كتبت نجوى عدنان
كونك صحفيا عليك أن تستيقظ في سادسة صباحاً، أول ما تفعله أن تتنقل بين صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية لترى ماذا حصل بهذا العالم أثناء موتك المصغر، لكن في مهمة غير اعتيادية اليوم يجب أن تتخلى عن كاميرتك والقلم وتلك الوسائل الخاضعة لأصحاب النفوذ وتكون مواطنا لتتعرف على الحقيقة.
لتشرب فنجان قهوة مع رجل امتلأ رأسه شيباً على أحد المقاعد في مقاهي البلد القديمة بنابلس، وترى الدمعة التي تختبئ وراء التجاعيد، وبنبرة يكاد لا يعرف ينطقها يقول" أسالي يا ابنتي حجارة البيوت العتيقة نحن لسنا تجار مخدرات ولا رجال عصابات، لسنا خارجين عن القانون، انظري لصورة ابني المعلقة على الحائط لم سقط شهيد !".
وتخرج من المقهى تبحث عن الحقيقة أكثر، في وجه شاب يبيع الخضار على الطرقات، وامرأة تنوح على الشرفة، بين أصابع الأطفال المتشابكة ببعضها خوفاً، ورائحة الرطوبة التي تلاشت مع قنابل الغاز، ولتجدها أسرع أسال رجال الأمن المنتشرين بكل مكان الم تلقوا القبض على المجرمين.
لا تعر أهتماما لكل ما قلته سابقا، ولكن لنفكر أعمق بما شاهدة هذه البلد مؤخراً نحن جميعا متفقون على وجود القانون الحاكم للدولة فقط، ولا نريد الفلتان الأمني، فحسب رواية رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله في مقابلة أجراها على وكالة معا" إن قتل رجال الأمن شبلي بني شمس، ومحمود طرايدة كان مكيدة من رجال الخارجين عن القانون وأن الرأس المدبر هو أحمد حلاوة".
وتابع " نحن نتلقى يومياً شكاوي من المواطنين لوجود السلاح في أيدي الخارجين عن القانون تصل عرائض، علماً أن عددهم لا يتجاوز ثلاثين شخص"، السؤال هل هم نفسهم الاف المواطنين الذين خرجوا لتشيع جثمان أبو العز حلاوة؟ وناشدوا بإسقاط حكومتك ! لماذا لا يعنلون عن اسماء الخارجين عن القانون علناً؟
لنحلل تصريح اللواء محافظ مدينة نابلس أكرم رجوب، عن مقتل احمد حلاوة، "انه تم اعتقال المشتبه المسؤول الرئيس عن احداث نابلس، وبعد نقله إلى سجن الجنيد هاجمة عشرات الغاضبين لقوات الأمن بالضرب ردة فعل عن الشتائم الذي أطلقها حلاوة أدت لوفاته متأثرا بالجراح، ولم يتمكنوا الضباط من ابعادهم حتى بإطلاق الرصاص في الهواء".
هل وصلت داعش لفلسطين! أجل داعش إن قتل حلاوة بهذا الشكل عمل ليس شاذا إنما جريمة قام بها القانون نفسه، أليس المجرم بريء حتى تثبت إدانته! إذا اين الدلائل والبراهين على أن احمد حلاوة القاتل؟ وأين قرار المحكمة العادل! اذا كانت السلطة لا تستطيع السيطرة على رجال الشرطة كيف تقدر على تحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين، وان كان فعلا حلاوة المجرم فهو ليس ابن نابلس وحسب بل ملازم أول في الشرطة الفلسطينية.
أنا لا اتهم أحد ولكني أتسائل من أوجد الفلتان! لماذا ابقت السلطة السلاح بأيدي بعضهم منذ حملات أول في جمعها، وفي أعتراف د.حمدالله انهم مدعومين! ممن ؟
ان الخطة الذكية بكل ما تعرضت له مدينة نابلس في الفترة الأخيرة، تجعلك تدرك بأن سراً دفنا مع حلاوة، أعمق وأكبر من تشويهات وسائل الإعلام وتخويف الناس من رجال العصابات بالبلد القديمة، لنكون أكثر جرأة في استخدام المصطلحات نحن لسنا دولة مستقلة كما يدعون لو كنا كذلك حقاً لاستطعنا أن نسافر بالجنسية الفلسطينية فقط.
ولكوننا محتلين نحن بحاجة اداة أقوى من الحجر لتحمينا عندما يهجم المستوطنون فجراً علينا بالبنزين فقرية دوما تشهد ذلك، أو عند اذلالنا على أحد الحواجز، وهل كان هناك مجيب لصراخ هديل هشلمون والمرابطات بالأقصى.
بنهاية رسالتي هذا لا تكون عبداً لوسائل الإعلام ولا للسلطة ولا تكون نسخاً من البشر فكر بعقلك قبل أن تتهم دمشق الصغرى وناسها بالفساد أدرس المعادلة جيداً لتكتشف أنه لا توجد معادلة بالأصل هي طرف واحد القانون والفلتان، السلطة والشعب، الفساد والإصلاح، أربط الماضي بالحاضر فالخطط الإستراتيجية بعيدة المدى.