كتبت:رانيا بشار الشيخ
عينان مكحلتان بلون أسود ,شعر منفوش كريش الديك , حواجب مرسومة كحواجب الأنثى مع تشفير وسطها لتعطي شكلاً جذاباً ,وَجه سوف يَقربُ لوجهها ,فم تتراقص فيه العلكة يميناً ويساراً , نظرات غير مريحة ,مع جسم يتمايل على الجانبين ,ليست كَـ شابِ يحمل معنى الرجولة .
بنطال مطويّ من فوق حذاء ِملون ,ليظهر نظافة قدميه من الشعر , كأنه أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,كل شيء فعله الشاب في هذا الزمان ليشبهها بكل تفاصيل لبسها , بقي شيء واحد أن يلبس الخلخال في قدمه, وطوق ورد على رأسه ,لكي تكتمل أنوثته بالشكل الصحيح والمزيف ,قليل ما ترى شاب بكامل رجولته اليوم ..!!
أين الرجولة في ذلك ؟
عندما ترى نفسك تقلد الأنثى في لباسها , تلبس القصير والضيق مثلها ,كانت عيونك لا تذهب عنها ,عندما تمر من أمامك , وأنتَ تتكلم عنها وتذمها بكلمات "كيف خرجت من بيتها هكذا؟ " , "ألم يرى أخاها أو أباها منظرها؟ " , نسيت نفسك !! واليوم تمثلها بلباسك وجسدك , شبابنا اليوم يُسمون بشباب كول كَـ مسمى بنات كول .
النمص المنهى عنه شرعاً
عن عبد الله بن مسعود " لعن الله الواشمات والمستوشمات ,والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " .
اذا كان لفظ الحديث موجه للنساء إلا أن العبرة في فهم الحديث وهو ما حرمه الله النمص وهو تغيير خلق الله ,وتصرف الرجل كالمرأة أيضاُ
"إنما النساء شقائق الرجال " .
فإذا كان الله تعالى قد حرم النمص على المرأة , وهي محل الزينة أبيح لها ما لم يبيح لغيرها ومطلوب منها التزين لزوجها فقط , بل وجبلت على حب الزينة فحرمه عليها , وهي تطلبه , فكيف على الرجل وهو ليس محلاً للزينة التامة .
قديماً كان من يتشبه بالأنثى يعتبره الجميع عيباً , ويصبح معياراً , بغض النظر عن كونه حرام ,أما اليوم نجد معظم الشباب يتباهوا غياَ بالتشبه بالفتيات , ويعتبرون الملتزمين بالدين والحياء متخلفين أو معقدين ,وبمعنى آخر (دقة قديمة) كان هناك فرقاً شاسعاً بين لباس الفتاة والشاب , في وقتنا الحاضر من الصعب التمييز بينهما .
فكل هذا تقليد للمسلسلات الغربية التي لا تحضر معها إلا الأمراض والأفكار الهادمة ,وما هو الجميل في تلك الموضة العمياء الغاوية ؟! وشبابٌ في اختيار الميوعة , والإبتعاد عن رضا الله عزوجل , وأخذ اللعنات لا غير .