mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
أيها القابعون خلف قضبان الألم والحرمان, أيها الثائرون في زنازين العتمة والقهر, أيها الصامدون في زمن الهروب والانسحاب, أيها الأسياد في زمن العبيد, والكبار في زمن تقزم فيه كل شيء, أيها هالشجعان في زمن الجبن والاستسلام, أيها الخاوية أحشائهم إلا من الكرامة والإيمان, أنتم تعتلون عرش الحرية, ونحن نرقد في زنازين الصمت واليأس والخذلان, أسرانا؛ أيها الوجع الدامي.
فاق تعدادكم (أسرى وأسيرات) في آخر الإحصائيات الخمسة ألاف, لستم مجرد أرقام أو أخبار, أنتم الصرخة الكبرى, والوجع الأكبر, أنتم القضية,أنتم الوطن, وأنتم شمس الحرية, يا أساطير العروبة والوطنية والنضال, لا نملك لكم سوى الدعاء والكلمات, وأنتم تملكون النصر والصبر والتحدي والصمود, 17 نيسان في يومكم هذا (يوم الأسير الفلسطيني ) لكم منا أكبر تحية وانحناء.
يا من تعلنون عن رفضكم وغضبكم بخواء أمعائكم, تضيع السنوات من أعماركم وأنتم تمكثون في سجون احتلال مقيت, تتعرضون لأقسى وأوحش أنواع التعذيب النفسي والجسدي, تُحرمون الأهل والأبناء والحياة, تتنفسون الظلمة وتعيشون الوحدة وتلتحفون سواد الليل وسواد السجن المميت, كلٌ منكم له حكاية وألف ألف قصة, من ماتت أمه قبل أن يقبل يديها, ومن دُفن والده ولم يشيعه, ومن كبر أبناؤه في غفلة من الزمن دون أن يراهم يكبرون, ومن انتظرته شريكة حياته سنوات وسنوات دون أن يشاركها الحياة.
لا نريد أن يكون اليوم فقط لكم, لا نريده للشعارات والفعاليات وكفى, نريد أياما ً من الغضب والتضامن مع بسالتكم ومع قضيتكم, فلنجعل 17 نيسان ناقوسا ً يدق ليوقظ كل الفلسطينيين وكل العرب قادة ً, ورؤساء, وشعوب, وأفراد, ومؤسسات, ليقفوا وقفة جادة من القضية الأعمق والأكبر, قضية الصراع مع زنازين الاحتلال, والمطالبة بالافراج عن جميع الأسرى والأسيرات بلا استثناءات.
ليس فقط هذا اليوم يومكم, فكل الأيام من حقكم, وستحفرأسمائكم وقصصكم وبطولاتكم بكل تواريخ الأزمان, وسنكتب عنكم في نيسان وفي كل الأشهر, لأنكم من أعطى, ومن ضحى, ومن دفع الثمن غاليا ً جدا ً من جسده وعمره وحياته وروحه المشتاقة للحرية.