جنين:أصداء

      اصدر الباحث في التاريخ الفلسطيني مفيد جلغوم كتابه الاول بعنوان ( فقوعة ) من 352 صفحة من القطع المتوسط، واعلن عنه في حفل اقامه لهذا الشأن مجلس فقوعة القروي ومكتبة فقوعة العامة يوم1/9/2016.

     الكتاب احتوى على خمسة فصول متنوعة تحدثت كلها عن قرية فقوعة - شرق مدينة جنين- منذ تأسيسها حتى اليوم من خلال منهجية علمية اعتمدت على كم هائل من المراجع و الموسوعات و الوثائق الاولية والروايات الشفوية.

    عرف الباحث في القسم الاول بموقع القرية وسبب تسميتها و جبالها من خلال ذكر المساحة و عدد السكان و القرى المجاورة ومصادر المياه والعيون اضافة الى المستوطنات القريبة منها.

      اما في القسم الثاني فتسلسل بتاريخ القرية منذ نشأتها حتى يومنا الحاضر ذاكراً قصصاً متنوعة في هذا المجال اضافتا الى اهم الشخصيات الدينية و الوطنية و الرسمية التي زارت القرية، فقد ذكر قصة طالوت وجالوت التي حدثت على ارض فقوعة وكذلك مكوث السيد المسيح نحو شهر من الزمن في احد كهوفها بعيدا عن اعين الدولة الرومانية. كمان ذكر صيحة قطز سلطان المماليك عندما قال مقولته المشهورة قبل التحامه بالمغول في معركة عين جالوت قائلا ( اللهم انصر عبدك قطز ) تلك الصيحة التي مازال صداها يتردد بين جبال فقوعة، كما تتبع قصة سير القسام من حيفا الى يعبد مرورا بفقوعة التي اعلن منها انطلاق ثورته قائلا ( الله اكبر وبسم الله نبدأ ثورتنا ضد الانجليز من هذا المكان التاريخي ) كما تسلسل في ذكر احتلال الصهاينة للقرية وحرقها عن بكرة ابيها عام 1948 الى ان تجمع جيش النشاما من المتطوعين الفلسطينين من القرية والقرى المجاورة بمساعدة قيادة عراقية و حرروا القرية.

   كما تتبع الباحث عددا من الحوادث ومنها الاعدامات الميدانية لعدد من كبار السن الذين لم يستطيعوا مغادرة القرية، فيما سرد قصة عن تلك الحادثة البشعة التي اطلق فيها جنود الاحتلال العنان لكلابهم تنهش جسد احد الشبان امام والدة فما كان من الاب الا ان حاولبمشهد بطولي وانساني معا  الدفاع عن ولدة وحمايتة من كلاب العدو الا انه لم يستطع لذلك سبيلا فستشهدا معا، فيما اطلق الرصاص على زميلهم الثالث.

       وفي المجال الاجتماعي ذكر الباحث خصوصية تكاد تنفرد بها قرية فقوعة وهي الفسيفساء الاجتماعية الرائعة المكونة من 44 لونا عائليا بإنسجام اجتماعي رائع حتى انهم جعلوا من اصغر عائلة لديهم رئيسا لمجلس قريتهم، فيما ذكر ايضا قصص ثلاثين شهيدا قضوا نحبهم من اجل حرية بلدهم ذاكرا الاماكن المتعددة لدفنهم داخل القرية وخارجها، كما عرف بعدد من المتميزين و المتميزات من ابناء القرية واشهرهم قائد الامن الوطني الفلسطيني نضال ابو دخان، والباحث في الاعجاز العددي للقرآن الكريم عبد الله جلغوم و غيرهم...

      اما في القسم الاقتصادي فتتبع المهن و الحرف التي عمل بها اهالي القرية، واشهر المزروعات والنباتات الفقوعة ومنها الصبر و الفقع و سوسن فقوعة الليلكي، تلك النبتة التي اصبحت الزهرة الوطنية لفلسطين.

      وفي القسم الخامس والاخير بحث في الجانب الاداري و المؤسساتي للقرية ذاكرا اسماء المخاتير و رؤساء المجالس المتعاقبين على القرية اضافة الى المؤسسات و المدارس المتعددة.

      يذكر ان الكتاب الاول من نوعه عن قرية فقوعة، وقد زود بعدد من القصائد الشعرية لشعراء من القرية اضافة الى اغاني شعبة درجت على السنة الاهالي تؤرخ لمناسبات محلية متعددة، وكذلك عشرات الصور لاماكن وسخصيات وردت في الكتاب. كما يذكر ان هذا الكتاب هو باكورة اصدارات الباحث، تم انجازه بعمل مستمر على مدى ثلاث سنوات.