم يحب الحياة على شعب يطالب بحريته و حقه في الحياة !!
لا ادري ماذا كانت نهاية المسلسل التركي و مهما تكون ,,,اما نهاية المسرحية الكوميدية الهزلية و في فصلها الاخير فسيكون ,,,انك و من ورائك سيد ( عشقي ) صنعتم و شجعتم العنف و الدم في منطقتنا و ليس غريبا عنكم ان تضعوا ايديكم بايدي قتلة آخرون فلعل القوى تختلط و تتقوى في مواجهة الشعوب و قوى الخير في المنطقة ,,, و لكن كن على ثقة فليس هناك اكثر حضارية و مدنية و عطاء من شعب استهدف لاكثر من قرن و لا زال وسيبقى حيا مطالبا بحريته و سينالها و ربما بعد انتهاء حقبة زمنية اصبحتم فيها اسيادا بسبب قلة الرجال ,,,احبوا كما شئتم و مارسوا العشق المحرم كما شئتم ,,فعشقنا الازلي سيبقى لوطنا ساهمتم في ضياعه .