السابع عشر من نيسان من كل عام يوما خالدا في سفر التاريخ الفلسطيني ,ويوما نضاليا بامتياز حيث تحتشد فيه كل الطاقات والإمكانات لدى شعبنا في مثل هذا اليوم من كل عام مسطرة بذلك يوم غضب عارم ومميز تنديدا بسياسة الحبس والاعتقال والتعذيب والحرمان والتي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا والتي طالت شريحة واسعة تكاد تصل ثلث أبناء شعبنا الصامدين على تراب وطنهم في الضفة الغربية وغزة والداخل المحتل منذ العام 48 ,وفي هذا اليوم أيضا تتكاثف فيه الجهود وتتضافر على مختلف الصعد سواء منها تلك الرسائل الموجهة لمنظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الأسرى ,أو تلك المسيرات الحاشدة التي تجوب شوارع فلسطين تنديدا بالممارسات الإسرائيلية الإجرامية بحق أسرانا البواسل القابعين في باستيلات النازية الجديدة ,واللذين يتعرضون لشتى صنوف التعذيب والحرمان والقتل في حالات عديدة,وعدم تطبيق القانون الدولي في ما يختص بشرعية الاعتقال السياسي تحت الاحتلال,وخصوصا تلك التي تتم بدون محاكمات وتحت مسمى الاعتقال الإداري المتناقض جملة وتفصيلا مع شرعة المواثيق الدولية بهذا الشأن.
أن أسرانا في سجون الاحتلال يفتقدون لأبسط الحقوق المنصوص عليها في القانون الدولي ,وخصوصا تلك المتعلقة بالرعاية الصحية والطبية للمعتقلين مما تسبب في زيادة حالات الوفاة والموت خلف القضبان المعتمة بسبب الإهمال الطبي المتعمد ,وهي وسيلة جديدة قديمة يستخدمها الاحتلال بهدف قتل أكبر عدد ممكن من أسرانا البواسل أسرى الحرية والاستقلال ,وبطريقة يعتقدون من خلالها تضليل الرأي العام والإفلات من المسؤولية القانونية وتبعاتها ,وإظهارها بشكل يوحي بحالات الوفاة الطبيعية.
إننا في مثل هذا اليوم المميز...يوم الغضب الفلسطيني العارم..يوم الأسير الفلسطيني..نبرق رسائل عديدة وموجهة لجهات عدة أهمها القيادة الفلسطينية والزعامة العربية ,ودعوتهم للعمل الحثيث لإطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال وطرق كل الأبواب في سبيل ذلك دون المساومة بقضايا أخرى ,بل والعمل الجاد مع المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية لوضع حد نهائي لسياسة الاعتقال والزج بأبنائنا خلف القضبان المظلمة والتي طالت حتى الآن أكثر من مليون فلسطيني وعانى من نتائجه المدمرة كل بيت في فلسطين.
وبهذه المناسبة وهذا اليوم نؤكد على مواصلة كفاحنا ونضالنا وبشتى الوسائل ودون كلل أو ملل تضامنا مع أبنائنا وإخوتنا اللذين يكابدون الألم والمعاناة والموت في سجون الاحتلال ,وسنواصل سلسلة فعالياتنا الوطنية التضامنية ,ونزيد من غضبنا الشعبي المتصاعد حتى إطلاق سراح كافة أسرانا ,وتبييض السجون الصهيونية من كافة أسرى الحرية ..بل إن حجم نضالنا يتسع ويكبر ليشمل المطالبة بالإفراج عن أسرى المقاومة العراقية الباسلة في سجون الاحتلال الأمريكي وأذياله واللذين خسروا حريتهم ثمنا لمواقفهم المبدئية تجاه نضال شعبنا العادل والمشروع في مواجهة الاحتلال الصهيوني الجاثم كالسرطان على الأراضي العربية الفلسطينية منذ ما يزيد على الستون عاما.
وبهذه المناسبة أيضا لا ننسى أن نتوجه للجهات الرسمية والحكومية الفلسطينية والعربية بضرورة إنهاء ملف الاعتقال السياسي وسجناء الرأي وعوضا عن ذلك تكثيف الجهود وحشد الطاقات لكنس الاحتلال الصهيوني الذي نود في ختام سطورنا هذه مخاطبته بحقيقة مفادها إننا شعب لا ولن يركع وليس منا من يساوم ,ولابد لقيدكم أن ينكسر على صخرة صمودنا,والاحتلال حتما إلى زوال مهما حاول العابرون الطارئون على زماننا ..وفلسطين كل فلسطين بحدودها الطبيعية والتاريخية محفورة في قلوبنا نورثها جيلا بعد جيل حتى يتسنى لنا النصر الأكيد والتحرير الكامل, وإقامة دولتنا المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.