بصراحة ’’ حالة شد الاعصاب و التوتر التي تسود المجتمع المحلي الفلسطيني لها اسبابها و ايضا لها نتائجها على كافة الاصعد ,,,فمن غير المقبول ابدا ارباك المجتمع المحلي بهذه الصورة خاصة في حالة الانقسام و تراجع الحريات و ارتباك القرار السياسي و التصيد الوطني و الاعلامي و التعصب و التشنج للمواقف,,, و حالة تبرير الافعال و ادعاء العصمة . .
تذكروا يا عالم ,,,لا نزال تحت الاحتلال و بالتالي لا سطوة لاحد على احد ,,,من حق الجميع ان يعمل و لكن المهم كيف يعمل و كيف يتعامل مع ما يعمله الآخرين ,,,و من حقي ان انتقد عملك بل ان ارفضه و لكن ليس من حقي التمادي اللفظي و التجني كما ليس من حقك قمعي و منعي من الانتقاد,,, و لا نزال تحت الاحتلال مفهوم ينضوي تحته الكثير و له اعتبارات اكثر ,,,فماذا دهاكم يا قوم؟؟!!
ارفض العزاء بوفاة عدوي و من حقي ان ارفض و ايضا من حقي ان ارفض الخروج عن الاخلاق و استعمال الالفاظ الخارجة فهي تتعدى حالة الغضب و لا تؤسس لمرحلة النقد و التوجيه الايجابي ,, ارفض تأجيل الانتخابات و ارفض الاصرار على عقدها في ضيعة ما من ضياع الوطن ,,,ارفض تجريح القضاء كما ارفض تسييسه ,,,ارفض المواقف المتصلبة كما ارفض تمييع المواقف الوطنية و الاستراتيجية و المصيرية ,,,ارفض تدخل الآخرين في شؤننا الداخلية و ارفض تدخل الحكم في حياة الناس و حرياتهم ,,,ارفض ان ندفع ثمن الانقسام و ثمن الخلافات القيادية ,,,,ارفض و ارفض ,,, و لا اتحدث عن جبهة رفض بل ادافع عن وجودنا و مصيرنا .
باختصار لقد اربك المجتمع و تم زجه بمطبات متكررة شأنها شأن مطبات شوارع بلادنا ,,فعندما تهرب من مطب تجد نفسك تقع في آخر و كأن المطب ملتصق في عجلة العربة ,, و هذا حالنا مطبات متكررة متنوعة تبعثر الجهود و تحطم الآمال و تفقد السيطرة و تزعزع الوعي ,,,و الامثلة كثيرة و متنوعة و لا اريد الدخول في تفاصيلها ,,, فقط اقول ان تقويض السلطة المركزية في الحكم الفلسطيني و في هذا الوقت يشكل خدمة مجانية للاحتلال الذي يسعى الى نزع السلطة المركزية و توزيعها جغرافيا على المناطق السكانية بهدف العزل في كانتونات و انهاء اي ترابط داخلي فلسطيني ,, و لذلك فان العمل يجب ان يتمحور في النقد البناء و اعادة توجيه البوصلة و بناء البرنامج الوطني و استعادة دور المنظمة على اسس و قواعد جديدة في اطار وطني كفاحي يرفض وجود الاحتلال ,,, و لكن يجب الانتباه ان هذه الحساسية و الحرص على مركزة العلاقة لا تعني ابدا القبول بالانفراد في القرارات و تجاوز ما هو مقبول شعبيا و استغلال هذه الحالة ,,,بل على العكس تماما هذه دعوة لتصحيح المسار و اعادة بناء الذات .
لقد مررنا بتجربتين اخيرتين دخلتا في دهليز التناقضات و حالة الارباك ...العزاء الرسمي بمؤسس الدهاء و الخبث الصهيوني بيرس و انتخابات المجالس المحلية ,,, و التجربة الاولى شابها حالة غضب شعبي عارم محق بسبب المشاركة تلاها هجمة ارتدادية للدفاع عن مؤسسة الرئاسة ,,, و هنا اقول و بصراحة تامة ان الرفض للمشاركة حق للشعب الفلسطيني لا يجب تجاهله و لا التصدي له و ايضا فان هذا الرفض يجب ان يندرج في اطار عدم التمادي و استعمال الوسائل الخارجة عن اللياقة و الاهم ان لا تختزل الحالة الفلسطينية في هذه المسألة على اهميتها بل مراجعة شاملة للسياسة الفلسطينية و مرة اخرى و بشكل واضح ,,, لا نهدم البيت بل نرمم الاعمدة و البناء الداخلي ,,, نقول ما يجب ان يقال و نفعل ما يجب ان نفعل دون مزايدات او تصيد او شماته ,,,نبني من الداخل و لا نساعد على الهدم من الخارج ,,,نقولها بوضوح : نرفض المشاركة في جنازة قاتلنا و هذا حقنا و نرفض تدمير بيوتنا بايدينا و هذا واجبنا ,,, و من ناحية اخرى فان من يرفض هذا الموقف الشعبي عليه احترامه و عدم التغول عليه و البعد عن استعراض العضلات في مواجهته .
التجربة الثانية و المتعلقة بالانتخابات و التي برزت من خلال التسلسل التالي : مطالبة شعبية و مجتمعية باجراء الانتخابات فاستجابة الحكومة و تعيين موعد لها فاستجابة شاملة للمشاركة من الجميع فبدء التحضيرات و تخلل ذلك نوع من الامل في ان تكون بداية لرأب الصدع و تمهيدا لانتخابات في كافة المواقع كالتشريعي و الرئاسي و الوطني ,,, و لكن و في لحظة الانطلاق المجتمعي برزت المعيقات فالامر امام المحكمة ,,, فخيارات ان لا تجري الانتخابات او قصرها على الضفة و منعها في غزة ثم التأجيل ثم المطالبة في اجرائها في غزة ,,,فاربك مرة اخرى المجتمع المحلي و بقوة ,,, و برزت تساؤلات كثيرة ,,, هل نرفض قرار القضاء و نحن المطالبين بسيادة القانون و استقلال القضاء ؟؟؟ هل نطالب و بأصرار على ان تجري الانتخابات في موعدها حتى لو قصرت على الضفة و حرمت منها غزة ؟؟ هل نطالب بالتأجيل و نحن المصرون على اجرائها في اقرب وقت ؟؟ ... وعدنا للمربع الاول الانتخابات و اجرائها مرتبطان بحالة الانقسام و المصالح الحزبية فلا طلب تأجيلها في الضفة و لا الاصرار على اجرائها في غزة يصبان في المصلحة العامة بقدر ما هي حسابات حزبية ضيقة .
ايها الفتحاويون لا تضعوا كل من اعترض على المشاركة في الجنازة في معسكر الاعداء و كانه يريد افشال فتح او تقويض السلطة بل تفهموا الموقف و احترموا المزاج الشعبي و الوطني و يا ايها الحمساويون هذه ليست معركة للعض على الاصابع و اصطياد المواقف لاثبات اصحة التوجه ,,, و الانتخابات حق للمواطنين ليس مقصورا على رؤيتكم و مصالحكم ,,, و الجميع عليه المراجعة الشاملة و عدونا يسخر الطاقات و الجهد للسيطرة التامة و عجلة الاستيطان و التهويد على قدم و ساق ,,, و الظروف الاقليمية و الدولية غاية في التعفيد ,,,كل هذا الا يتطلب منا ان نبدأ في الخروج من حالة الشرذمة و الكف عن ثقب المركب الذي نحيا عليه جميعا و القراصنة بالجوار ؟؟!!