ضرب الإعصار ماثيو وسط ولاية فلوريدا الأمريكية أمس الجمعة برياح سرعتها 195 كيلومتراً في الساعة بعد مروره على ساحل الأطلسي نحو الشمال، وتهديده بمزيد من الدمار بعدما أودى بحياة 572 شخصاً على الأقل في هايتي.
وتسبب «ماثيو» وهو أول إعصار كبير يهدد الولايات المتحدة بشكل مباشر في أكثر من عشرة أعوام في عمليات إجلاء واسعة على طول الساحل من فلوريدا حتى جورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا.
ونجت المناطق الجنوبية من فلوريدا من العاصفة خلال الليل لكن السلطات دعت السكان أمس الجمعة في المناطق الشمالية إلى توخي الحذر. وحذر ريك سكوت حاكم فلوريدا من احتمال تعرض مدينة جاكسونفيل الساحلية لسيول عارمة.
وقال في مؤتمر صحفي إن العاصفة قطعت الكهرباء عن زهاء 600 ألف منزل.
وفي هايتي حيث دمر الإعصار مناطق ريفية فقيرة في وقت سابق من الأسبوع كشف إحصاء ل «رويترز» عن وصول عدد القتلى إلى 572 على الأقل أمس الجمعة مع ورود معلومات من مناطق نائية انقطعت الاتصالات عنها بسبب الإعصار.
ودمر الإعصار ماثيو حوالي 80 في المئة من المساكن في مدينة جيريمي عاصمة مقاطعة «غراند آنس» في جنوب هايتي والتي يناهز عدد سكانها 30 ألف نسمة، بحسب ما أكدت منظمة «كير» الانسانية عبر حسابها على «تويتر».
وفي الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1200 بتوقيت جرينتش)، كان مركز الإعصار على بعد 55 كيلومتراً من كيب كنافيرال في فلوريدا التي يقع بها موقع إطلاق مركبات الفضاء.
وقال جيف بيوتروفسكي (40 عاماً) الذي يطارد الأعاصير في توسلا في أوكلاهوما إن العاصفة اقتلعت أعمدة الكهرباء والأشجار ودمرت لافتات في كيب كنافيرال. وفي وست بالم بيتش خيم الظلام على الشوارع والمنازل وخلا الطريق السريع الرئيسي من السيارات والمارة، بينما اجتاح الإعصار المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة.
وقالت هيئة الطقس الوطنية في الولايات المتحدة إن «ماثيو» يمكن أن يصبح أقوى إعصار يضرب شمال شرق فلوريدا منذ 118 عاماً.
ووسع المركز الوطني للأعاصير التحذير على امتداد ساحل المحيط الأطلسي من جنوب فلوريدا عبر جورجيا وإلى ساوث كارولاينا.
وحذر حاكم فلوريدا سكوت من احتمال وقوع أضرار «كارثية» إذا اجتاح الإعصار ماثيو الولاية مباشرة ودعا نحو 1.5 مليون شخص إلى إخلاء منازلهم.
وقال في تصريحات لمحطة (إن.بي.سي) «لا يزال أمامكم الوقت للخروج. لا داعي للمخاطرة. أهم شيء بالنسبة لي هو عدم خسارة حياة أي شخص».
وأوضح سكوت أنه بحلول صباح الجمعة دخل نحو 22 ألف شخص في فلوريدا ملاجئ وانتقل آخرون إلى مناطق أخرى بالساحل الغربي للولاية.
وفتحت فلوريدا وجورجيا وساوث كارولاينا مراكز إيواء لاستقبال من يتم إجلاؤهم.
ومن جهته، اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن سكان جنوب فلوريدا نجوا من الأسوأ إثر مرور الإعصار ماثيو، لكنه نبه إلى احتمال ارتفاع منسوب المياه.
وقال من مكتبه في البيت الأبيض، حيث جمع المسؤولين المكلفين بالملف وبينهم كريغ فوغايت رئيس الوكالة الاتحادية للحالات الطارئة، «ما زلنا إزاء إعصار بالغ الخطورة».
وأضاف «لاحظنا أضراراً مادية كبيرة في بعض أنحاء جنوب فلوريدا. أعتقد أن مصدر القلق الرئيسي حالياً ليس فقط قوة الرياح، بل أيضاً ارتفاع منسوب المياه». (وكالات)