mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
">تمر الأيام مسرعة حقاً، والمسافات بيننا وبين الأشياء الجميلة تتكسر، لتلوح بنا أمواج البحر فنطفوا على السطح تارة، وآخرى نغوص في الأعماق، لكن دون أن نعيش عمرنا بعفويته وجمال روحه الخلابة.
إن رغبة الإنسان في محاكاة الآخرين وتقليدهم، دفعته إلى ممارسة ما يقوم به الغير، فظاهرة "السيلفي" هي حالةٌ يُرثى لها، والتي تعود بداياتها عام 1917، إلى المصور الاسترالي توماس بيكر الذي وضع كاميرته العتيقة أمام المرآة، ليصور نفسه وهو يرتدي الملابس العسكرية.
بدأ تداول ظاهرة السيلفي في عام 2002، من خلال ظهور الكلمة في منتدى استرالي، والتي احتاجت إحدى عشر سنة لتصبح شعار "البرستيج" لعام 2013 وحتى الوقت الحالي.
وعن التسمية اختارت مجلة "تايم" الأمريكية مصطلح سيلفي عام 2012 من بين أكثر عشر كلمات متداولة.
لقد انتهى ذاك الزمن الذي يستعد فيه أفراد العائلة لأخذ صورة تذكارية، لتحل محلها صورة دون تكلف، لأناس يأكلون أو يشربون، فأصبحوا يتهاونون في حياتهم من أجل التقاط صورة "سلفية" توثق ما قاموا به. فتارة يأخذون صورة عند حادث سير ما، أو عند شهيد، ولعل أكثر ما يظهر تفاهة الموقف عند التقاطهم لصور في المقابر، لكن ليس باستطاعتهم أن يكتبوا "سلفي وقبر فلان خلفي".
إن المغالاة في التقاط صورة السيلفي، باتت تنسي الناس كيفية التعامل لحظة وقوع الخطر، ليصبح همهم أخذ صورة ليزداد عدد المعجبين وتعليقاتهم "منور" أو "مشعشع".
لقد باتت الصورة العفوية جزءاً لا يتجزأ من الإعلام الجديد، وهو ما تعكسه صورة المذيعة السورية كنانة علوش صاحبة سلفي الجثث في سوريا. وتظهر فيها علوش بكامل أناقتها وكامل مكياجها مبتسمة وخلفها جثث أبناء وطنها.
لم يقتصر ذلك على الإعلاميين وعامة الناس، بل شمل الرؤساء والوزراء والملوك وغيرهم، ومثال ذلك: صورة رئيس أمريكيا باراك أوباما يلتقط صورة ذاتية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كارون ورئيسة وزراء الدنمارك.
اختلف الخبراء النفسيون في تحليل هذه الظاهرة فمنهم من اعتبرها اضطراباً عقلياً ونرجسية مفرطة، في حين اعتبرها البعض بأنها إحدى الوسائل الحديثة للتعبير عن النفس.
وأشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وخاصة في صفوف بعض الشبان قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها، في الوقت الذي أثبتت فيه دراسة مشتركة بين جامعة ادنبره وحيريون برنامجهم عن علاقة السيلفي بالعلاقات العامة ومدى تأثيره على الألفة والمحبة.
وعلى أنغام موسيقى "بتلاقي بالدنيا بشر لكن مش أكتر من صور" قدرت مواقع مختصة أن سكان العالم التقطوا حتى نهاية عام 2014 نحو 880 مليار صورة أغلبها سيلفي. وإذا ما قدرت عدد الصور الملتقطة في الوقت الحالي لكانت النتيجة لا نهائية، فالشخص الواحد خلال دقائق يلتقط عشرات الصور، والتي يتبعها حركات في الفم والوجه.
لم يقتصر الأمر على ذلك فحسب فقد أدلت السيلفي بحياة العديد من الناس من أجل التقاط صورة مميزة، ولكن سرعان ما تكون وفاتهم مميزة حقا،ً من خلال سقوطهم من أماكن مرتفعة، مثل المباني والأبراج الشاهقة.وتشير الإحصائيات العديدة أن عدد القتلى الذين سقطوا بسبب السيلفي ارتفعمنذ عام 2014 حتى مطلع مايو الجاري، إلى أكثر من 68 شخصا.
إن هذه الظاهرة جميلة فيما لو استخدمت بشكل صحيح، فكبسة زر واحدة كفيلة بأن تأخذ صورة لعشرات الناس، دون الحاجة لتنازل واحد منهم لالتقاطها،واعتبرتها بعض الدراسات صورة للتعبير عن النفس الإنسانية.
وتماشياً مع التقدم العلمي، ورغبة في تحقيق المصالح المشتركة، اخترعت شركة صينية طائرة خاصة لالتقاط الصور، أطلق عليها اسم طائرة "هوفر كميرا"، فلم يعد الأمر مقتصراً على الهواتف الذكية ذات التقنية الحدثة، أو عصا السيلفي، فالتكنولوجيا تتطور تماشياً مع الأحداث.