كتب حسن ابو دحان
إن الحراك من اجل قضية الأسرى هو فرض على كل فلسطيني، وليس حكراً على شخص أو تنظيم ما الحالة التي وصلنا إليها من الترهل في قضية الأسرى هي الأسوأ على الإطلاق ، لا إعلام يتحرك ولا حراك شعبي يوجد ، حتى الأسرى نفسهم، جزء منهم لم يعد يتحرك لأجل نفسه ، هذا الواقع الذي وصلنا إليه بفعل عدة عوامل منها الانقسام الذي يعد السبب الرئيسي ، انقسم الشعب ولم يعد يهتم بقضية أسير لا ينتمي لحزبه ، الأسرى في السجون لا يتحركون لأجل أسير لا ينتمي لحزبهم ، الإعلام لا يتحرك إلا إذا كان الأسير ينتمي للحزب نفسه الذي ينتمي له الإعلام ، إلى متى سنبقى مهمشين أسرانا لهذا الحد، أليس هم الأحق بالتضامن وهم من ضحوا سنين عمرهم وضحوا بحريتهم لأجلنا.
لماذا هذا الحراك الناقص، ولماذا لا يكون الحراك جماعي حتى من الأسرى؟ الاحتلال استغل حالات الإضراب الفردي ، ليقوم بعزل الأسرى عن بعضهم وأن لا يكون لهم موقف محدد ، أصبح كل أسير يضرب لنفسه وينسى معاناة الأسرى الآخرين الذين معه ، ولم يعد الاحتلال يعطي الأهمية لحالات الإضراب الفردي ، فلا أحد يتضامن معهم سوا أهلهم وأصدقائهم وبعض الأشخاص الذين يعدون على أصابع اليد، للأسف خرج لنا هذا الأمر بسبب عدم وجود قيادة تنظيمية واحدة ولا قرار واحد داخل السجون ، وقلة وعي لدى الأسرى الحديثين .
قبل سنوات في عام ١٩٨٤ ، حدث إضراب جماعي في سجن الجنيد (نابلس) الذي كان يتبع للاحتلال في وقتها ، وكانت حالة من السخط الشعبي ، حيث قام جميع اسري السجن بالإضراب عن الطعام في موقف مشرف ، وفي موقف أخر يحتذي بت في نفس الوقت الذي اضرب فيه أسرى الجنيد عن الطعام ، قام الأسرى في السجون الأخرى بالتضامن مع أسرى الجنيد، ليسطروا مجداً لهم ضمن لوائح الوطن حيث استمر الإضراب مدة ١٨ يوماً وحقق جميع مطالب الأسرى.
إن الذي نحتاجه اليوم ، هو إعادة الوعي للشارع الفلسطيني في التضامن مع الأسرى، وأن يتخذ الشعب موقفاً مشرفاً ، ليس كما الآن عندما تسأل المواطن "ماذا فعلت أو ستفعل للأسرى المضربين"و تكون إجابته "ولاشي، بكرا بس يقرب يموت إسرائيل بتطلعه"
لا يجب إن نصل إلى مرحلة ننتظر الاحتلال إن يخرجنا ويتحكم بحريتنا وحتى أفكارنا ، وفي نفس الوقت يجب على الأسرى في سجون الاحتلال إن يتخذوا موقفاً وطنياً ، في إن يوحدوا قرارهم ويكون هنالك مرجعية وطنية واضحة ويكونوا على قلب رجل واحد ، ليقلبوا الطاولة في وجه الاحتلال وينتصروا بإرادتهم القوية على جبروت سجانهم.