memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
السادسة والنصف صباحًا، يدّق جرس المنبه كعادته، ليفسد نومي، ويقطع حلمي الجميل الذي أقابله، وخيوط الشمس التي تعانق عينيّ وتلمع في وسطهما، معلنةً بداية يومٍ جديد، أنهض متثاقلةً، تمامًا كالطفل الذي تطعمه أمه طعامًا يكره مذاقه، لكن عليه أن يأكل دون أي اعتراض!
أجهزّ نفسي مسرعةً لألحق بالسيارة التي تقلني كل يومٍ إلى الجامعة، اليوم وصلت مبكرة على غير عادتي أو لربما تأخرت السيارة قليلًا، يقرع مسامعي صوت صراخ، فإذا هم مجموعة أولاد يتشاجرون على الناحية الأخرى من الشارع، لا أعلم ما الذي يدعوهم إلى "التهاوش" منذ الصباح الباكر، لكنّ الغضب كان سيّد الموقف، مسبة من هذا وأخرى من ذاك، ليشتم أحدهم ذات الله!
لو أنّ أحدهم صفعني، ولم أسمع ما سمعت، أثار فييّ نفسي، تمنيت أن أفعل أي شيءٍ كي أزجره عن فعلته، أن أغير المنكر بيدي ولساني وقلبي!
وأخيرًا أتت السيارة، همست في نفسي "لو أنك أتيت قبل دقيقة ولم أسمع ما سمعت"، الطريق طويل، كأنه بلا نهاية، لربما شعرت بذلك لأن ذلك الأحمق عكر صفو يومي، آلمني جدًا ما سمعته، فكيف لولدٍ يتطاول على خالقه بسبب غضبه من خلقه؟! كيف له أن يشتم الله دون أن يلقي بالًا بما تلفظ، متجردًا من كل قيم الحياء والأدب؟!
وقد حضر في ذهني موقف تلك الطالبة من جامعة بيرزيت "نمير المغربي"، التي قالوا أنها شتمت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عبر صفحتها الفيس بوك، حينها عمّ الغضب أوساط المجتمع الفلسطينيّ، وقد عبّر الشعب عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، بشتائم ومسبات دفاعًا وشعورًا منهم بأنها تطاولت على أحد رموز القيادات الفلسطينية، ومطالبين بفصلها من الجامعة، منتهيًا الأمر بإغلاق صفحتها الفيس بوك.
فإذا شتم أحد أبناء الشعب مسؤولًا ما، أو قائدًا له بصمة في التاريخ، يثور الشعب، وتضجّ الحكومة، حتى ينتهي الأمر بحبسه على الأقل، هذا لا يعني أني مع شتم المسؤولين والقادة، ولكني في ذات الوقت أشجع حرية التعبير والنقد البنّاء في إطار الاحترام والأدب، ثم لماذا لا تضجّ النفوس لسماعها شتمًا لذات الله جل جلاله؟ لماذا نستمع إلى التطاول هذا دون أن تهتزّ نفوسنا غضبًا مما سمعناه؟ أليس الله أحق بأن نخشاه؟ وأن نزجر كل من يفكر في التطاول عليه؟
فكلُّ الأسف على حال المجتمع إن بدت تلك ظاهرةً متأصلةً فيه، تتغلغل وتنتشر كالسرطان دون توقف، فأن تمشي في الشارع وترى صديقةً غاضبةً من صديقتها تشتم الله، وأن تمر بالسوق وتسمع أحد الباعة غاضبًا على الزبائن فيشتم الله، وتتكرر الحكاية في السيارة ليغضب السائق من الركاب فيشتم الله، ألا يخجلون أولئك من أنفسهم؟ لماذا لا يتجرأ الواحد منهم أن يشتم رئيس الدولة في الشارع وأمام السلطات بينما يخلع ثوب الحياء في حديثه مع الله؟! لماذا لم يفكر هؤلاء بأنهم مسيّرون بيد من شتموه؟ ألم يدرك أحدهم أنه قد ينتهي في تلك الساعة أجله؟ أهو مستعدٌ للقاء الله وقد قابله بكل معاني الانحراف والسوء؟ بينما كان الله يُحسن إليه بكل معاني الفضل والكرم!!
هدانا الله و إياهم وجنبنا تلك الألفاظمن أن تودي بنا إلى الهلاك دون دراية.