نشرت صحيفة «هافنجتون بوست» دراسة جديدة لجامعة كارنيجي ميلون الأميركية تفيد بأن «استقبال الإشعارات المرتبطة بالتواصل الشخصي، مثل التعليقات أو المنشورات على موقع «فيس بوك»، يمكنها أن تزيد من حالة السعادة بصفة عامة»، وتوصل الباحثون إلى أن «60 تعليقاً من أصدقاء مقربين خلال الشهر الواحد تعزز السعادة النفسية للفرد».
واعتمدت الدراسة على 1910 مستخدمين بموقع «فيسبوك»، ينتمون إلى 91 بلدًا، اختيروا من خلال إعلانات الموقع، ووجدت أن «التواصل مع الأصدقاء أدى إلى زيادة الشعور بالسعادة، بما في ذلك زيادة شعور الفرد بالرضا عن الحياة، والسعادة، والوحدة، والكآبة أيضاً».
كما أتيح للعلماء من خلال طريقة البحث المتبعة، استبعاد الفرضية التي تقول إن الأشخاص السعداء يستخدمون موقع «فيس بوك» أكثر من غيرهم، فضلًا عن أن الباحثين استطاعوا أيضًا استبعاد احتمالية أن الشعور بالسعادة قد يتنبأ بتغير الطريقة التي يستخدم بها الأفراد هذه الوسيلة.
وقالت مويرا بورك مسؤولة الأبحاث بـ «فيس بوك»: «نحن لا نتحدث عن شيء يتطلب جهدًا شديدًا، بل إنه مجرد تعليق من جملة أو جملتين. الشيء الأهم هو أن شخصًا ما، مثل الأصدقاء المقربين، يخصص وقتًا لنا. وربما يتسبب محتوى التعليق في تحسين حالتنا النفسية، كما أن التواصل ذاته يُذكّر الشخص الذي استقبل الإشعار بالعلاقات الهادفة في حياته».
وأضافت: «يشير ذلك إلى أن الناس الذي يشعرون بالخيبة قد يقضون وقتاً أطول على مواقع التواصل الاجتماعي بكل تأكيد، لكنهم يفضلون القيام بذلك لأنهم علموا أن الأمر سيجعلهم يشعرون بتحسن في حالتهم المزاجية. إنهم يتذكرون الأشخاص الذين يهتمون بهم في الحياة».
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت تأثير خاصية إبداء الإعجاب في موقعي «فيس بوك» و«إنستجرام» على العقل البشري، إلا أن تلك النتائج كانت تشير في الأساس إلى الضرر الذي تتسبب فيه مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بصورة الجسم، والعلاقات الرومانسية، والسعادة بصفة عامة.
من جهته، قال روبرت كراوت، الأستاذ بمعهد التواصل بين الإنسان والحاسوب بجامعة كارنيجي ميلون: «يتضح لنا أنه عندما تتحدث أكثر إلى الناس الذين تحبهم على موقع فيس بوك، تشعر بتحسن في حالتك»، وأضاف: «ويحدث ذلك الأمر أيضًا عندما يتحدث الناس إلى بعضهم بشكل شخصي».