لعل من اهم ما يميز الانتخابات المحلية القادمة انها تحصل في الضفة و القطاع في يوم واحد ,,,الثامن من شهر اكتوبر القادم نستطيع ان نجعله يوما مميزا و نقطة فاصلة لعودة الحياة الديمقراطية و وضع حجر الاساس لاعادة اللحمة و انهاء الانقسام ,,,او سيمر كغيره من الايام مجرد يوم انتخابي ينجح فيه من ينجح و يخسر من يخسر ,,,و السيناريو الاسوأ ان نتحسس هذا اليوم فنراه يختفي عن الاجندة بالتأجيل ,, ولا يقل سوءا ان يتحول الى مزيدا من صب الزيت على نار الانقسام .
نحن الشعب بكافة قواه السياسية و المدنية و المجتمعية نستطيع تحديد طبيعة هذا اليوم فهو يوم منا و لنا و علينا تنعكس نتائجه ايا كانت فيجب بداية ان لا يمر هذا اليوم دون انجاز انتخابات ديمقراطية و ان يجلس في اليوم التالي اعضاء جدد على مقاعد المجالس المحلية هذا الهدف يجب ان يعمل الجميع على تحقيقه و منع حرمان الشعب منه و هذه هي المهمة الاولى .
المهمة الثانية تتمثل في التحضير الجيد و استقطاب افضل الكفائات لخوض غمار الانتخابات و تشكيل القوائم و التنافس الحضاري الشريف اضافة الى المشاركة الشعبية المكثفة و ممارسة الحق في الانتخاب بشكل ديمقراطي .
و هنا يبرز السؤال المركزي : ما هي مواصفات المرشحين التي يريدها المواطنون ,,هل هي مهنية ادارية خالصة ؟,,ام شخوص مجتمعية محترمة ؟ ,,ام تشكيلات عائلية و عشائرية ؟ ,,,ام احزاب و قوى سياسية ؟,,,من حق الجميع مناقشة هذه الامور و ابداء الرأي فيها .
انصار التوجه الاول يقولون ان المجالس المحلية طبيعتها خدماتية و ليست سياسية و لذلك فلا داعي لخوض السياسيين غمارها و يكفيهم الهيئات الوطنية الاخرى كالتشريعي و ليتركوا الامور المدنية و المهنية للمجتمع المدني ليختار افضل الكفائات و يشاركهم الرأي التوجه الذي يبحث عن الشخوص المحترمة و يضيفون ان الاصالة هي البحث عن نظافة اليد و البعد عن الفساد و القرب من المجتمع ,,, و التوجه الثالث يقترب من الموقف و يعتقد ان هذه المواصفات موجودة في كل عائلة او عشيرة فلماذا لايقوم هؤلاء باختيار افضل ابنائهم ممن يمتلكون الكفائات و السمعة الطيبة و هم في هذه الحالة يحملون الامتداد العائلي و العشائري ايضا ,,,,اما التوجه الرابع فيدافع عن دور الاحزاب و يقول ان المجتمع السليم هو الذي يعتمد على التعددية الحزبية و ان الاحزاب تحمل رؤى مجتمعية اضافة للوطنية و ان الاحزاب جزء هام من المجتمع المدني و فيها الكفائات و الشخوص المحترمة و العائلات و العشائر المختلفة و انهم يحملون برامج و توجهات يستطيعون عكسها على المجالس المحلية .
كل يدافع عن وجهة نظره فما الحل ؟! اعتقد انه فعلا نحن بحاجة لكفائات مهنية تملك الفراغ الكافي لتسخره للعمل البلدي و تمتلك قوة الشخصية و مهارات القيادة اضافة الى نظافة اليد و الامانة ( ان خير من اسأجرت القوي الامين ) و الامتدادات العائلية و العشائرية موجودة و بقوة في مجتمعنا و لا يجب اغفالها ,,,فاذا ما وجد شخص بهذه المواصفات ( مهني قوي له شعبية بين المواطنين و نظيف اليد ) و انتمى في نفس الوقت لحزب اوتنظيم فهذا يعزز من قيمته و لا يقلل منها ,,, و الانتماء الحزبي او الوطني ليس تهمة بل مصدر فخار لمن يعمل لاجل الوطن ,,, و لكن لا يجب ان يتم الاختيار على اساس حزبي بمعنى زج اسماء غير مهنية او غير قادرة على الادارة فقط مؤهلها الانتماء الحزبي فهذا مقتل للعمل الاداري و المجتمعي .
و لا ننسى اننا في فلسطين المحتلة بمعنى ان الدور الوطني ينعكس على كافة المؤسسات الوطنية و المجتمعية و كلنا يعي و يدرك و يذكر الدور الوطني للبلديات عبر سنين الاحتلال قد كانت في مقدمة التصدي لمشاريع الاحتلال و الاستيطان و تأسيس لجنة التوجيه الوطني فقد دفع الكثير من رؤساء و اعضاء البلديات اثمانا باهظة جسديا و ملاحقات و منع سفر و ابعادات و اعتقالات ,,, و القصة لم تنته فهناك مخطط اسرائيلي يتضح يوما بعد يوم لفرض نظام الكانتونات مما يعطي صلاحيات و يلقي بمهام صعبة على المجالس البلدية ,,,اذن البعد الوطني في الاعضاء مطلوب و بشدة و الا فسنجد ان المجالس قد تواجه سياسة فرض الامر الواقع من الاحتلال .
نتيجة لكل ذلك دعونا نبحث عن الكفائة و القدرة و الجاهزية ودعونا نبحث عن كل السمات المميزة في مرشحينا دون اغفال البعد الوطني فله اهمية كبرى ,,,اما المحاصصة الحزبية المقيتة و فرض الاعضاء فقط لانتمائهم الحزبي و لا يفوتني هنا اصحاب الاجندات و المصالح فكل ذلك يلقي بظلال سيئة معيقة لاداء المجالس البلدية .
ان نختار اشخاص بهذه المواصفات ليس بالامر المستحيل بل ممكن جدا و لكن ما يؤثر على ذلك احجام البعض عن خوض غمار الانتخابات لاسباب مختلفة و التعصب الفصائلي في بعض الاحيان ,,, و غير ذلك ففلسطين ولادة و كلي ثقة ان هناك مواصفات عالية في كافة مدن و قرى فلسطين ,,,امل ان نعبر هذه المرحلة اجمل عبور و ان نجعلها محطة لانتخابات تشريعية و رئاسية و مجلس وطني في القريب ,, و قرانا و مدننا و فلسطيننا تستحق منا بذل كافة الجهود لتحقيق البناء و الصمود.
سامر عنبتاوي
3-8-2016