الرئيسية / مقالات
"وما زالو مشتتون"
تاريخ النشر: الأحد 16/10/2016 11:07
"وما زالو مشتتون"
"وما زالو مشتتون"

 بقلم : جهاد بداد


هي في الحقيقة واقع مغيب و لا أحد يعي حجم المعاناة التي يعيشونها أهالي المخيمات وخاصة في سوريا ولبنان ، فبعد ان هجرو وأبعدو عن بلدهم ها هي المعاناة والمأساة تلحق بهم اينما ذهبو ، فهم الان بلا وطن وبلا هوية وبلا مأوى و كل ما يمتلكوه هي بطاقة "لاجئ" لا تعطيهم الحد الأدنى من حقوقهم ومتطلبات حياتهم في البلد التي يسكنوها . 

فالكبار فيهم يندمون أشد الندم على انهم اختارو الرحيل على الموت فوق ترابهم أما الصغار فهم يكبرون ولا يعلمون كيف يكون المرء سعيدا فوق أرضه ، فهم لا يعرفو فلسطين إلا على الصور . نعم لقد خدعو ولكن ماذا بعد ؟؟..
هل سيبقو تحت مقسلة الغربة حيث لا استقرار ولا أمل ولا حتى الشعور بالمواطنة ؟! ، أم أن هناك ما ينتظر أبنائهم ليكونو شاهدين على أن لهم وطن وأرض وبيت قديم يملأه الغبار بسبب طول انتظاره لهم ؟
لقد أدهشني كلام لاجئ من مخيم الرشيدية في لبنان يبلغ عمره 18 عام عندما تكلم عن فلسطين وحنانه اليها رغم انه لم يراها الا على صور يحتفظ بها في ذاكرته حيث قال لي " بدي شم ترابها بدي أفتل كل زاوية فيها بدي امشي بحاراتها بدي أبكي على أرضها بدي شوف كل حجر فيها بدي أفتل فيها بدي طفي النار الي جواتي بشوفتها .. هاي أرضي ، عشقي ، دمي ، كل حياتي قلتلك بتخلى عن كل شي كرمالها" ، فأذا دل هذا العشق على شيء يدل على أن عشق فلسطين ما زال يتناقل من جيل الى جيل بالفطرة وكلما جاء جيل جديد فتن بحب أرضه اكثر واكثر ، وما زال ذلك العجوز يحمل مفتاح بيته وينتظر تنفيذ قرار الأمم المتحدة 194 . 
وبعد كل هذا الظلم والأستبداد الذي يعيشوه حاول البعض أن يدخل اللاجئين الفلسطينيين في معادلات دولية فكانو دائما هم الضحية وما زالو حتى يومنا هذا يهاجرون من بلد الى بلد ، وكأنه أينما وجد الفلسطينيون لحقتهم الفوضى وأينما وجدت الصراعات تجدهم الضحية . 
فالموت يلاحقهم أينما خطت أقدامهم الأرض فلا صبرا ولا شتيلا ولا اليرموك سمح لهم بالبقاء فأما أن تموت بين رصاص الأرهاب أو هاجر فأنت معتاد على اللجوء والهجرة .
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017