مع اقتراب موعد انتخابات الهيئات المحلية في فلسطين واشتداد حمى القوائم الانتخابية ورغبة البعض بخوض التجربة واعتذار البعض الاخر، وتلمسا لاحتياج المواطن وتعبيرا عن مراده وكمسودة لمن أراد ان يضع برنامجا انتخابيا يلبي لنا الطموح أسال برسم الاجابة "اي مجلس بلدي نريد ؟".
فبلدية نابلس كبرى بلديات الوطن تجاوز عمرها العقد والنصف، تروي تاريخ المدينة وتحدث أخبارها وتخبرعن قصص الرجال فيها، فهي مؤسسة عريقة تحتاج الى كتيبة من المقاتلين كل في موقعه وبحجم خبرته، كما كان السلف فيها من الأعيان والوجهاء وصناع القرار، ليحقق حلم طفل ناشىء وشاب طموح وكهل أتعبه الحال ويراوده دوما الخشية من الواقع.
فاي مجلس بلدي نريد؟
نريد مجلسا مقاتلا لديه الرغبة بحمل البلدية لتحمل نابلس على أكتافها، لتحمله نابلس في المقابل وترد له الجميل، مجلسا لديه الوقت والقدرة والخبرة ليخطط ويرسم استراتيجية المدينة ويستشرق مستقبلها، فالإعياء الشديد وأعراض المرض للمستقبل قد رشحت على جسدها، وهي الخائفة المرتجفة التي تخشى من القادم.
فما نريده مجلسا يحسن التخطيط والتنفيذ ويصوب عينيه للمستقبل فقط، يعمل ليشعرنا بأن لا خشية على المياه بعد اليوم، ولا تقلقلوا على الكهرباء، فبنية مدينتكم التحتية ومشاريع كبيرة للمدينة على طاولتنا وبانتظاركم.
نريد مجلسا بلديا عنوانه الكرامة، يشعر المواطن بوطنيته، والموظف بانتمائه، ويعمل على قاعدة الشراكة ولا يدعي انه ختم منهاج العلم واستحوذ بانانيته فقط على الخبرة، فنحتاج مجلسا بلديا يتعاون بين اعضائه ويطلق العنان لصقور بلديته من الموظفين ليحلقوا على قمم الانجاز والإبداع ويأخذوا دورهم، فيفجر فيهم الطاقات ويستنهض منهم الهمم ويستثمر فيهم حسن الأداء لنرى معا حسن المخرجات.
نريده مجلسا يؤمن بالمرأة والشباب وقدراتهم بعيدا عن الديكور الزائف والكوتة المريضة، يستنهض فيهم العطاء فيستمد الشباب قوتهم من خبرة القادة الكبار اصحاب التجربة من زملائهم في المجلس البلدي، فيمثل حينها الشباب اقرانهم ويوصلوا صوتهم ويثبتوا ان بإمكانهم فعل الكثير وباستطاعتهم القيادة.
نريده مجلسا يؤمن بالشراكة، و لا نريده أن يناكف أحدا.. لا شخوصا ولا مؤسسات، نريده ان يشعرنا بانه مع المؤسسات في مركب واحد خدمة لهذا المدينة، فلا يزاحم على الصف الأول ولا يهمه ذلك ليترك الانجازات هي التي تتحدث عنه.
نريد مجلسا يعمل في كل مضمار ويضع بصمة في كل جانب، ويضيء بنبراسه اينما كان، لانه باختصار مجلس بلدية نابلس ولأعضائه حقا الفخار.
نريد مجلسا بلديا فيه الخبير والسياسي والأكاديمي والتربوي والمجتمعي والمناضل والمهندس والمحامي والطبيب والشاب والمرأة لان التحدي كبير والمهة صعبة.
نريد مجلسا باختصار يضع مخافة الله بين عينيه ويتقي الله فينا وسترد له نابلس حتما الجميل.
اما ما يريده اي مجلس قادم منا وباختصار: "يريد مواطنا غيورا على بلديته، وحكومة داعمة، وتنظيمات حاضنة، وكلهم في سفينة واحدة، لنصل بمستقبلنا الى بر الأمان".
ذلك كل ما نريد.. والله من وراء القصد.