الرئيسية / مقالات
ابو مازن يقرع أجراس التطبيع بقلم ثائر حنني
تاريخ النشر: الأثنين 03/10/2016 16:20
ابو مازن يقرع أجراس التطبيع بقلم ثائر حنني
ابو مازن يقرع أجراس التطبيع بقلم ثائر حنني

 مغامرة جديدة من العيار الثقيل يفجرها الرئيس محمود عباس في عالم السياسة المنفلتة من عقالها والغير مرتبطة بمنظومة المبادئ والقيم, والتي تأتي تتويجا لسلسلة مغامرات سابقة قيل عنها جرأة غير طبيعية تميّز بها الرئيس ابو مازن عن سابقه الشهيد ياسر عرفات, وعن أقرانه من القيادات الفلسطينية في الفصائل الفلسطينية الأحياء منهم والشهداء ,ومنها على سبيل المثال لا الحصر قوله علنا: أنه يفخر لكونه لم يحمل السلاح يوما ,وكذلك وصفه العمليات الفلسطينية الفدائية بالحقيرة والأعمال الارهابية ,إضافة لقولته المشهورة التي أعرب خلالها عن حقه في زيارة مدينته الأصلية (صفد)وليس العودة إليها ..وأخيرا جاءت مغامرته الأخير والمتمثلة بالمشاركة في جنازة السفاح المقبور قاتل الأطفال والنساء والشيوخ ,وأحد أهم بناة دولة الابرتهايد العنصرية التي قامت على أنقاض نكبة شعبنا ونكسته ,والذي لا زال يعاني فصول الكارثة والمأساة منذ سبعين عام خلت, ومورس بحقه خلالها شتى جرائم الحرب التي وصلت حد الإبادة الجماعية,وبلغت حد التطهير العرقي المريب الذي أفضى بهجرة أكثر من نصف الشعب العربي الفلسطيني خارج وطنه ودياره ومدنه وقراه التي مسح عدد منها عن خريطة الوجود تماما.

أمام ما تقدم وفي قراءة موضوعية تحليلية لطبيعة المشاركة في الجنازة ودلالاتها وانعكاساتها نجد أنه لزاما علينا نحن أبناء الشعب الفلسطيني إدانتها واستنكارها بأشد العبارات,بل وإخضاع من شاركوا فيها للمحاسبة والمساءلة ,وخصوصا بعد إدراكنا لحجم النتائج السلبية المترتبة على تلك المشاركة المشئومة, والتي حتما ستدفع قادم الأيام لمزيد من التطبيع العربي المجاني مع حكومة الاحتلال الفاشية والهرولة الذليلة باتجاه تعزيز العلاقات مع دولة العدوان والاحتلال.ولا ننسى في هذا السياق أيضا أن تلك المشاركة سوف توحي للعالم والأمم المتحدة وكافة الهيئات والمنظمات الدولية أن السلام قد تحقق في المنطقة؟؟؟؟ وقد نال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه!!!! ولم يعد هناك مشكلة في الشرق الأوسط المضطرب بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ,حيث ينظر لمشاركة الوفد الفلسطيني كتتويج للصلح والسلم المنعقد بين طرفي النزاع وقبول الطرف الفلسطيني الاعتراف بالأمر الواقع.

وإزاء سوء المشهد عقب تلك المشاركة المرفوضة جملةً وتفصيلا وحرصا منا على القفز عن نتائجها السلبية الكارثية والوخيمة ..فإنني أدعو كافة الفصائل الوطنية والقومية والإسلامية وفي المقدمة منها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)لأخذ دورها المسئول تجاه حيثيات المشاركة في الجنازة المذكورة, ومحاسبة ومساءلة المسئولين عنها ,والعمل معا وسويا على إدانتها ومحو آثارها السلبية من خلال الشروع فورا في تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة والخاصة بوقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني ,وبالتالي إنهاء العمل بموجب اتفاق أوسلو وملحقاته المهينة والمذلة ..تلك الاتفاقات التي ثبت عقمها وعبثيتها بعد مرور ثلاث وعشرون عاما على توقيعها ,حيث لم تستطع وضع حد لغول الاستيطان والتهويد الذي زاد ثلاثة أضعاف ما كان عليه الحال قبل انطلاقة قطار التسوية المزعوم ,إضافة لما شهدناه على أرض الواقع وخلال تلك السنين الطويلة من المفاوضات من تصعيد خطير على جرائم الاحتلال بحق شعبنا والمتمثلة في القتل الميداني اليومي وحرق الأطفال وهم أحياء وجرائم الحرب في غزة هاشم ومسلسل الاغتيال السياسي المتصاعد والحبس الانفرادي في زنازين الاحتلال التي تشبه تماما أوشفيتزات النازية وكذلك التهجير ألقسري للسكان والتي كان آخرها تهجير بدو النقب وتدمير قراهم (مشروع برافر).

ليس هذا فحسب وإنما مطلوب أيضا من قادة فصائلنا الوطنية وكافة النخب السياسية والمجتمعية العمل بشكل جاد وحثيث على وضع خطط إستراتيجية للمرحلة القادمة تقوم في الأساس على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية بعيدا عن التفرد والهيمنة والاستحواذ والاستناد للميثاق الوطني وثوابت الشعب المعمدة بسيل الدماء الزكية الطاهرة المراقة في سبيل الحرية والاستقلال ,والتمسك بحق شعبنا في ممارسة كافة أشكال الكفاح الشعبي والنضال المسلح الذي كفلته الشرعية الدولية في مقاومة الاحتلال بالطرق التي يراها ملائمة في تحقيق غاياته وطموحاته المتجسدة في طرد الاحتلال وكنس المستوطنين عن أرضه ,واستعادة كامل حقوقه الوطنية والقومية في فلسطين العربية .ولا يغيب عنا في هذا السياق مد الجسور والتشبيك مع كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية في عالمنا العربي وتحقيق أوسع شراكة نضالية كفاحية معها في مواجهة أعداء الأمة وعدو العرب المركزي الكيان الصهيوني المسخ.

 

 

                                                           بقلم : ثائر محمد حنني

                                                     بيت فوريك – فلسطين المحتلة

                                                          تشرين الأول -  2016 م  

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017