تقرير: خميس ابو النيل –اصداء
بين وديان رام الله وقرية كفر مالك ترى منطقة "عين سامية" بطابعها الجغرافي العريق على مر التاريخ، فقد ظهر تاريخها على مدرا الأزمنة لتصبح شاهداً على عظمة المكان، ولتؤكد على أن فلسطين كانت وما زالت تحتضن جعبة واسعة من الحضارات المتعاقبة ، بالإضافة إلى البيئة الجميلة التي تذخر بالموارد الطبيعية وبمناخ فلسطيني معروف بدفئه وموقعة الجغرافي المتميز .
تقع "عين سامية" على السهول الشرقية لقرية كفر مالك، على امتداد أربعة كيلومترات من بقايا مدينة رومانية مصورة عرفت باسم "ارام"، وصفها الباحثون في تاريخ الحضارات بأنها مدينة تحظى بالعديد من المزايا والآثار التي تعود إلى العهد البرونزي القديم والكنعاني المعروف وأيضا الروماني والإسلامي.
أما عن التسمية (فـعين سامية) جاءت نسبة إلى إبنة سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي التي سكنت المكان واتخذت منه واحة للراحة فيها .
وبالتالي يعود تاريخ منطقة "عين سامية" إلى أكثر من 7000عام تقريبا، فهي تعتبر من أقدم الخرب التاريخية في العالم، أي من قدم مدينة "أريحا"، وتضم عين سامية المئات من القبور الرومانية المنحوتة بالصخر، حيث أن بعثة الاستكشافات الأثرية الأوروبية بينت في عام 1963 بأن المنطقة تضم ما يزيد عن 150 قبراً رومانيا منحوتاً بالصخر، عدا عن المدافن التي تشتهر بوجود الأنفاق الجانبية.
وتحتضن منطقة "عين سامية" العديد من الرموز التاريخية التي تشير إلى التنوع الحضاري في المكان، ويعد موقع "تل المرزبانة" شمال "عين سامية" من أبرز المواقع الأثرية فيها، وهو عبارة عن موقع مرتفع صغير يمتد من الشمال إلى الجنوب. وأصل التسمية يعود إلى اللغة الفارسية، حيث أن مرزبان يعني الوزير.
ومن الجهة الغربية "لعين سامية"، تقع منطقة "المرجمة" التي تعتبر شاهداً على الحروب القديمة التي أسفرت عن انتهاء العهد الروماني في المنطقة، ويوجد فيها العديد من الكهوف التي كانت تعد مسكناً للإنسان فيها.
كما يُعتقد أن منطقة "المرجمة" تحتوي مدينة رومانية تحت الأرض، لكن لا توجد أي دراسات حديثة في المكان بسبب المعوقات التي يضعها الاحتلال والتي تحول دون تنفيذ تلك الأبحاث للتأكد من دقة هذه المعلومات.
ويقول المرشد السياحي ناصر كعابنة تسمية عين سامية هي نسبة إلى سامية بنت سليمان بن عبد الملك التي كانت تعاني مرضاً بذلك الوقت فقام احد الأطباء بوصف (عين سامية) للشفاء من مرضها وبالفعل بعد وصولها للعين الاغتسال بها تم شفائها من مرضها .
ويوضح ناصر كعابنة بأن هناك طاحونة بجوار العين تعود للعهد العثماني تشبه القوس تجري فيها الماء ليدور الدولاب ويضخ المياه لتصل لقصر هشام في أريحا. وينوه بان عين سامية حاليا غير ظاهرة للعين فقط في فصل الشتاء تنشط لتجري فيها المياه ، أما في القدم أي منذ ستينيات القرن الماضي كانت على مدار السنة تضح المياه .
ويذكر كعابنة هناك أربع ينابيع مياه تضخ إلى مدينة رام الله والبيرة وبالتالي اختفت عين العوجا بسبب تلك الآبار لذلك سكان منطقة العوجا يطالبون بتخصيص نسبة من عائدات بلدية رام الله والبيرة لأنها تؤثر على نبعه عين العوجا.