أظهرت معطيات نشرتها منظمة إسرائيلية يسارية، أن ما نسبته 97 في المائة من الشكاوى التي تقدّم بها المواطنون الفلسطينيون ضد العصابات اليهودية في مستوطنة "يتسهار" خلال السنتين الأخيرتين لم تؤخذ على محمل الجد، حيث تم إهمالها من قبل سلطات الاحتلال التي لم تبذل أي جهد للقبض على المعتدين أو محاسبتهم.
وقالت منظمة "يش دين" الحقوقية في بيان لها اليوم الثلاثاء (15|4)، إن الفلسطينيين تقدموا خلال السنتين الأخيرتين بعشرات الشكاوى للشرطة الإسرائيلية ضد المستوطنين وعنفهم الذي طال عائلاتهم وممتلكاتهم، غير أن لائحة اتهام واحدة تم تقديمها في إحدى هذه الشكاوى فقط وتم تجاهل البقية.
وأكدت المنظمة، أن السلطات الإسرائيلية أغلقت 37 ملفاً خلال السنتين الأخيرتين دون أية محاسبة للمعتدين بحجة عدم التعرّف على هويتهم أو نقص الأدلة، في حين أُعلن عن فقدان ملفي شكاوى لدى الشرطة ولا يزال التحقيق مستمراً في سبعة ملفات فقط.
وأوضحت أن الفلسطينيين تقدموا بـ 29 شكوى تتعلق باعتداءات مستوطنين على الممتلكات، و15 شكوى تتعلق باعتداءات جسدية عليهم وأربعة أخرى حول سيطرة المستوطنين على أراضي الفلسطينيين.
وبحسب بيان المنظمة، فإن هذه المعطيات تغطي الاعتداءات التي وقعت في محيط مستوطنة "يتسهار" اليهودية المقامة على أراضٍ فلسطينية شمال الضفة الغربية المحتلة في الفترة الواقعة بين كانون ثاني (يناير) عام 2012 وشباط (فبراير) من العام الجاري، والتي استهدفت قرى حوارة وبورين وعوريف ومأدما وعسيرا القبلية جنوب مدينة نابلس.
وأكدت المنظمة، أن الاعتداءات الأخيرة التي نفذّتها عصابات مستوطني "يتسهار" غير منفصلة عن أعمال العنف اليومية ضد الفلسطينيين التي "غضت سلطات الاحتلال البصر عنها"، مشيرة إلى أن جنود الاحتلال تواجدوا في معظم مواقع الاعتداءات لكنهم "وقفوا متفرجين وامتنعوا عن الدخول في مواجهات مع المستوطنين وبذلك شجعوا استمرارهم بالعنف"، وفق البيان.
وحمّلت "يش دين" الشرطة الإسرائيلية مسؤولية كبيرة عن تنامي أعمال عنف المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية، "حيث أنها لم تأخذ شكاوى الفلسطينيين على محمل الجد وأغلقت الملفات دون أن تبذل جهداً لإجراء تحقيقات جدية فيها"، حسب قولها.
وأضافت "مستوطنة يتسهار هي صورة مصغرة لباقي مستوطنات الضفة، وتعتبر نموذجا لما يحصل في باقي المستوطنات، حيث أن تساهل السلطات الإسرائيلية مع عنف المستوطنين لا ينحصر في يتسهار بل يعم كل الضفة الغربية"، وفق البيان.